بعد الرسوم الجمركية... ترامب يستهدف سيارات ألمانيا الفارهة

بعد الرسوم الجمركية... ترامب يستهدف سيارات ألمانيا الفارهة

31 مايو 2018
مرسيدس في معرض نيويورك للسيارات (Getty)
+ الخط -



بعد انقضاء مهلة شهر دون اتفاق بين بروكسل وواشنطن، بات وارداً إعلان أميركا في أية لحظة تطبيق الرسوم على واردات الصلب والألمونيوم الأوروبية. 

لكن النزاع التجاري بين أوروبا وأميركا، لا ينتهي فقط بفرض هذه الرسوم، وإنما يمتد ويتشعب ليشمل ربما واحدة من أهم الصناعات الألمانية، وهي صناعة السيارات الفارهة التي يتجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو استهدافها خلال الفترة المقبلة، وعلى رأسها سيارات مرسيدس بنز ذات الشهرة بين الأثرياء وكبار المدراء في العالم.

وحسب رويترز قال ترامب إنه لا يرغب برؤيتها في شوارع نيويورك.

وأعلن وزير التجارة الأميركي ويلبور روس، اليوم الخميس، أن بلاده ستفرض، غداً الجمعة، رسوماً جمركية عالية على الفولاذ والألمنيوم المستوردين من الاتحاد الأوروبي والمكسيك وكندا.

وفي حال تطبيق الرسوم، تكون واشنطن قد قررت عدم تمديد العمل بالإعفاء المؤقت الذي منحته للاتحاد الأوروبي حتى منتصف ليل اليوم الخميس، وستفرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على الفولاذ و10% على الألمنيوم.


وحسب تقرير أميركي، يعتزم ترامب فرض تعرفات جمركية مرتفعة على واردات الصلب والألومنيوم من أوروبا ابتداء من اليوم الجمعة، بعد فشل مفاوضات استمرت أسابيع في التوصل إلى تسوية.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مساء الأربعاء، نقلاً عن مصادر مطلعة أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق في اللحظة الآخيرة، وأن الإعلان عن الرسوم المفروضة يمكن أن يصدر في أي وقت.

وواصل المسؤولون التجاريون من واشنطن وبروكسل مفاوضاتهم حتى الساعات الأخيرة من أجل التوصل إلى حلول مثل تحديد حصص الاستيراد، وذلك لإقناع ترامب بتمديد إعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم التي تبلغ 25% على الصلب و10% على الألومنيوم.
وفرض ترامب هذه الرسوم في مارس/ آذار الماضي لمواجهة مشكلة زيادة العرض في الأسواق من هذه المعادن، وبالرغم من أن هذا الإجراء كان يستهدف الصين إلا أنه أضر بحلفاء الولايات المتحدة أيضاً.

وأعفت واشنطن كندا والمكسيك من زيادة التعرفات، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات لإعادة تجديد اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، فيما وافقت كوريا الجنوبية على نظام الحصص بدلاً من زيادة التعرفات.

وتعهد الاتحاد الأوروبي بالرد بالمثل على إجراءات الولايات المتحدة، وذلك بفرض رسوم على بضائع أميركية مثل دراجات هارلي دايفيدسون، وسراويل الجينز، وبعض المشروبات الكحولية.

وفي ذات الصدد، قالت مجلة فيرتشافت فوخه الألمانية أمس الخميس، إن ترامب أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي، بأنه سيمنع شركات صناعة السيارات الفارهة الألمانية من المشاركة في السوق الأميركية.

وقالت المجلة نقلاً عن عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين لم تنشر أسماءهم إن ترامب أبلغ ماكرون في أبريل/ نيسان أنه سيتمسك بسياسته التجارية، بهدف منع سيارات مرسيدس-بنز من السير في نيويورك.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، فتحت إدارة ترامب تحقيقاً تجارياً بشأن ما إذا كانت واردات السيارات أضرت بقطاع السيارات الأميركي.

وقد يؤدي ذلك إلى فرض رسوم على السيارات المستوردة بنسبة تصل إلى 25% استناداً إلى مبررات "الأمن القومي" نفسها التي استخدمت لفرض رسوم جمركية على الصلب والألومنيوم في الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي.

وحسب رويترز، قال محللون لدى "ايفركور آي.إس.آي" في مذكرة الأسبوع الماضي، إن من شأن فرض تلك الرسوم تقويض الجدوى التجارية التي تستند إليها شركات صناعة السيارات الألمانية في استيراد السيارات من ألمانيا إلى الولايات المتحدة، وإلقاء عبء قدره 4.5 مليارات يورو على كاهل شركات تصنيع السيارات الفارهة الألمانية.

ويمثل هذا الخلاف حول الصلب والألومنيوم جبهة واحدة من مواجهات ترامب التجارية العديدة التي ضربت شركاءه وخصومه على السواء.

ويسبب انتقال ترامب من التهديد إلى السعي وراء التسويات ثم العكس في وقت وجيز، إرباك عواصم العالم وأسواقها المالية.
ولا تزال المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين تراوح مكانها، حيث تتناقض التصريحات الصادرة من واشنطن حول التقدم في حل قضاياها الشائكة. 

وتسعى بكين إلى تسوية النزاع التجاري مع واشنطن عبر مجموعة من الخطوات، من بينها فتح أسواقها أكثر وزيادة الواردات الأميركية من النفط والمواد الغذائية.

وفي هذا الصدد، قرر مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) في اجتماع تنفيذي ترأسه رئيس الدولة لي كه تشيانغ يوم الأربعاء، تخفيض نسبة كبيرة من التعريفات الجمركية على واردات سلع الاستهلاكية اليومية بداية من أول يوليو/تموز المقبل.
وسينخفض متوسط معدل التعريفات على الملابس والأحذية والقبعات وأدوات المطبخ ولوازم الرياضة واللياقة البدنية من 15.9% إلى 7.1%، وعلى الأجهزة المنزلية مثل غسالات الملابس والثلاجات من 20.5 إلى 8%.

وبحسب بيان صادر بعد الاجتماع، سيتم خفض متوسط التعريفات على المنتجات المائية من خلال التربية والصيد والأغذية المصنعة مثل المياه المعدنية من 15.2إلى 6.9%.
وسيتم خفض متوسط معدل التعريفة الجمركية على المنظفات ومستحضرات التجميل مثل منتجات العناية بالبشرة والشعر وبعض الأدوية والمنتجات الصحية من %8.4 إلى 2.9%.

وذكر المجلس أن خفض التعريفات خطوة تساعد على توسيع الانفتاح وسد حاجات الشعب وحفز التطوير الصناعي والارتقاء بالجودة .

وأشار البيان إلى أن الصين ستتخذ سلسلة من التدابير لخلق بيئة استثمارية أكثر انصافا وشفافية وسهولة للشركات ذات التمويل الأجنبي، وتضم تيسير سبل الوصول إلى السوق وحفز تسهيل الاستثمار وحماية المصالح الشرعية بشكل أفضل للمستثمرين الأجانب.

وفي ذات الصدد، كانت الصين قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي عن تخفيض الرسوم الجمركية على استيراد السيارات وقطع الغيار اعتباراً من الاول من يوليو/ تموز.

المساهمون