تنفيذ محطة التحلية المركزية في غزة خلال أشهر

تنفيذ محطة التحلية المركزية في غزة خلال أشهر

26 مارس 2018
نسابق الزمن لتلافي الكارثة البيئية المحدقة في غزة(العربي الجديد)
+ الخط -
أعلن رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم أن تنفيذ برنامج محطة تحلية مركزية للمياه في قطاع غزة سيبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة، ما سيزود نحو مليوني شخص بالمياه الصالحة للشرب. 

وأكد غنيم خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الإثنين، لاستعراض النتائج والتطورات اللاحقة لمؤتمر المانحين الذي عُقد في العشرين من الشهر الجاري في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن موعد البدء بالعمل سيتم تحديده خلال الاجتماع المقبل للشركاء، والذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض أواخر الشهر المقبل.

وكان موضوع نقص مياه الشرب في قطاع غزة من النقاط الرئيسية على جدول أعمال الاجتماع السنوي لفريق التنسيق الدولي لمجموعة الدول المانحة لفلسطين.

وأعلن المسؤولون الأوروبيون آنذاك، أن المانحين الدوليين سيخصصون 560 مليون دولار، أي المبلغ الذي كانت تطالب به المجموعة، لبناء محطة لتحلية المياه في قطاع غزة. 

وشدد غنيم، على أن المحطة ستكون تاريخية "لأننا نسابق الزمن من أجل تلافي الكارثة البيئية المحدقة به عام 2020 وفقاً للتقارير الدولية والمحلية. 

وسيوفر برنامج التحلية المركزية مصدراً مستداماً نوعاً وكماً للمياه في غزة، وستنتج المحطة 55 مليون متر مكعّب سنوياً كمرحلة أولى حتى عام 2021، وستتم توسعتها مستقبلاً كمرحلة ثانية لتنتج بقدرة تصل إلى 110 ملايين متر مكعب سنوياً.

وستساعد المحطة في وقف استنزاف الخزان الجوفي، والتخفيف من التدهور البيئي لمياه البحر وتوفير آلاف فرص العمل، مما سيُساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية اليومية لأهالي قطاع غزة.

وقال غنيم إن "المؤتمر نجح في حصد 565 مليون دولار من التكلفة الإجمالية، وهو ما يمثل نحو 80% من التكلفة الإجمالية"، مؤكداً "أصبحنا قادرين على البدء بالإجراءات الحقيقية على الأرض لوضع آلية واضحة لتنفيذ المشروع".


وأشار إلى أن أكثر من 97% من مياه الخزان الجوفي الساحلي غير صالحة للاستخدام الآدمي، وهناك خطر محدق بانهيار الخزان وستصبح غزة منطقة غير قابلة للحياة، لذا كان لا بد من تلافي هذه الكارثة بهذا التاريخ ومن أجل توفير مياه صالحة للشرب في غزة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه".

وأشار إلى أن الحصول على دعم لمحطة التحلية لم يكن سهلاً، بل جاء نتيجة لقاءات واجتماعات استمرت لأكثر من ثلاث سنوات مع كافة الأطراف بما يلزم من تحضيرات بخصوص مؤتمر المانحين، من أجل إنجاز هذه المهمة الصعبة.

وأكد أن انعقاد المؤتمر في بروكسل يأتي كضمانة سياسية من أجل عدم التعرض للمشروع مستقبلاً، إذ إن "المشروع أصبح مشروعاً دولياً وحظي بدعم سياسي كامل من كافة الأطراف بلا استثناء، فهو مشروع إنساني وخدماتي لتستمر الحياة على أرض غزة برغم كل من لا يريد ذلك وبرغم كل الصعوبات التي يعيشها أهالي غزة".

وتحدث غنيم عن جهوزية سلطة المياه، بعد العمل على الأرض من تحضيرات وعطاءات وتصاميم، ضمن برنامج لتنفيذ مشروع محطة المياه، بما له من علاقة بتطوير الشبكات وتخفيض نسبة الفاقد والمياه غير المفلترة، وكذلك ما تحتاجه المحطة من طاقة بإيجاد الأراضي والبدائل من طاقة شمسية ووقود حتى لا يكون هناك انقطاع للكهرباء عن محطة التحلية.

وأشار إلى وجود ضمانات بعدم تعرض إسرائيل للمحطة في المستقبل، من خلال سلسلة من الاجتماعات والاتصالات، وكان آخرها إعلان مندوب إسرائيل في بروكسل عن دعم إسرائيل تنفيذ هذا المشروع الحيوي والمهم.

وأكد على إنجاز 3 محطات تحلية صغيرة، وكذلك العمل على إنجاز 3 محطات صرف صحي لوقف التلوث الحاصل في غزة وتوفير مياه صالحة للشرب خلال الفترة القادمة، علاوة على مشاريع أخرى لإعادة ترشيح مياه الأمطار.

وشدد على أن أهمية هذا الحدث أنه يأتي كحل استراتيجي لتوفير استدامة لخدمة المياه والصرف الصحي وسيكون هناك توسعة للمحطة في المستقبل لكي تكون قادرة على الاستجابة لاحتياجات المواطنين، و"لكي نستطيع الحديث عن أن المشروع يتم دون أية إعاقات من كافة الجوانب، لا بد من ضمان عدم منع الجانب الإسرائيلي دخول المعدات خلال الخمس سنوات المقبلة من أجل إتمام المشروع ودخوله حيز التنفيذ".

المساهمون