مختبر أميركي للذكاء الاصطناعي في المغرب: باب تطبيع آخر مع الاحتلال؟

مختبر أميركي للذكاء الاصطناعي في المغرب: باب تطبيع آخر مع الاحتلال؟

24 اغسطس 2022
سيفتتح المختبر في الدار البيضاء (فيسبوك)
+ الخط -

في شهر مايو/أيار الماضي، أعلنت شركة أوراكل الأميركية أنها ستفتتح أول مختبر لها في أفريقيا، في مدينة الدار البيضاء المغربية تحديداً، على أن يكون هذا المختبر تجمعاً للبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتكنولوجيا السحابية.

وبعد 3 أشهر من هذا الإعلان بدأت تتضح معالم هذا المشروع بشكل أكبر. فبحسب الشركة، سيستخدم الباحثون في المنشأة الجديدة (وعددهم حوالي 100 باحث)، تقنيات "أوراكل" السحابية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي "لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه الأعمال والعلوم والقطاع العام".

وسيتعاون الفريق مع قطاع التكنولوجيا في المغرب لرصد واستكشاف ونقل التقنيات الجديدة التي يمكن أن تساعد عملاء "أوراكل" حول العالم. وسيشمل هذا توسيع برامج توظيف المتدربين والخريجين، وإجراء بحث مشترك مع الجامعات المحلية، لتكون جزءاً من هذا البرنامج العالمي.

تطبيع مع إسرائيل؟

لكن كل ما سبق يقود إلى تساؤلات أخرى حول التعاون المغربي مع الاحتلال الإسرائيلي في هذا المجال التقني تحديداً، خصوصاً أنّ اتهامات تلاحق الاحتلال بشكل متواصل حول انتهاك استخدام التقنيات المتطورة للتجسس والتنصت وتعقب صحافيين ودبلوماسيين وناشطين حقوقيين حول العالم.

ففي مايو عُقد في المغرب مؤتمر يجمع اختصاصيين مغاربة وإسرائيليين في مجال الابتكار وصناعة التكنولوجيا الفائقة، حضرته وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية أوريت فركاش هكوهين، وبث خلاله خطاب مسجل للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

وشهد حفل الافتتاح حينها إبرام 13 مذكرة تفاهم تتعلق بتطوير الحلول المبتكرة، جرى توقيعها من قبل الطرفين المغربي والإسرائيلي.

وكان المغرب قد أعاد تطبيع علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي في العام 2020 في إطار "اتفاقات أبراهام"، التي أدت إلى تطبيع بين الاحتلال وعددٍ من الدول العربيّة بدعم من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة أوراكل صفرا كاتز، في بيان وقتها، إنّ مختبر الدار البيضاء الجديد "يعكس استثمار أوراكل في المغرب البيئة الاقتصادية المحسنة التي نراها بين الموقعين على اتفاقات أبراهام، الاتفاقية الضخمة التي تصوغ السلام والازدهار في جميع أنحاء المنطقة"، بحسب تعبيرها.

وأضافت كاتز أنّ إنشاء مركز أوراكل للبحث والتطوير الجديد في الدار البيضاء "سيمكننا من الوصول إلى مجموعة متميزة من المواهب من جميع أنحاء المنطقة، والاستفادة بشكل مباشر من روابطها الاقتصادية الجديدة مع إسرائيل، وتزويد عملائنا حول العالم بتقنيات متطورة جديدة".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

استقطاب المواهب المغربية 

وقت إعلان مشروع المختبر، قال الوزير المفوض المغربي المسؤول عن الاستثمار والتقارب وتقييم السياسات العامة محسن الجزولي: "يسعدنا أنّ أوراكل قد اختارت المغرب كموقع لتوسيع برنامجها العالمي للبحث والتطوير. يوفر هذا الفرصة للأشخاص الموهوبين في المغرب للمساعدة في إنشاء حلول تقنية رائدة على مستوى العالم"، بحسب ما أورده بيان الشركة.

من جهته، قال نائب الرئيس للبحث والتطوير المتقدم في مختبرات أوراكل حسن شافي حينها: "بالإضافة إلى مهاراتهم التكنولوجية المتميزة، يتحدث معظم المهندسين في المغرب ثلاث لغات ويقدمون أسلوباً منفتحاً وخلاقاً في عملهم. وهذا يجعلهم أعضاء مثاليين في فريق يركز على تطوير التكنولوجيا التي ستلعب دوراً مهماً في مجتمعنا العالمي سريع التطور".

وتشير "أوراكل" إلى أنّ المركز الجديد سيكون جزءاً من شبكة أوراكل العالمية للابتكار في مجال البحث والتطوير.

وبحسبها، "في هذه المراكز يطبق الباحثون أساليب ومنهجيات جديدة باستخدام التقنيات القائمة على السحابة لإيجاد حلول ذات مغزى. يشمل هذا العمل البحث والاستشارات واحتضان المنتجات مع معظم المشاريع التي تنطوي على تعاون جامعي ومتدربين من أكثر من 50 جامعة حول العالم".

وسيعمل مركز أوراكل الجديد في المغرب على مجموعة واسعة من مشاريع البحث والتطوير التي تركز على تقنيات مثل التعلم الآلي.

المساهمون