موسم التزاوج يهدد عرش "ياكي" زعيمة قرود المكاك في اليابان

موسم التزاوج يهدد عرش "ياكي" زعيمة قرود المكاك في اليابان

22 يناير 2022
سيطرة أنثى حدث نادر في تاريخ سيطرة ذكور القردة (Getty)
+ الخط -

منذ العام الماضي، تبوأت "ياكي" عرش قرود المكاك اليابانية، وأطاحت وهي في التاسعة زعيم القبيلة "نانتشو" البالغ 31 عاماً، لتصبح أول قائدة في تاريخ محمية تاكاشيما في جزيرة كيوشو الممتد 70 عاماً، وتحت إمرتها 677 قرداً.

فاجأ صعود ياكي كلاً من العلماء والقائمين على المحمية المنشأة عام 1952، وهم يراقبون الآن عن كثب عهد "ياكي"، ليروا إلى متى يمكنها الحفاظ على تفوقها.

ويلاحظ تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" أن موسم التكاثر قد يحمل تهديداً لعرش ياكي. فهي تبدو متشبثة بسلطتها ويمكن أن يستمر حكمها أكثر من عقد. لكن مراقبين يقولون إن موسم التزاوج يمكن أن يغير الأمور.

وقت التزاوج في المحمية يمتد عادة من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى مارس/ آذار، ويكون على قدم وساق. وخلاله، تتعدد الروابط الزوجية مدة 16 يوماً في المتوسط.

بعد هذه الفترة، تذوب الرابطة، وتبحث الإناث عن شركاء جدد. وتتزاوج الإناث عادة بمتوسط ​​أربعة ذكور في كل موسم تكاثر.

تقول كاثرين كرونين من حديقة حيوان "لينكولن بارك" في شيكاغو، والتي تدرس السلوك الاجتماعي للحيوانات، بما في ذلك قرود المكاك اليابانية: "يؤدي موسم التزاوج عموماً إلى تسخين الأمور في مجتمع قرود المكاك اليابانية. تصبح البيئة أكثر تنافسية وتوتراً".

وخلال مواسم التكاثر السابقة، تزوجت "ياكي" من "غورو"، وهو يبلغ من العمر 15 عاماً ويحتل المرتبة السادسة في المجموعة. وذكرت صحيفة  "ماينيتشي شيمبون" اليابانية أن "غورو" فقد الاهتمام بها حينما تبوأت الزعامة.

منذ ذلك الحين، حاول ذكر آخر يبلغ من العمر 18 عاماً، يُدعى "لوفي" ويحتل المرتبة الخامسة في القطيع، جذب ياكي، لكن من دون جدوى، وبقي حبه من طرف واحد.

ظاهرة نادرة

وفي حين أن العديد من الحيوانات، بما في ذلك النحل والضباع والفيلة، تعيش في مجتمعات تقودها الإناث، فإن الاستيلاء العنيف من قبل أنثى "نادر جداً في مجتمع قرود المكاك اليابانية".

ووفقاً للباحث يو كايغاشي، فإن مجتمع المكاك يعتمد على التسلسل الهرمي الصارم. كلما ارتفعت مرتبة القرد الفردية، زادت إمكانية وصوله إلى الطعام والأصحاب وأماكن الراحة. بينما ترث الإناث رتبة أقل بقليل من أمهاتهن ونادراً ما تترك القطيع الذي ولدت فيه.

وهذا لا ينطبق على الذكور الذين يتركون قطيعهم عند وصولهم إلى سن البلوغ وينضمون إلى مجموعات جديدة، حيث يتنافسون على القيادة، وعادة ما يكون أحد الذكور منتصراً، والآخر مهزوماً.

سدة القيادة

أربكت ياكي ما توقعه علماء الرئيسيات. في إبريل/ نيسان الماضي، ضربت والدتها لتحتل الصدارة بين الإناث. ولم تكتف بذلك، بل هاجمت  ثلاثة ذكور من ذوي الرتب العالية، ثم جاء دور الزعيم نانتشو، الذي قاد القرود مدة خمس سنوات، وأطاحته.

وبعد المعركة، أجري، للتأكد، "اختبار الفول السوداني"، أي تزويد القرود بالفول ومعرفة من سيأكل أولاً. تنحى الذكور والإناث جانباً للسماح لياكي بتناول الطعام أولاً، ما أكد وضعها في سدة القيادة.

وقال كايغاشي "منذ ذلك الحين، أظهرت ياكي بعض السلوكيات التي لا تُرى عادةً إلا في الذكور المسيطرين، مثل المشي وذيلها لأعلى وهز أغصان الأشجار بجسدها.

وإذا استمر حكم ياكي، فستتاح لعلماء مثل كايغاشي فرصة فريدة لدراسة كيفية تأثر قرود المكاك اليابانية في مجتمع تقوده أنثى.

قال أخيراً "مجتمع قرود المكاك اليابانية مثير للغاية ولا يمكن التنبؤ به، ولهذا السبب يحب الكثير من الناس، سواء من الباحثين أو غير الباحثين، مراقبتها".

المساهمون