الأطراف الناشطة بالغوطة توجه رسالة: ما يجري بالمدينة "هولوكوست"

الأطراف الناشطة بالغوطة توجه رسالة: ما يجري بالمدينة "هولوكوست"

15 مارس 2018
+ الخط -

وجّهت أطراف ناشطة داخل غوطة دمشق الشرقية، رسالةً إلى العالم، اليوم الخميس، تنقل فيها وقائع "المحرقة" التي ينفذها النظام السوري والقوات الموالية له، وقالت إن "جريمة كبرى من جرائم الحرب تحصل الآن بحصار وتدمير المناطق المدنية في المساحات التي تعرف بغوطة دمشق الشرقية، والتي هي تجمع كبير لمدن وبلدات وقرى وأرياف وبساتين شاسعة تحيط بالعاصمة دمشق من جهة الشرق، ويعيش فيها مئات الآلاف من السكان والنازحين من مختلف المحافظات السورية".

وأوضح كل من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"المجلس المحلي للغوطة الشرقية" و"الدفاع المدني السوري"، "الخوذ البيضاء"، في رسالة موجهة إلى "العالم"، أن المدنيين في الغوطة "يموتون يومياً تحت نيران قصف نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، وكما هو موثّق بالصوت والصورة من داخل المناطق المحاصرة"، مؤكدين على أن "هذا كله يمثل جرائم ضد الإنسانية تتخذ صبغة دامغة، وأدلتها مرئية للعالم كله الذي نشعر بالأسف والأسى أن يشترك في هذه الجرائم الرهيبة، بتقاعسه عن تحويل الإدانات الشفهية إلى القول والعمل الجاد".

وذكرت الهيئات الموقعة على الرسالة أن "ذنب غوطة دمشق أنها انضمت إلى ثورة الشعب السوري للمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة والتنمية المجتمعية والصناعية والاقتصادية"، وأن "ذنب أهلها أنهم رفعوا لافتات في مظاهرات سلمية، خرجت في شوارع الغوطة كما خرجت في شوارع درعا وحمص وحماة وحلب ودير الزور والحسكة والرقة وإدلب وغيرها".

ووصفت الرسالة ما يجري في غوطة دمشق بـ"هولوكوست آخر (..) تحدث هذه المحرقة في سورية اليوم بيد الأسد والروس والإيرانيين. لكن يبدو أن قادة العالم اليوم لم يتعلموا الدرس من ذلك التاريخ القريب".

وذكرت الرسالة أن "نظام الأسد تفوق، اليوم، بجرائمه التي باتت لا تعد ولا تحصى على أكثر المطلوبين للعدالة شهرة على مستوى العالم"، مشيرة إلى أن حصار الغوطة بدأ في مارس/ آذار 2013، وخلال هذه المدة "قصف الأسد على الغوطة ودمر ما يتجاوز الـ8994 منزلاً، حسب تقارير المنظمات الأممية، وخلال الفترة ذاتها هاجم الغوطة بالسلاح الكيميائي في أغسطس/ آب 2013، في عملية شهد عليها العالم تسببت بمقتل 1400 شخص، أكثر من 400 منهم من الأطفال بضربة واحدة فقط حينها".

وذكرت الرسالة أنه لقي أكثر من  25000 مدني حتفهم في الغوطة، منذ الحصار حتى الآن، وأن نسبة الدمار في أبنيتها ومعاملها ومزارعها بلغت 80 بالمائة، وأن روسيا والنظام نفذا إلى الآن 6500 طلعة جوية، كل طلعة تحمل 8 صواريخ أسقطت فوق رؤوس أهل الغوطة، فضلا عن 2000 برميل متفجر، و3250 صاروخ أرض - أرض، بحيث تم تدمير جميع المشافي، بالتزامن مع حظر دخول كافة أنواع الأدوية.

ووجهت الهيئات الموقعة عى الرسالة نداء يؤكد أن "أهالي الغوطة المحاصرين، من أطفال وأمهات وكبار ومسنين، بحاجة إليكم لإيقاف جحيم الهولوكوست السوري المتنقل بين المدن والمدنيين السوريين العزل. نحن اليوم نقترب من نهاية الربع الأول من القرن الواحد والعشرين ولا زالت بلادنا تعاني من مجازر العصور المظلمة". 

(العربي الجديد)