كيف غيّرت حركة Metoo# تغطية الصحافة لقضايا الاعتداءات الجنسية؟

كيف غيّرت حركة Metoo# تغطية الصحافة لقضايا الاعتداءات الجنسية؟

03 أكتوبر 2022
زادت التغطية الإعلامية المتعلقة بالاعتداءات الجنسية بنسبة 52% عام 2018 (سارة موريس/ Getty)
+ الخط -

لم يقتصر تأثير حركة #MeToo (#أنا أيضاً) على الزلزال الذي أحدثته، وأدّى إلى إطلاق سيل من الاتهامات بالتحرش الجنسي ضد شخصيات نافذة، بل لعبت دوراً مهماً في تغيير الطرق التي تعتمدها وسائل الإعلام لتغطية هذه القضايا.

يقول الصحافي رونان فارو، والذي لعب تحقيقه دوراً أساسياً في إسقاط المنتج السينمائي هارفي وينستين: "أعتقد أن الرغبة في توفير معلومات عن هذا النوع من الجرائم أصبحت أقوى في غرف التحرير ممّا كانت عليه قبل خمس سنوات أو أكثر".

ويضيف لوكالة "فرانس برس": "أشعر بأنّنا في مرحلة واعدة لناحية رغبة الصحافيين ورؤساء التحرير في إجراء تحقيقات عن شخصيات عادة لا تتعرّض للانتقاد أو المحاسبة ومواجهة المؤسسات القوية".

وحاز رونان فارو على جائزة بوليتزر سنة 2018 بعد جهوده في الكشف عن الاعتداءات الجنسية والاغتصابات التي ارتكبها المنتج السينمائي هارفي وينستين. وتقاسم فارو هذه الجائزة مع الصحافيتين جودي كانتور وميغن توهي من "نيويورك تايمز"، واللتين عملتا معه على هذه القضية.

وبعد نشر الصحافة الأميركية أول التحقيقات المرتبطة بقضية هارفي وينستين في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، زادت التغطية الإعلامية المرتبطة بحركة #MeToo والاعتداءات الجنسية بنسبة 52% في العام التالي، بحسب منظمة "وومنز ميديا سنتر" النسوية.

وقالت رئيسة المنظمة عقب نشر الدراسة: "خلال هذا العام كانت وسائل الإعلام والحقيقة نفسها في حصار". أضافت: "من خلال الكشف عن ممارسات مروّعة على المستويين الفردي والمؤسساتي، نلاحظ وجود فرصة لاعتماد شفافية جديدة وتغييرات دائمة بهدف الوصول إلى مزيد من المساواة ولتعزيز قوة المرأة".

وبعد قضية واينستين، أُعيد النظر في مزاعم بأفعال إجرامية ارتكبتها شخصيات بارزة من أمثال رجل الأعمال جيفري إبستين، والمغني آر كيلي، في ضوء مرحلة جديدة يجري التعامل فيها مع الضحايا بجدية أكبر.

ويعتبر مؤسّس المنظمة الأميركية لمكافحة العنف الجنسي (RAINN) ورئيسها سكوت بيركويتز أنّ "إحدى أهم نتائج حركة مي تو تتمثل في التأكيد للنساء أنّهنّ لم يتعرّضن وحدهنّ لهذه الاعتداءات، بل إنّ هناك ملايين واجهن أفعالاً مماثلة" .

وتدير المنظمة الخط الوطني الساخن للاعتداءات الجنسية، ويشير بيركويتز إلى أنّ الاتصالات تضاعفت خلال السنوات الخمس التي تلت انطلاق حركة مي تو.

ويقول: "أعتقد أنّ رؤية مزيد من المحادثات عن هذه القضية تساعد المرأة على الشعور براحة أكبر لتتطرق إلى تجربتها".

وأشار بيركويتز إلى تسجيل "تحسن متواصل في الطريقة المعتمدة لتغطية هذه القضية" صحافياً، منذ تأسيس منظمته قبل نحو 30 سنة.

ويضيف: "أصبحت وسائل الإعلام عموماً في الوقت الحالي أكثر إدراكاً بوجود ناجية وراء القصة" المطروحة، وتغطّي قضيتها تالياً "بتعاطف وتفهّم".

ويوضح رونان فارو أنّ الصحافيين أصبحوا في السنوات الأخيرة يعتبرون أنّ العنف الجنسي موضوع يستحق التغطية، على غرار الجرائم المُرتكبة داخل الشركات أو المرتبطة بالأمن القومي مثلاً.

ويضيف: "أعتقد أن جزءاً من المشكلة التي طُرحت في شأن هذا الموضوع هو وجود نوع من الصمت حيال الاعتداء الجنسي، والذي يُنظر إليه على أنّه قضية لا تنطوي على لباقة كبيرة بقدر ما تحمله أنواع أخرى من التحقيقات المرتبطة بالجرائم".

ومع أنّ الصحافة قد عزّزت إبراز حركة "مي تو"، ووسّعت الجدل المُثار حول الاعتداءات الجنسية، إلّا أن القيود لا تزال موجودة في تغطياتها.

ولا يزال التركيز قائماً على تجارب المشاهير والنساء البيض، بحسب دراسة أجرتها سارة دي بينيديكتيس وشاني أورغاد وكاثرين روتنبرغ عام 2019 وحللت التغطية الصحافية البريطانية لحركة "مي تو".

وتوصّلت الدراسة التي تناولت الأشهر الستة الأولى من تغطية "مي تو" صحافياً، إلى أنّ الحركة ساهمت في تعزيز صيغة من النسوية: "تبرز النساء البيض وأكثر من ذلك النساء صاحبات البشرة البيضاء اللواتي يتمتعن بمكانة اجتماعية وثقافية جيدة، فضلاً عن أنهنّ ميسورات مادياً".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

إلا أن بيركويتز يشدد على أنّ الحركة مارست ضغطاً على الشركات لتعزز دورها "في مجال التعليم"، و"تستجيب بصورة أفضل للمزاعم المتعلقة بسلوكيات غير لائقة"، وهي "إحدى الطرق الملموسة لمساعدة الناس العاديين".

ويقول: "مع أنّ المواقف والتفهّم شهدا تحسّناً، لكن ليس واضحاً ما إذا كان هذا التقدّم تُرجم أصلاً إلى انخفاض فعلي في حالات الاعتداء الجنسي".

ويحض بيركويتز على ضرورة أن تستمرّ وسائل الإعلام في إيلاء اهتمام بالأخبار المتعلقة بالاعتداءات الجنسية.

(فرانس برس)

المساهمون