شركات تتكتل لتقديم بديل أكثر احتراماً لخصوصية المستخدمين من "غوغل"

شركات ناشئة تتكتل لتقديم بديل أكثر احتراماً لخصوصية المستخدمين من "غوغل"

16 فبراير 2022
استهداف أداة "غوغل أناليتكس" المستخدمة في أكثرية المواقع (بيتا زاورزل/نورفوتو)
+ الخط -

استخدمت "غوغل" في الماضي شعار "لا تكونوا أشرارًا" بهدف التمايز عن منافسيها، لكنّ عددًا متزايداً من الشركات الناشئة المؤيدة لحماية خصوصية المستخدمين يجتمع تحت شعار "لا تكونوا مثل غوغل".

وتستهدف هذه الشركات الناشئة أداة "غوغل أناليتكس" الإحصائية المستخدمة في أكثرية المواقع الإلكترونية حول العالم، لفهم عادات التصفح لدى المستخدمين.

وفي الأسبوع الماضي، حذت فرنسا حذو النمسا من خلال إعلانها أنّ نقل "غوغل" بيانات شخصية من الاتحاد الأوروبي إلى خوادمها في الولايات المتحدة مخالف للقانون الأوروبي بشأن حماية البيانات.

وتنفي "غوغل" هذه التهمة، مؤكدة أنّ البيانات التي تنقلها غير اسمية، كما أنّ السيناريوهات التي يتم البحث بها في أوروبا تبقى نظرية.

مع ذلك، يرى مطورو برمجيات من العالم أجمع فرصة لوضع حماية خصوصية المستخدمين في صلب اهتماماتهم. ومع إدراكهم استحالة القضاء على هيمنة "غوغل"، يهدف هؤلاء إلى إعطاء مزيد من الخيارات القائمة على الإنصاف في السوق.

ويقول بول جارفيس الذي يدير شركة "فاثوم أناليتكس" الناشئة الصغيرة في كندا، إنّ "الأسبوع الذي اعتُبرت فيه "غوغل أناليتكس" غير قانونية من جانب هيئة حماية البيانات النمساوية كان أسبوعاً جيدًا لنا". ويؤكد أنّ عدد المشتركين الجدد ازداد ثلاث مرات خلال الأسبوع المذكور، من دون إعطاء أرقام دقيقة.

وتهيمن "غوغل" على السوق، إذ تستعين 57% من المواقع الإلكترونية بخدماتها، وفق شركة "دبليو 3 تكس".

سُجل أول منعطف لمطوري البرمجيات الناشطين في مجال حماية الخصوصية سنة 2013، إثر تسريب إدوارد سنودن بيانات سرية تكشف الطريقة التي كانت تجمع فيها وكالات استخبارات أميركية بيانات شخصية للمستخدمين، خصوصاً عبر "غوغل" و"فيسبوك" و"مايكروسوفت".

وقال ماتيو أوبري مؤسس "ماتومو" التي تقدم نفسها على أنها "بديل" عن خدمة "غوغل أناليتكس": "كنا نعرف بالأصل جزءاً" من مضمون التسريبات، لكن عندما سرّب سنودن البيانات، "بات لدينا دليل على أننا لا نبالغ في الارتياب أو نخترع أشياء غير موجودة".

ومن العناصر الأخرى التي تستهدفها هذه الشركات الناشئة، التعقيدات الموجودة في "غوغل أناليتكس".

ويوضح مايكل نوهاوسر الذي أطلق "فير أناليتكس" الشهر الماضي: "لديكم ألف آلية متابعة مختلفة وكل هذه البيانات، لكن ذلك لا يساعدكم بشيء إذا كنتم لا تفهمونها".

وخلافاً لـ"غوغل"، لا تستخدم هذه الشركات الناشئة المتمحورة حول حماية خصوصية المستخدمين ملفات تعريف الارتباط لتعقب المستخدمين عبر الإنترنت وتقدم مروحة بيانات أبسط بكثير، ما يساعدها على الالتزام بالقانون الأوروبي لحماية البيانات.

وخصص ماركو ساريتش مؤسس "بلوزيبل أناليتكس" وبول جارفيس من "فاتوم أناليتكس"، الكثير من الوقت والمال لمشاريعهما قبل أن يحصّلا إيرادات مالية. ولا تزال الشركتان الناشئتان تعملان بالاعتماد على فرق صغيرة تعمل من بعد في بلدان مختلفة ولديها احتكاك مباشر مع الزبائن.

تهيمن "غوغل" على السوق، إذ تستعين 57% من المواقع الإلكترونية بخدماتها، وفق شركة "دبليو 3 تكس"

وقال ماتيو أوبري الذي أسس "ماتومو" سنة 2007 عندما كان في العشرين من العمر تقريباً: "لفترة طويلة، لم تكن لدينا شركة بشأن المشروع، كنا نشكّل مجتمعا حقيقيا".

أما شركته اليوم فقد باتت عالمية وتساهم برأيه في إرساء أسس "إنترنت بديل" لا تهيمن عليه شركات التكنولوجيا الكبرى.

غير أنّ عائقاً كبيراً لا يزال يعترض هذه المشاريع، ويتمثل في قدرة "غوغل" على تقديم أدواتها مجانا، فيما تُضطر الشركات الصغيرة إلى تقاضي المال من زبائنها، حتى لو لم يتعد ذلك بضعة دولارات شهرياً.

وقال بول جارفيس: "كل هذه المنتجات المجانية التي نستخدمها ونحبها، لا ندفع ثمنها من مالنا بل من بياناتنا وخصوصيتنا".

(فرانس برس)

المساهمون