المغني البلجيكي تامينو يستعيد محرّم فؤاد

المغني البلجيكي تامينو يستعيد محرّم فؤاد

16 يونيو 2022
يحمل الألبوم عنوان "سحَر" (جوردي فيدال / Getty)
+ الخط -

أعلن المغني البلجيكي الصاعد، تامينو (1996)، عن قرب إطلاق ألبومه الثاني "سَحَر"، المقرر طرحه مطلع الخريف المقبل، في جولة غنائية تشمل الولايات المتحدة الأميركية وكندا. اختار تامينو اسماً عربياً لألبومه الجديد، كما فعل في ألبومه الأول "أمير"، الصادر عام 2018. صُنّف هذا الأخير ضمن أفضل عشرة ألبومات في أوروبا في ذلك الوقت، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية. لا يقتصر الطابع العربي، هنا، على اسم الألبوم فقط؛ إذ تتسم جميع أغنيات الألبوم الجديد هذه المرة بملمح شرقي، بفضل الاستعانة بفرقة من الموسيقيين العرب المقيمين في بروكسل، وهي فرقة أغلب أعضائها من المهاجرين واللاجئين، من سورية والعراق.
حمل صوت تامينو، وهو يصدح بأغانيه لأول مرة أمام الجمهور البلجيكي عام 2016، شيئاً ما عميقاً وشجياً؛ إذ اتسمت أغنياته بمزيج من الأسى والسحر، بفعل اعتماده على طبقات صوتية متعددة؛ طبقة عميقة كالنحيب، تليها أخرى خفيضة وواثقة. كما هناك مزج لافت بين الإيقاعات الشرقية والنغمات الإلكترونية.
من يعرف تامينو، سيدرك على الفور من أين أتى ذلك الأداء القوي والحاني في آن؛ فالمغني البلجيكي الصاعد الذي يقدم أغنياته باللغة الإنكليزية، هو حفيد المطرب المصري الراحل محرم فؤاد، الذي تألق عربياً في فترة الستينيات. هاجر والد تامينو، طارق محرم فؤاد، إلى بلجيكا في تسعينيات القرن الماضي، حيث نشأ المغني الشاب، وهو الاسم الذي اختارته له والدته البلجيكية.


اكتشف تامينو، في وقت مبكر كما يقول، هذه الصلة التي تربطه بواحد من أبرز مطربي العالم العربي؛ إذ كان والده دائم الحديث عنه، كما كانت أغنياته تتردد في بيته وهو صغير، وما زالت تبهره بقوتها وكثافتها الموسيقية العالية. يقول تامينو إن اتجاهه إلى الغناء لم يكن قراراً واعياً، فقد حدث الأمر على نحو طبيعي، لكنه يتساءل أحياناً عن تأثير الجينات، وأثر هذه الأجواء التي نشأ في رحابها.
يستمر المغني البلجيكي ــ المصري في استلهام روح الموسيقى الشرقية، والمزج في ما بينها وموسيقى الروك على وجه الخصوص، وهو ما ميز ألبومه الأول، "الأمير"، الذي لاقى استحساناً كبيراً من قبل الجمهور الأوروبي.

في ألبومه الجديد، يعتمد تامينو على نغمات آلة العود، التي تعلم العزف عليها أخيراً على يد أحد الموسيقيين السوريين. ويمثل العود آداة محورية في جميع الأغنيات التي سيقدمها في إصداره الجديد، كما كان له وقع السحر كذلك في اختيار كلمات الأغاني، كما يقول المغني الشاب.

تامينو -كما يصرح دائماً- يحرص على الاستماع إلى أغاني جده، كما يحب سماع أغاني فريد الأطرش ووديع الصافي وأم كلثوم وفيروز. يقول المغني الشاب إنه منذ أن اكتشف أغنيات جده، شعر أنه يتواصل معه بالفعل، رغم أنه لا يتذكر شيئاً عنه، فقد رحل وهو طفل في الخامسة من عمره.
لا يفهم تامينو، وفقاً لتصريحاته، كلمات أغنيات محرم فؤاد، لكنه بطريقة ما استطاع أن يفهم موسيقاه ويحبها، ويستلهم من إيقاعاته. أما حرصه على تعلم العزف على آلة العود، فقد أقدم عليه بشكل غريزي، ما أضاف إلى موسيقاه بعداً روحياً، كما أن الإيقاعات العربية تنطوي على طابع حزين لكنه ساحر، وهو أكثر ما يجذبه إلى أغاني جده، على حد قوله.

المساهمون