الصحافي المغربي الريسوني: إضرابي عن الطعام هو أقسى شكل احتجاجي

الصحافي المغربي سليمان الريسوني: إضرابي عن الطعام هو أقسى شكل احتجاجي

18 يونيو 2021
يخوض الريسوني إضرابه منذ 72 يوماً (Getty)
+ الخط -

اعتبر الصحافي المغربي سليمان الريسوني، المتابع بتهمة "هتك عرض والاحتجاز"، أن إضرابه عن الطعام، الذي دخل اليوم الجمعة يومه الـ72، "هو أقسى شكل احتجاجي"، مجددا إعلان براءته من التهمة الموجهة إليه.

وتابع الريسوني، في رسالة مؤثرة تم نشرها ليل الخميس: "من يقول إن إضرابي جبن، قالها لي نائب الوكيل العام نائب النائب العام (محمد) المسعودي، أجيبه: هيا: تشجع، وتوقف عن الأكل نصف هذه المدة فقط، وأحكم علي بأقصى العقوبات وسأقبل. إضرابي عن الطعام هو أقصى وأقسى شكل احتجاجي. ولا يقوى على ركوبه، إلا من ظلم ظلما كبيرا، فهل كان البوعزيزي وهو يحرق نفسه جبانا؟".

قدمه اليمنى أصبحت شبه مشلولة بإقرار طبيب وطبيبة السجن ولن يستعيد الإحساس بها حتى وإن استعاد المشي بعد علاج طويل

وأوضح الصحافي المغربي، في رسالة نقلها عنه محاموه، وابنة أخيه هاجر الريسوني، أنه منذ اعتقاله، يتطلع إلى اليوم الذي يتمكن فيه من الكلام أمام محاكمة مستقلة وعادلة، وذلك، وفق كلماته، "لأفضح الجريمة التي ارتكبت في حقي. أنا مستعد، بل متلهف للمحاكمة، وأنا في كامل حريتي، هذا حقي، وسوف أصل إليه: إما أمام محكمة الدار البيضاء، أو محكمة الله".

وسجل الريسوني، في الرسالة التي نقلها عنه محاموه، وابنة شقيقه هاجر الريسوني، أنه بلغ، أمس (الخميس)، 71 يوما من إضرابه عن الطعام، مع فقدانه 35 كيلوغراما منذ اعتقاله، و18 كيلوغراما منذ بداية الإضراب عن الطعام، كاشفا أن قدمه اليمنى أصبحت شبه مشلولة بإقرار طبيب وطبيبة السجن، وكذا البروفسور بوطيب، وأنه لن يستعيد الإحساس بها حتى وإن استعاد المشي بعد علاج طويل، وترويض.

إلى ذلك، جدد الريسوني تأكيد براءته من التهم التي وجهت إليه، وقال: "أنا أب لطفل لم يكمل عامه الثاني، ولو أني ضبطت شابا يعتدي على ابني، لا قدر الله، قد أفقد عقلي، ولا أتوقع ما يمكنني القيام به، ومع ذلك أقول: إن أنا هتكت عرض أحد، أو حاولت، أو حتى فكرت يوما في اقتراف مثل هذا الفعل، فاللهمّ سلّط على ابني من يهتك عرضه".

وختم رسالته بالقول: "أنا الذي قد يقودني هذا الإضراب، الممتد، والمستمر، في أية لحظة إلى الموت، أقول: إن أنا احتجزت أحدا، اللهم احتجزني في نار جهنم، ولا ترحمني، ولا تخرجني منها أبدا. إلى اللقاء. أين؟ لا أعرف".

وأثارت رسالة الريسوني موجة من التضامن والتعاطف في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، وذلك بالتوازي مع دعوات حقوقية وإعلامية إلى إنقاذ حياته قبل فوات الأوان.

وتأتي الرسالة بعد يومين من قرار محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تأجيل محاكمته إلى 22 يونيو/ حزيران الحالي، ورفضها جميع الملتمسات التي تقدم بها دفاعه، خاصة تمتيعه بالسراح المؤقت مراعاة لحالته الصحية وأيضا لتوفر كل الضمانات التي تجعله يلتزم بحضور محاكمته.

كما تأتي بعد يومين من تحميل الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الريسوني مسؤولية "تأخير إجراءات محاكمته والبت في قضيته، والتي يتم تأخيرها في كل مرة بناء على طلبه وبمبررات مختلفة، تارة بمبرر إعداد الدفاع، وتارة أخرى بدعوى وضعه الصحي".

وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر تنظيم حقوقي مستقل في المغرب،  قد وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة المغربية ووزير حقوق الإنسان ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشأن "الوضع الخطير للصحافي سليمان الريسوني". في حين دعا الاتحاد الدولي للصحافيين العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الإفراج الفوري عن الصحافي الريسوني وضمان حصوله على الرعاية اللازمة للمحافظة على حياته.

كما قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" على "تويتر"، الإثنين الماضي، إن “الصحافي سليمان الريسوني قد يموت في أي لحظة” بسبب إضرابه عن الطعام.

ويخوض الريسوني (48 عاماً)، إضراباً عن الطعام منذ 72 يوماً احتجاجاً على اعتقاله، مطالباً بمحاكمته في حالة سراح، وهو معتقل على خلفية اتهامات نشرها شاب على موقع "فيسبوك" بالاعتداء عليه جنسياً.

المساهمون