"معلش"... صرخة وائل الدحدوح تتردد أغنية

"معلش"... صرخة وائل الدحدوح تتردد أغنية

31 أكتوبر 2023
الدحدوح خلال تشييع أفراد من عائلته (أشرف أبو عمرة/الأناضول)
+ الخط -

"معلش" التي قالها مراسل قناة الجزيرة في غزة، وائل الدحدوح، بعد استشهاد أفراد من عائلته بقصف الاحتلال الإسرائيلي يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ تحولت إلى عنوان أغنية أطلقتها إذاعة حُسنى، ومقرها العاصمة الأردنية عمّان، مساء الاثنين.

الإذاعة طرحت الأغنية عبر حسابها في "فيسبوك"، فما كان من إدارة شركة ميتا، المالكة للموقع، إلا أن حذفتها بعد دقيقتين، بحجة أنها تخالف سياستها و"محتواها غير مناسب"، وهو إجراء يعاني منه كثير من الداعمين للقضية الفلسطينية منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، علماً أن كاتب كلمات الأغنية وملحنها وموزعها سائد العجيمي قيد حسابه مساء الاثنين.

ومع ذلك، انتشرت الأغنية خلال أقل من أربع وعشرين ساعة بكثافة، لا سيما بين الفلسطينيين الذين التفّوا على إجراءات منصات التواصل، لمشاركتها عبر "تليغرام" و"واتساب" و"فيسبوك" و"إنستغرام" و"يوتيوب".

وأغنية "معلش"، وفي أقل من ثلاث دقائق بقليل، تبث الأمل رغم الألم، ومطلعها يقول: "ما بقدروا ع رجالنا بنتقموا من الأولاد، والله ما نترك دارنا إحنا أهل البلاد... معلش كله فدا فلسطين، معلش لو سالت دموع العين... معلش تحت القصف واقفين، معلش إحنا اللي منتصرين".

واشتمل تصوير الأغنية على مشاهد من واقع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ما يجعل منها وثيقة أيضاً، بصوت كورال حُسنى، نسبة إلى الإذاعة المنتجة، والتي سبق واشتهرت لها أغنيات قصيرة تناقش القضايا المحلية الأردنية، والعربية وخاصة الفلسطينية، كأغنية "طوفان الأقصى" التي حققت أكثر من مليون مشاهدة في "فيسبوك" قبل حذفها من إدارته، و"الأردن وفلسطين شعب واحد مش شعبين"، وكلتاهما حديثتا الإنتاج، و"شيرين... صوت حق لن يضيع" المُهداة لروح الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي استشهدت العام الماضي، و"بوابات الأقصى" قبل أربع سنوات، وغيرها.

وقالت مديرة الأخبار والبرامج، أسماء فرحان، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن الإذاعة اعتادت إنتاج أغنيات أو مقاطع مغناة تتناول الشأن المحلي الأردني من كافة جوانبه، وهذه ليست المرّة الأولى التي تنتج فيها أغنيات تتناول الشأن الفلسطيني، "لقناعتنا بأن الدم واحد، والهم واحد".

وأكدت فرحان حجم التأثر الكبير الذي بدا عليها وزملائها في الإذاعة بمشاهد الدحدوح، وكلمات الصمود والتحدي التي أطلقها وهو يودّع زوجته وابنه وابنته وحفيده شهداء، فكانت "معلش" التي "دخلت نفوسنا كما نفوس الملايين في العالم. بدأنا بالتشاور كفريق حول الأفكار العامة من وحي صموده، فكانت الأغنية".

وكشفت أن الأغنية وصلت عبر صحافيين إلى الدحدوح الذي أرسل رسالة يعبّر فيها عن امتنانه، مشدداً على أن ثباته منّة من الله، مؤكدة أن كل ما تنتجه الإذاعة هو من باب "الإحساس بالواجب".

واختصر كاتب وملحن وموزع الأغنية، سائد العجيمي، حكاية الأغنية بأنها "انتصار لفلسطين"، قائلاً في حديث هاتفي مع "العربي الجديد": هي أغنية من القلب، فكما قال الدحدوح معلش من قلبه، خرجت هذه الأغنية من دواخلنا، ورسالتها: كله فداء لفلسطين".

وأضاف العجيمي: "نشعر بالعجز إزاء ما يحدث في قطاع غزة، لذا قدمنا أغنيات عدّة أحدثها معلش، لعلنا نتخلص من هذا الشعور الذي يعترينا. صحيح أن الإضاءة الأكبر كانت على معلش وائل الدحدوح، لكن الكلمة تعبر عن صمود الفلسطيني وتضحياته على مدار عقود طويلة، والأغنية إضاءة على الفكرة الأساس بأن فلسطين تستحق ولا حياة بلا أمل".

المساهمون