خسائر اقتصادية أميركية متزايدة بسبب الإعصار هارفي

خسائر اقتصادية أميركية متزايدة بسبب الإعصار هارفي

29 اغسطس 2017
تكساس تحتاج وقتاً طويلاً لإعادة الإعمار(فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل الخسائر الاقتصادية الأميركية جراء الإعصار هارفي الذي ضرب سواحل خليج المكسيك، حيث امتدت الخسائر إلى قطاعات مختلفة مثل النفط والمطارات وقطاع التأمين، في الوقت الذي تضاربت فيه آراء المراقبين حول الرقم النهائي للخسائر المترتبة على الإعصار.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات له أمس الإثنين إن جهود التعافي من آثار الإعصار هارفي ستكون باهظة للغاية، موضحا أنه سيتحدث إلى الكونغرس بهذا الخصوص، بينما يستعد لزيارة المنطقة المنكوبة، مضيفا "نحن نتواصل مع الكونغرس، وكما تعلمون سوف يكون وضعا مكلفا للغاية".
 ونقلت شبكة التلفزيون الأميركية "ام اس ان بي سي" عن حاكم تكساس غريغ ابوت تأكيده أن ترامب الذي سيزور الولاية يوم الثلاثاء سيرى بنفسه "الدمار الكامل"، مؤكدا أنه "نحتاج إلى وقت طويل لإعادة الإعمار".

ورأى حاكم تكساس وفقا لوكالة "فرانس برس" أنه من المبكر جدا إعطاء حصيلة للخسائر البشرية، وقال لشبكة "فوكس نيوز" إن قيمة الاضرار ستصل إلى "مليارات الدولارات".

تراجع النفط

وقال مكتب حماية السلامة البيئية التابع لوزارة الداخلية الأميركية، أمس الإثنين، إن نحو 19% من إنتاج النفط في خليج المكسيك قد توقف بسبب العاصفة هارفي، ويعادل ذلك نحو 331 ألفاً و370 برميلا من النفط يومياً من حوالي 1.75 مليون برميل تُضخ يوميا من الخليج.

وأضاف المكتب أن 18.12 % من إنتاج الغاز الطبيعي بالمنطقة متوقف أيضا وذلك بما يعادل 583.39 مليون قدم مكعبة يوميا. وجمع المكتب البيانات من 31 شركة مشغلة لمرافق إنتاج النفط والغاز في منطقة خليج المكسيك.

كانت مجموعة "إكسون موبيل" النفطية العملاقة قد أعلنت الأحد تعليق أنشطتها في موقعها في بايتاون بالولاية، بسبب الإعصار.

من جهته، قال متحدث باسم جهاز مطارات مدينة هيوستن الأميركية، اليوم الاثنين، وفقا لوكالة "رويترز" إن أكبر مطارين بالمدينة سيظلان مغلقين إلى أن يصبح استقبال الركاب آمنا.

وأغلق مطارا جورج بوش إنتركونتننتال ووليام بي. هوبي مطلع هذا الأسبوع لوجود مياه على المدارج وفي المناطق المحيطة بسبب العاصفة المدارية هارفي.

وقال المتحدث باسم جهاز المطارات بيلي بيجلي " لن نحدد موعدا نهائيا... هناك قائمة من الشروط التي يجب أن تتحقق قبل أن نفتح المطارين من جديد".

خسائر بالمليارات

من جانبه، قال معهد متخصص في أبحاث التأمينات إن تكلفة الأضرار الناجمة عن الإعصار هارفي في ولاية تكساس الأميركية قد تعادل تكلفة أضرار الإعصار كاترينا الذي اجتاح الولايات المتحدة عام 2005 ويصنف بأنه أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ البلاد.

ومع هطول أمطار غزيرة على مدينة هيوستون والبلدات المطلة على الساحل في تكساس، قال معهد معلومات التأمينات إنه لا يزال من المبكر وضع تقديرات دقيقة لحجم الأضرار التي لحقت بالمنازل والشركات.

وقالت لوريتا ورترز المتحدثة باسم المعهد "قد تكون خسائر ضخمة مثل كاترينا بسبب حجم المياه...ليست الرياح ولكن المياه".

وتختلف مع هذا الرأي شركة هانوفر ري لإعادة التأمين التي أكدت أمس الإثنين أن التقديرات تشير إلى أن حجم التعويضات عن الأضرار التي خلفها الإعصار هارفي سيكون أقل كثيرا من تعويضات إعصارين كبيرين ضربا نيو أورليانز ونيويورك.

وقالت هانوفر ري وهي من كبرى شركات إعادة التأمين في العالم إن الخسائر المؤمن عليها لإعصار كاترينا الذي وقع عام 2005 بلغت نحو80 مليار دولار، بينما كانت خسائر الإعصار ساندي في 2012 نحو 63 مليارا.

وذكرت المتحدثة باسم الشركة أن "الإعصار هارفي يقل كثيرا في قوته عن كاترينا وساندي".

ونقلت وكالة "رويترز" عن الخبير الاقتصادي في مؤسسة "جيه.بي مورغان" مايكل فيرولي قوله إن الإعصار هارفي، سيكون لها تأثير متواضع على مجمل النشاط الاقتصادي الأميركي في الربعين الثالث والرابع من السنة.

وكتب فيرولي في مذكرة بحثية إنه بناء على أبحاث البنك نفسه ودراسات خارجية تقدر تكلفة الأضرار المادية للعاصفة بما بين عشرة مليارات و20 مليار دولار، أي ما يعادل 0.1 % من الناتج المحلي الإجمالي "نعتقد أن الأثر الإجمالي على الناتج المحلي في الربع الثالث والربع الرابع سيكون ضئيلا جدا بما يتفق مع التجربة التاريخية".

وشهدت بورصة نيويورك الإثنين هبوطا لأسهم شركات التأمين ضد الحوادث والتأمين على الممتلكات مع تخوف المستثمرين من تأثير العاصفة التي ضربت هيوستون يوم الأحد، ذلك أن شركات التأمين قد تكون معرضة لخسائر من خلال ترتيبات إعادة التأمين مع شركات أخرى. 

وكانت السلطات الأميركية قد أعلنت في وقت سابق، أن أكثر من 450 ألف شخص في حاجة إلى مساعدة، وقال بروك لونغ مدير الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إن حوالي 30 ألف شخص سيحتاجون إلى مأوى بصورة عاجلة، مؤكداً أن تعافي منطقة خليج المكسيك التي ضربها الإعصار قد يستغرق سنوات.

وبدأ الإعصار باجتياح سواحل خليج المكسيك مساء الجمعة وارتفع معدل هطول الأمطار إلى أكثر من 75 سنتيمتراً في هيوستن رابع أكبر المدن الأميركية التي يبلغ عدد سكانها 6.6 ملايين نسمة، إذ غمرت الأمطار حوالي ثلاثة أمتار من ناطحات السحاب في وسط المدينة. 


(العربي الجديد)


المساهمون