فضيحة "كامبريدج أناليتكا": حكومات العالم تشدّد الخناق على "فيسبوك"

فضيحة "كامبريدج أناليتكا": حكومات العالم تشدّد الخناق على "فيسبوك"

22 مارس 2018
أعلن زوكربيرغ عن استعداده للإدلاء بشهادته (ديفيد راموس/Getty)
+ الخط -
أفادت وزيرة العدل الألمانية، كاتارينا بارلي، اليوم الخميس، أنها طلبت التحدث إلى المديرين التنفيذيين في شركة "فيسبوك"، لمعرفة ما إذا كان مستخدمو الموقع في بلادها، وعددهم 30 مليوناً، قد تأثروا بـ "فضيحة" استغلال البيانات الشخصية للمستخدمين.

وقالت بارلي "نعلم أن الشركات تحترم القواعد عندما تكون العقوبات مؤلمة". وأضافت "تنص القواعد الأساسية الخاصة بحماية البيانات على غرامة قدرها أربعة في المائة من إجمالي الإيرادات العالمية السنوية للشركة".

وطالبت بتنظيم حماية البيانات على مستوى أوروبا، وليس من جانب الحكومات الوطنية كل على حدة، وفقاً لوكالة "رويترز".


وأعلن رئيس لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي المنتمي للحزب الجمهوري غريغ والدن، وكبير الديمقراطيين في اللجنة، فرانك بالون، اليوم الخميس، أنهما سيطلبان رسمياً في الأيام المقبلة الرئيس التنفيذي في "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، للإدلاء بشهادته.

وأضافا أن الشركة تركت العديد من الأسئلة من دون إجابات، بشأن ممارساتها الخاصة بحماية خصوصية البيانات.

وتابعا: "بعد أن تلقى أعضاء اللجنة إفادة أمس من مسؤولي (فيسبوك) شعرنا أن الكثير من الأسئلة لا تزال من دون إجابة".


وقال زوكربيرغ في مقابلات إعلامية اليوم الخميس إنه سيكون مستعداً للإدلاء بشهادته إن كان هو الشخص المناسب في الشركة للحديث مع المشرعين، وفقاً للوكالة نفسها.

وأقرّ زوكربيرغ، الأربعاء، أن شركة التواصل الاجتماعي ارتكبت أخطاء فتحت المجال أمام وصول بيانات لمستخدمين إلى شركة "كامبريدج أناليتكا" لتحليل البيانات، وأن "فيسبوك" ستجري تغييرات.

في السياق نفسه، أكدت دول الاتحاد الأوروبي في استنتاجات سيتم تبنيها خلال قمتهم، اليوم الخميس، في بروكسل، أن على شركات الإنترنت ضمان "حماية تامة للحياة الخاصة".


وورد في النص الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" الذي يجب أن يحظى بموافقة القادة الـ 28 الرسمية أن "على شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية ضمان ممارسات شفافة وحماية تامة للحياة الخاصة والبيانات الشخصية للمواطنين".

وأضيف هذا الموضوع في وقت لاحق على جدول أعمال القمة الأوروبية، الخميس والجمعة، الذي كان أصلاً مثقلاً، خصوصاً بسبب مسائل التجارة الدولية و"بريكست" والرد الأوروبي على قضية الجاسوس الروسي السابق الذي سُمم في بريطانيا وأدى إلى توتر مع موسكو.

وتأجلت، اليوم الخميس، جهود مكتب مفوض المعلومات في بريطانيا للتحقيق مع "كامبريدج أناليتكا"، بعدما أرجأ قاض طلب المكتب تفتيش مقر الشركة الرئيسي لمدة 24 ساعة.


وكان رئيس البرلمان الأوروبي، أنتونيو تاجاني، دعا، الثلاثاء مؤسس موقع "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، إلى تقديم إيضاحات أمام النواب الأوروبيين الذين يعتزمون فتح تحقيق في هذا "الانتهاك غير المقبول لحقوق سرية البيانات".

ودعمت السلطات المكلفة حماية البيانات في دول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعاتها الثلاثاء في بروكسل، التحقيق الذي أطلقته الهيئة التنظيمية البريطانية حول ملفات "كامبريدج "أناليتكا".

وحذرت المفوضة الاوروبية للمسائل القضائية، فيرا جوروفا، الأربعاء، من أن فضيحة مقبلة مشابهة لفضيحة "فيسبوك" قد "تكلف غالياً"، اعتباراً من مايو/أيار، حين سيدخل قانون أوروبي جديد لحماية البيانات الشخصية حيز التنفيذ.


وكانت "القناة الرابعة" البريطانية قد أجرت تحقيقاً صحافياً استقصائياً سريّاً، وصوّرت كبار المديرين التنفيذيين في الشركة يقترحون اللجوء إلى تكتيكات غير مشروعة في كسب أصوات الناخبين، في دول عدة حول العالم.

وقدّم المراسل نفسه باعتباره رجل أعمال ثرياً من سريلانكا ينوي التأثير في الانتخابات المحلية، واقترح المديرون استخدام تكتيكات عدة في تشويه صورة الخصوم السياسيين، بينها اختلاق فضيحة جنسية، والاستعانة بعاملات جنس من أوكرانيا في هذا المجال، وفق تصريحات الرئيس التنفيذي لـ"كامبريدج أناليتكا"، ألكسندر نيكس.

كذلك اقترح المسؤول الإداري في الشركة، مارك ترنبول، اللجوء إلى جواسيس سابقين عملوا لمصلحة وكالة الاستخبارات البريطانية "إم آي 5" و"إم آي 6".

وجاء تقرير "القناة الرابعة" بعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية و"ذي أوبزرفر" البريطانية، السبت الماضي، عن إقدام شركة "كامبريدج أناليتكا"، ومقرّها المملكة المتحدة، على جمع معلومات خاصة عن أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك" من دون موافقتهم، من خلال تطوير تقنيات لدعم الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2016، في أكبر خرق من نوعه لموقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم، لاستخدامها في تصميم برامج بإمكانها التنبؤ بخيارات الناخبين والتأثير عليها في صناديق الاقتراع.

(العربي الجديد)