كارثة كبرى... أطفال محرومون من لقاحاتهم الدورية
"كارثة كبرى"... هذا ما حذّرت منه منظمة الصحة العالمية أخيراً، في حال لم تُعالَج سريعاً مشكلة تفويت ملايين الأطفال حول العالم لقاحاتهم الدورية، والسبب جائحة كورونا المستمرّة. وحذّرت مديرة دائرة التحصين في المنظمة، كايت أوبراين، من أنّ الوضع الحالي بالغ الخطورة إذ ثمّة أطفال لم يتلقّوا اللقاحات المفروض بهم تلقّيها، بالتالي هم معرّضون إلى خطر الإصابة بأمراض معدية. وهذا أمر يتزامن مع رفع سريع جداً للقيود الصحية المفروضة لمكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد، والتي تحدّ في الآن نفسه من تفشّي عدد من الأمراض المعدية لدى الأطفال. وشدّدت أوبراين على "وجوب التحرّك الآن لحماية هؤلاء الأطفال، فنحن أمام احتمال حدوث كارثة مطلقة" بسبب هذا الوضع. وكانت الجائحة قد أجبرت على تحويل الموارد والعاملين في المجال الصحي إلى المعركة ضدّ الوباء المستجد.
وتفيد بيانات نشرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ الجائحة حرمت في العام الماضي 23 مليون طفل حول العالم من تلقّي الجرعات الثلاث من اللقاح الثلاثي المضاد لثلاثة أمراض معدية هي الخناق والكزاز والسعال الديكي، علماً أنّه لقاح معياري. ولعلّ الأشد خطورة بالنسبة إلى المنظمتَين هو أنّ 17 مليون طفل، يعيش معظمهم في مناطق نزاع أو مناطق نائية أو أحياء فقيرة محرومة من المرافق الصحية، لم يتلقوا أيّ جرعة في العام الماضي.
من جهتها، رأت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف، هنرييتا فور، أنّ هذه الأعداد تُمثّل "جرس إنذار واضحاً. فجائحة كورونا والاضطرابات التي تسبّبت فيها جعلتنا نخسر أرضية ثمينة لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالتخلّي عنها. والتداعيات سوف تظهر لجهة الوفيات وفقدان نوعية الحياة للفئات الأكثر ضعفاً". وذكّرت فور بأنّ "الوباء تسبّب في تدهور وضع كان في الأصل سيئاً".
وفي سياق متصل، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "بينما تسعى الدول إلى الحصول على لقاحات مضادة لكوفيد-19، تَراجعنا في حملات تحصين أخرى، ما يعرّض الأطفال إلى احتمال الإصابة بأمراض خطيرة لا يمكن تجنّبها مثل الحصبة وشلل الأطفال والتهاب السحايا". وأكّد أنّ "أوبئة عدّة سوف تمثّل كوارث بالنسبة إلى المجتمعات والأنظمة الصحية التي تكافح أصلاً وباء كورونا، ما يجعل الحاجة إلى الاستثمار في تحصين الأطفال أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى".
(فرانس برس)