حفل مرتقب لهاني شاكر في دمشق ونقيب الفنانين السوريين يوبّخ الصحافيين

حفل مرتقب لهاني شاكر في دمشق ونقيب الفنانين السوريين يوبّخ الصحافيين

31 اغسطس 2022
شاكر سيقيم حفلاً في دار الأوبرا بدمشق في 15 أيلول المقبل (كرار عيسى/ وكالة الأناضول)
+ الخط -

يحيي الفنان المصري هاني شاكر حفلاً فنياً في سورية منتصف شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وذلك بدعوة من وزارة السياحة ونقابة الفنانين التابعتين للنظام، وسط تزايد الدعوات التي توجهها جهات رسمية في سورية للفنانين العرب لإحياء حفلات فنية في البلاد التي تعيش أسوا ظروف اقتصادية ومعيشية وأمنية.

وحسب منشور لـ"دار الأوبرا السورية"، نشرته على صفحتها على "فيسبوك"، فإنّ شاكر سيقيم حفلاً فنياً في الدار في دمشق بتاريخ 15 سبتمبر/ أيلول المقبل، وذلك برفقة الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.

من جهته، روج شاكر لحفله في دمشق، ونشر فيديو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه "بعد طول غياب وسنين طويلة بعيدا عن سورية الحبيبة، يسعدني أن ألبي الدعوة الكريمة لوزارة السياحة السورية ونقابة الفنانين السوريين والجالية السورية الموجودة في مصر، يوم 15-9 في أوبرا دمشق"، معرباً عن سعادته بهذه الدعوة التي ستكون فرصة للحضور مع "الشعب السوري بعد طول غياب، وسعيد أني سأقدم رسالة حب للشعب السوري. كلي اشتياق للجمهور السوري، ويا رب أستطيع أن أرتب أكثر من حدث في هذه الزيارة الفنية، ورسالة حب من الشعب المصري للشعب السوري".

نقيب الفنانين يوبخ الصحافيين

كما عقد "نقيب الفنانين" لدى النظام، محسن غازي، يوم الإثنين الماضي، مؤتمراً صحافياً بهذه المناسب، اتسم بالتشنج في الرد على أسئلة الصحافيين.

واستهل غازي المؤتمر بتوبيخ الصحافيين الذين يلتقطون له صوراً فوتوغرافية بأوضاع غير مناسبة، قبل أن يهاجم أحد الصحافيين، بعد أن سأله عن الأجر الذي سيتقاضاه هاني شاكر في حفلة دمشق، معتبراً أنه سؤال لا داعي له، وقال للصحافي: "هل ستدفع من جيبك أنت"!، مشيراً إلى أن الحفل سيتم دون رعاية.

كما غضب غازي حين سؤاله عن اختيار مكان مغلق مثل "دار الأوبرا" لإقامة الحفل، وليس مكاناً مفتوحاً مثل قلعة دمشق لاستيعاب عدد أكبر من الحضور، مدعياً أن هذه هي رغبة الفنان شاكر.

وتكرَّر غضبه بعد سؤال من إحدى الصحافيات عن سبب عدم دعوة الفنانة السورية، أصالة نصري، لإحياء حفل في دمشق على غرار دعوة هاني شاكر، قائلاً إنّ شاكر لم يكن له موقف (ويقصد موقفاً معادياً للنظام) مما جرى في سورية، خلافاً لأصالة نصري، لكنه استدرك بالقول إن "سورية وطن للجميع"، وأن مرسوم رئيس النظام بشار الأسد ""واضح جداً، وذلك في إشارة إلى المرسوم المتعلق بالصفح عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من قبل السوريين قبل 30 إبريل/ نيسان الماضي.

نجوم وفن
التحديثات الحية

وأشار غازي إلى أن "النقابة ليست شرطياً أو محكمة"، مطالباً وسائل الإعلام بـ"الكف عن إثارة الشغب وبفصل الفن عن السياسة"، بالرغم من أن النقابة نفسها كانت فصلت عدداً من الفنانين السوريين بسبب مواقفهم السياسية مما جرى في سورية.

تبني الفن الراقي ومحاربة الهابط

واعتبر غازي أن سورية هي الآن "في مرحلة التعافي من الحرب الظالمة التي شنت عليها، لذلك سنعيد إليها بشكل تدريجي ملفات الفن، وشهدنا سابقاً قدوم العديد من الفنانين والفنانات الذين نحترمهم، كما أنه حدث لغط كبير في الأيام الماضية حول نمط الغناء الهابط الذي يقدمه بعض الفنانين والفنانات".

وأضاف أنه سيتم "تبني الفن الراقي والأصيل من جانب نقابة الفنانين ووزارة الثقافة، بالتعاون مع دار الأوبرا ووزارة النقل ووزارة السياحة"، حيث ارتأت هذه الجهات "دعوة فنان عربي مهم، وهو الفنان هاني شاكر، كي يأتي إلى سورية، ونقيم له حفلاً في دار الأوبرا، وقد نسقنا كل الأمور مع مدير دار الأوبرا أندريه معلولي".

وبشأن قرارات النقابة الأخيرة القاضية بمنع المغنيتين سارة زكريا وريم السواس من الغناء في سورية، رأى أن "الموضوع تطور جداً واقتضى أن نمنعهما، إلا أننا لسنا ضد أي اسم يمارس مهنته، ولكننا ضد ما يقدم في فنه من أشياء مبتذلة"، موضحاً أنه "خلال سنوات الحرب كان موضوع استقدام الفنانين والفنانات تشوبه الكثير من الفوضى. كل من شاهدتموه أو سمعتم أنه يقيم حفلة بسورية، لم يحضر عن طريق نقابة الفنانين، حيث هناك قطاع خاص تجاوز النقابة وتجاوز الجهات الرسمية".

وطلب غازي من الجهات المعنية عدم الموافقة على دعوة أي فنان إلى سورية دون موافقة نقابته، وذلك بهدف "ضبط المستوى الفني الذي يقدم بالحفلات".

من جهته، ذكر مدير "دار الأسد للثقافة والفنون"، أندريه معلولي، أن حفل هاني شاكر هو "إنتاج مشترك لكل المؤسسات التي ذكرها النقيب محسن غازي، والبطاقات سوف تكون في دار الأوبرا وبأسعار الدار، وليس كما يتم تداوله بأنها بأسعار خيالية، وسيتم الإعلان عن الأسعار على صفحة دار الأوبرا وعلى صفحة النقابة، وهي محدودة بـ1200 بطاقة.. هذا العدد المتاح حالياً".

حفلات بالجملة

وكانت المطربة اللبنانية، نجوى كرم، قد أحيت حفلاً فنياً الخميس الماضي في قلعة دمشق، وسط احتفاء رسمي وحضور شعبي، حيث بنت إدارة الحفل أكبر مسرح صوت وإضاءة في القلعة لإقامة الحفل، فيما أعلن معلولي في الـ17 من الشهر الجاري أن الموسيقي العالمي ياني سيحضر إلى سورية، لإحياء حفل موسيقي.

وتشهد مناطق سيطرة النظام العديد من الحفلات المماثلة، فيما يرى متابعون أنه لأغراض دعائية، وبأن "سورية بخير"، والحياة فيها باتت طبيعية، مع تغييب أجزاء أخرى من البلاد المدمرة أو التي هجّر منها السكان، أو ممن يعيشون وسط أقسى الظروف المعيشية، حيث تنقطع الكهرباء أكثر من 20 ساعة في اليوم، مع ندرة في الاحتياجات الأساسية، وخاصة الوقود، بينما وصل تدهور الليرة إلى نحو 4500 ليرة للدولار الواحد.

المساهمون