دراسة: 30 في المائة من الصحافيين تعرّضوا للتحرش

دراسة: 30 في المائة من الصحافيين تعرّضوا للتحرش

26 يناير 2022
هنديات يحتججن ضد التحرش في الإعلام خلال أكتوبر الماضي (مهد زكير/هندستان تايمز/ Getty)
+ الخط -

أظهرت دراسة جديدة حول التحرش الجنسي في الإعلام، الأربعاء، أنّ 40 في المائة من الصحافيات في 20 دولة تعرّضن لنوع من أنواع التحرش الجنسي في مكان العمل، واختارت أقل من 20 في المائة منهنّ الإبلاغ عن الموضوع. 

والدراسة الدولية التي توثق مدى انتشار التحرش الجنسي في غرف الأخبار، أطلقها برنامج "النساء في الأخبار" في المنظمة العالمية للصحف "وان- إيفرا" بالشراكة مع جامعة "سيتي" بلندن، هي الكبرى من نوعها التي تركّز على الرجال والنساء والأشخاص من هويات جندرية غير معيارية في مجال وسائل الإعلام. 

وبحسب ما أعلن البرنامج في مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، أجريت الدراسة في 20 دولة في أنحاء أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأوراسيا (روسيا) والمنطقة العربية ودول مختارة في أميركا الوسطى. واستطلعت الدراسة التي أجريت في الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 إلى سبتمبر/ أيلول 2021، أكثر من ألفي شخص وتضمنت مقابلات مع 85 من كبار المديرين/ات التنفيذيين/ات.

ويُعرّف برنامج "النساء في الأخبار" التحرش الجنسي بأنّه سلوك غير مرغوب فيه وعدائي، ذو طبيعة جنسية، ينتهك كرامة الشخص ويجعله/ها يشعر بالإهانة أو الخوف أو الترهيب أو التهديد. وترتكز هذه الدراسة على دراسة أخرى قام بها برنامج "النساء في الأخبار" عام 2018، وحددت نقصاً في البيانات المتاحة حول التحرش الجنسي في وسائل الإعلام من البلدان في هذه المناطق على وجه التحديد. 

التحرش الجنسي عالمياً

تعرّض ما يقارب 30 في المائة من الصحافيات والصحافيين للتحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي، بحسب الدراسة. وأظهرت النتائج العالمية أن حوالي 40 في المائة من الصحافيات قد تعرّضنَ للتحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي في مكان العمل. مع ذلك، أبلغت 1 من كلّ 5 صحافيات عن الحادثة. على الرغم من أنّ التحرش الجنسي بالرجال أقل انتشاراً، إلّا أنّهم لم ينجوا منه، إذ أظهرت النتائج أنّ 12 في المائة من الرجال تعرّضوا للتحرش الجنسي اللفظي و/أو الجسدي.

40 في المائة من النساء و12 في المائة من الرجال تعرضوا للتحرش

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج "النساء في الأخبار"، ميلاني والكر: "النساء والأشخاص من هويات جندرية غير معيارية يتأثّرون بشكل غير متناسب بالتحرش الجنسي في قطاع الإعلام. في حين أنّنا كنّا نعلم عن حالات التحرش الجنسي من خلال القصص المتناقلة، تُظهر نتائج هذه الدراسة أنّ التحرش الجنسي مشكلة مستوطنة في المجال الإعلامي، بغض النظر عن الموقع الجغرافي".

الصورة
التحرش الجنسي في الإعلام عالمياً (برنامج النساء في الأخبار)
نسب التحرش الجنسي في الإعلام عالمياً (برنامج النساء في الأخبار)

وأضافت: "يعود الأمر لأصحاب العمل في معالجة هذه المشكلة من خلال اتخاذ موقف واضح وصارم ضدّ التحرش الجنسي، ومن خلال وضع السياسات والأدوات اللازمة لإدارة حالات التحرّش عند وقوعها من أجل حماية موظفيها/موظفاتها، وخلق بيئة آمنة للجميع".

وتابعت والكر: "هدفنا هو جعل البيانات حول اتجاهات التحرش الجنسي متاحة بشكل أكبر، والسماح لشركائنا الإعلاميين في هذه البلدان العشرين بالاطلاع بشكل أفضل على المشكلة المهمّة والحقيقية للتحرش الجنسي في غرف الأخبار الخاصة بهم. على مدار سنوات عديدة، قدّمنا الأدوات والموارد لشركائنا كجزء من جهودنا في مجال التدريب والتوعية. نعتقد أن هذه البيانات ستساعد جهودنا الجماعية لإنشاء آليات مناسبة، وإحداث التغيير الثقافي الضروري، لاجتثاث التحرش الجنسي إلى الأبد".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

التحرش الجنسي في الإعلام العربي

في المنطقة العربية، استطلعت الدراسة 526 إعلامياً وإعلامية، غالبيّتهم من مصر والأردن ولبنان وفلسطين، وكان أكثر من نصفهم بقليل من النساء، بنسبة 54 في المائة. فيما شارك 7 إعلاميين بالدراسة من خارج البلدان المذكورة في المنطقة العربية.
كمعدل وسطي، تعرّضت 1 من كلّ 3 نساء للتحرش الجنسي في العمل مقابل 1 من كلّ 6 رجال. 52 في المائة من النساء تعرّضن للتحرش اللفظي و19 في المائة تعرّضن للتحرش الجسدي. 

عربياً، تعرّضت 1 من كلّ 3 نساء للتحرش الجنسي في العمل مقابل 1 من كلّ 6 رجال

وفي المتوسط، أبلغ 15 في المائة فقط من الأشخاص الذين/اللواتي تعرّضوا/ن للتحرش الجنسي مؤسساتهم/نّ الإعلامية عن الموضوع. من بين جميع المناطق التي شملتها الدراسة، يعدّ هذا الرقم الأدنى من حيث معدلات الإبلاغ. ومن بين جميع حوادث التحرش الجنسي المبلغ عنها، اتخذت المؤسسات الإعلامية إجراءات اتجاه الموضوع بنسبة حوالي 46 في المائة.

الصورة
التحرش الجنسي في الإعلام عربياً (برنامج النساء في الأخبار)
نسب التحرش الجنسي في الإعلام عربياً (برنامج النساء في الأخبار)

لا تبليغ عن التحرش في الإعلام

وأشارت الدراسة إلى أنّ غالبية الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، بنسبة 80 في المائة. ويعود ذلك بنسبة كبيرة إلى الخوف، كالخوف من التأثير السلبي، والخوف من فقدان الوظيفة، والخوف من عدم تصديقهم/نّ، والخوف من الانتقام. وقال واحد من كلّ 4 مشاركين إنّهم لم يبلّغوا عن التحرش الجنسي لأن منظمتهم تفتقر إلى الآلية المناسبة للقيام بذلك، أو لأنّهم لم يعرفوا كيف يفعلون ذلك. وأفادت نسبة 11 في المائة فقط ممن تمت مقابلتهم بأنهم يعرفون ما إذا كانت مؤسساتهم لديها سياسة تحرش جنسي. ومن بين الحالات القليلة التي تم الإبلاغ عنها، اتخذت المؤسسة إجراءات في نصف الحالات فقط واقتصرت هذه الإجراءات في الغالب على تحذير المتحرِّش، بنسبة 41 في المائة.

غالبية الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، بنسبة 80 في المائة

وأظهرت أرقام الدراسة أيضاً أنّ التحرش الجنسي يُرتكب بشكل كبير من قبل زملاء العمل بنسبة 39 في المائة، أو من قبل الإدارة، بنسبة 19.1 في المائة من قبل الإدارة العليا، و18.9 في المائة من قبل المشرف المباشر.

بين الواقع والانطباع

وبحسب الدراسة، فهناك فجوة بين الانطباع عن التحرش الجنسي والواقع. فقد أجريت مقابلات مع 85 مديراً تنفيذياً، من بينهم 51 امرأة، من المؤسسات الإعلامية في المناطق الخمس كجزء من البحث النوعي. صرّح 43.5 في المائة منهم بأنهم تعرضوا للتحرش الجنسي، على غرار النتائج التي أبلغت عنها الصحافيات. ومع ذلك، فإنّ 27 في المائة فقط من هؤلاء المديرين والمديرات يعتقدون أنّ التحرش الجنسي ما زال يمثل مشكلة حقيقية في مجال العمل الإعلامي. 

وقالت الباحثة الرئيسية والمحاضرة الأولى في جامعة سيتي بلندن، ليندسي بروميل: "كان من اللافت للنظر وجود فجوة في المنظور بين الصحافيين/ات الذين شاركوا/نَ في الاستطلاع وإدارات المؤسسات الإعلامية. يدل هذا على أنّه في حالة عدم وجود آليات إبلاغ واضحة وفعّالة، فإن الإدارات تبقى غير مدركة لمشكلة التحرش الجنسي في مؤسساتها".

المساهمون