الروس و"إنستغرام"... قصة وداع صعب

31 مارس 2022
+ الخط -

حظرت روسيا تطبيق الصور والمقاطع "إنستغرام" لتخلق حالة من الحزن في بلد حيث يستخدم عشرات الملايين التطبيق يومياً للتواصل والتفاعل وكسب المال.

اعتباراً من فبراير/شباط 2022، كان هناك أكثر من 64.1 مليون مستخدم لـ"إنستغرام" في روسيا، تتراوح أعمار معظمهم بين 25 و34 عاماً.

واكتسب "إنستغرام" شعبية تدريجية في روسيا على مدار السنوات الماضية. كما ساهم تفشي فيروس كورونا بشكل كبير في نمو الجمهور على المنصة، لكن كل هذا انتهى بقرار السلطات حظر التطبيق في البلاد. 

روسيا تحظر "إنستغرام"

حظرت موسكو تطبيق "إنستغرام" إلى جانب موقع "فيسبوك"، معتبرةً أنهما يقومان بأنشطة "متطرفة".

وجاء القرار بعد مطالبة أجهزة الأمن الروسية FSB بفرض حظر "فوري" على "فيسبوك" و"إنستغرام" بتهمة القيام بأنشطة "موجهة ضد روسيا وقواتها المسلحة"، ثم طلب مكتب المدعي العام الروسي تصنيف "ميتا" على أنها منظمة "متطرفة".

الطلب أعقب قرار "ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك" و"إنستغرام"، بتخفيف قواعدها بشأن الرسائل العنيفة ضد الجيش والقادة الروس، على خلفية العملية العسكرية التي تشنها موسكو في أوكرانيا.

ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ظهر التطبيق كإحدى آخر المنصات للروس للتعبير عن معارضتهم للغزو.

واستخدم الفنانون والمدونون والرياضيون الروس الشبكة الاجتماعية للتعبير عن رفضهم للحرب.

وشنت روسيا بالفعل حملة غير مسبوقة على وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة المناهضة للحرب بعد غزو البلاد لأوكرانيا.

الروس يودعون "إنستغرام" بالدموع

عقب الحظر ساد جو حزين قصص "إنستغرام" بعدما آن أوان رحيل المؤثرين والمستخدمين في روسيا عن التطبيق الشهير. 

ونشرت نجمة تلفزيون الواقع، أولغا بوزوفا، التي لديها 23.3 مليون متابع على "إنستغرام"، مقطع فيديو مدته سبع دقائق تقريباً وهي تبكي من الخسارة الوشيكة لجمهورها. 

وقالت باللغة الروسية: "أنا لا أخشى الاعتراف بأني لا أريد أن أفقدكم"، "لا أعرف ما يخبئه المستقبل. لا أعرف"، "لقد شاركت حياتي وعملي وروحي. لم أفعل كل هذا كعمل لي، هذا جزء من روحي. أشعر وكأنه جزء كبير من قلبي". 

وقالت مدوّنة الموضة، كارينا نيجاي، التي تملك ما يقرب من 3 ملايين متابع، وهي تبكي: "هذا التطبيق هو حياتي وروحي. هو ما كنت أستيقظ وأنام عليه على مدار السنوات الخمس الماضية. أنا مستاءة". 

وقالت المؤثرة التي يتابعها أكثر من 400 ألف متابع، كارينا إستومينا: "ما يقرب من نصف إجمالي الدخل أتى من إعلانات "إنستغرام". لأكون صادقة معكم أنا محطمة تماماً لفقدان حسابي. أدرت هذا الحساب لأكثر من 10 سنوات. على الأرجح سأضطر إلى إيجاد مصادر دخل جديدة، وسأضطر إلى إعادة اكتشاف نفسي".

وبالنسبة للعديد من الشركات الروسية الصغيرة ومتوسطة الحجم، كان "إنستغرام" أيضاً منصة رائدة للإعلان وتنظيم المبيعات والتواصل مع العملاء، ما جعل المخاوف تسود من أن خطوة حظر التطبيق قد تؤدي إلى تقويض مناخ الأعمال في البلاد.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

ونقلت صحيفة "ذا غارديان" عن مديرة ماركة الملابس "أوتلاو" في موسكو، يليارا مينراخمانوفا: "أصبح "إنستغرام" منزلنا، وجسرنا مع العالم الخارجي"، التفكير بأننا سنفقد كل هذا مؤلم"، مضيفةً أن "96% من جميع زياراتها على وسائل التواصل الاجتماعي كانت مرتبطة بتطبيقات "ميتا"".

"روسغرام"... بديل روسي لـ"إنستغرام" 

ناشد المؤثرون الروس معجبيهم الانتقال إلى منصة التراسل والبث "تيليغرام"، أو المنصة الاجتماعية الروسية "فكونتاكتي"، لمواصلة متابعتهم هناك، بينما جرّبت شركة بناء نسخة مطابقة لـ"إنستغرام". 

ومن المقرر أن يطلق عدد من المستثمرين الروس في مجال التكنولوجيا تطبيقاً مستنسخاً من "إنستغرام" يحمل اسم "روسغرام".

وطيف ألوان "روسغرام" وتصميمه سيشبهان "إنستغرام" بشكل كبير. وبالإضافة إلى نفس خدمات التطبيق الأميركي، سوف يقدم التطبيق الروسي الجديد وظائف إضافية، مثل التمويل الجماعي والوصول المدفوع لبعض المحتوى، على حد قول موقعه على الإنترنت، في محاولة لإنقاذ تواصل الروس وأرباحهم. 

المساهمون