تاء التأنيث غير متوّجة في الإعلام التونسي

تاء التأنيث غير متوّجة في الإعلام التونسي

08 مارس 2018
الصحافيات التونسيات حاضرات دائماً (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
كثيرًا ما تردد، قبل الثورة التونسية، أن النظام التونسي كان "يعمل على تأنيث القطاع الإعلامي حتى يتمكن من السيطرة عليه بسهولة". مقولةٌ ترجمت رؤية تستبطن نظرة دونيّة للمرأة التونسية، رغم كم التشريعات التي يؤكّد على مساواة حقوقها مع الرجل. إبان الثورة التونسية وبعدها، اكتشف كثيرون أن لـ"تاء التأنيث" في الإعلام التونسي دوراً كبيراً تجلّى في نقل وقائع الثورة التونسية للعالم من خلال ما كتبته الكثير من المدونات وما نقلته العديد من الصحافيات

الإعلاميّات حاضرات في غرف الأخبار وفي المؤتمرات الصحافية وفي تغطية الأحداث الساخنة، وتجدهنّ في الصفوف الأولى للدفاع عن حرية الصحافة. وتقول عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، فوزية الغيلوفي، لـ"العربي الجديد" إنّ "نسبة حضور المرأة في القطاع الإعلامي التونسي تفوق 60 بالمئة من عدد الفاعلين في القطاع ونجدها في الميدان والتحرير والتقديم و30 بالمئة في نقابة الصحافيين التونسيين، لكن للأسف لا نجدها في مواقع القرار إلا بنسبة ضعيفة جدًا وهو ما يدعو إلى ضرورة إعادة النظر في هذه المسألة، خصوصاً أنّ الصحافية التونسية أثبتت كفاءتها وجدارتها في مختلف المحطات التي مرت بها تونس".

رأي شاركتها فيه الإعلامية هندة العسكري الماجري التي تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "مكانة المرأة الصحافية في مواقع القرار في تونس لا تتماشى وحجم مساهمتها في العمل في قاعات الأخبار. فرغم المجهود الذي تقوم به، إلا أنّ حضورها في مواقع صنع القرار يبقى هامشياً". وتضيف، "كمثال الإذاعة التونسية فهذه المؤسسة العمومية (رسمية)، رغم أنها تضم عشر محطات إذاعية لا نجد إلا امرأتين تتوليان إدارة محطة إذاعة الشباب وإذاعة تونس الدولية، وهي نسبة ضعيفة جدًا مقارنة بحضورها العام فى هذه المؤسسة". وتعتبر أنّ "الأمر قد يكون أسوأ في القطاع الإعلامي الخاص، فحضور المرأة في المناصب القيادية يكاد لا يذكر وهو ما يشير إلى وجود عقلية ذكورية تسيطر على القطاع".

من جانبها، تؤكد المدونة والإعلامية هناء الطرابلسي أنّ "نسبة المتخرجات من معهد الصحافة وعلوم الإخبار تفوق كثيرًا نسبة المتخرجين. كما أن حضور الصحافيات في قاعات الأخبار وفي الاستوديوهات الإذاعية والتلفزيونية كبير لكن حضورها في مواقع القرار ضعيف جدًا، وقد يعود ذلك إلى تراكمات ثقافية تعتبر المرأة دون الرجل في تولي المناصب القيادية رغم أن القانون التونسي يمنحها حق المساواة التامة مع الرجل. لكن مرة أخرى تبقى تلك النصوص القانونية في رفوف المكاتب ولا يتمّ تفعيلها بالشكل المطلوب الذي يجعل من المرأة الصحافية شريكا فعلياً وحقيقياً لزميلها الرجل في مواقع القرار".

يذكر أن عدد القيادات الإعلامية النسائية التونسية يبقى هامشياً مقارنة بحجم حضورها في الساحة الإعلامية، وبينهنّ مديرة القناة الأولى بتلفزيون الرسمي التونسي ومديرتا إذاعة الشباب وإذاعة تونس الدولية (إذاعتان رسميتان) ومديرة عامة لإذاعة "شمس أف أم" ومديرة لراديو "ماد أف أم" الخاص ومديرة عامة لدار الشروق التي تصدر عديد الصحف الورقية ورئيسة تحرير بنفس المؤسسة.

المساهمون