فنزويلا تبدأ تداول "البوليفار السيادي" وسط أزمة اقتصادية عميقة

فنزويلا تبدأ تداول "البوليفار السيادي" وسط أزمة اقتصادية عميقة

21 اغسطس 2018
قطعة 5 بوليفار جديدة وقربها عملات قديمة (فرانس برس)
+ الخط -

بدأ تداول الأوراق النقدية الجديدة للعملة الفنزويلية يوم الإثنين، في مرحلة أولى من خطة إنعاش أطلقها الرئيس نيكولاس مادورو لمعالجة الأزمة الاقتصادية العميقة، ويرفضها أرباب العمل الذين يشعرون بالقلق من احتمال "زعزعة للاستقرار".

وعبّر مادورو في تسجيل فيديو وضع في بث حي على موقع فيسبوك مساء الإثنين، عن ارتياحه لأن تداول العملة الجديدة التي أطلق عليها اسم "البوليفار السيادي" (وصدرت بحذف 5 أصفار من العملة القديمة) يعمل "بنسبة 100%"، مضيفاً أن "النظام المصرفي تصرف مثل الأبطال".

وذكر صحافيون من وكالة "فرانس برس" أن شوارع العاصمة شبه مقفرة، إذ أن معظم المحلات التجارية والإدارات مغلقة ووسائل النقل المشترك متوقفة، فيما يؤكد الرئيس الاشتراكي أن الأوراق النقدية الجديدة ستكون نقطة الانطلاق إلى "تغيير كبير".

وأكبر فئة من هذه الأوراق النقدية هي 500 بوليفار سيادي (50 مليون بوليفار حالياً أي ما يعادل 7 دولارات في السوق السوداء التي تعد المرجع حالياً بحكم الأمر الواقع).
لكن محللين وخبراء اقتصاد يرون أن برنامج الحكومة لإصلاح الاقتصاد غير قابل للتطبيق وحتى "غير واقعي"، وهو يقضي أيضاً بزيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 3400% (أي 34 ضعفاً) وتخفيف الرقابة على صرف العملات ووضع نظام جديد لأسعار الوقود.

رئيس نقابة أرباب العمل "فيديكاماراس"، كارلوس لارازابال، قال في مؤتمر صحافي إن هذه القرارات "ستؤدي إلى تفاقم اضطراب الاقتصاد"، وأضاف: "لا نعتقد أن الحكومة الحالية يمكنها أن تستعيد الثقة اللازمة لتكون خطة الإصلاحات جديرة بالثقة"، مشيراً إلى أن القرارات "يمكن أن تدمر الشركات التي تواجه مشاكل في موجوداتها".

أما مدير مكتب "إيكونوميتريكا"، هينكل غارسيا، فقد رأى أنها "خطة غير منطقية"، بينما يتوقع أن تبلغ نسبة التضخم مليوناً في المئة في نهاية 2018.

وتدهور الوضع الاقتصادي في فنزويلا البلد الذي كان غنياً جداً ويملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، بشكل كبير.

ويؤمن النفط 96% من عائدات فنزويلا لكنه تراجع إلى مستوى هو الأقل منذ 30 عاماً. وقد بلغ 1.4 مليون برميل يومياً في يوليو/ تموز مقابل معدل إنتاج قياسي حققته البلاد قبل 10 أعوام وبلغ 3.2 ملايين برميل، فيما يبلغ العجز 20% من إجمالي الناتج الداخلي والدين الخارجي 150 مليار دولار، ولا يتعدى احتياطي النقد 9 مليارات.
الخبير الاقتصادي بول ليدنز، قال لـ"فرانس برس": "إذا بقي العجز والإصدار غير المنظم للعملة (لمواجهة التضخم) فإن الأزمة ستتفاقم".

أزمة إقليمية

أكد مادورو في تسجيل الفيديو على فيسبوك ان أوساط الأعمال ملزمة "التقيد" بالإجراءات الجديدة "وإلا سنحاسبهم".

من جهته، كتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، في تغريدة على تويتر، أن "هذه الاجراءات الجديدة ستجعل حياة الفنزويليين أصعب". وطلب من حكومة مادورو التي اتهمها "بالطغيان"، السماح بدخول المساعدة الإنسانية.

من جهتها، ذكرت الأمم المتحدة أنها تقدر عدد الفنزويليين الذين فروا من بلدهم بسبب الأزمة بـ 2.3 مليون نسمة.

ودعا الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لويس الماغرو، في تغريدة على تويتر دول المنطقة إلى "إبقاء أبوابها مفتوحة أمام شعب فنزويلا الذي أصبح ضحية أسوأ أزمة إنسانية تشهدها القارة".

ودعت 3 أحزاب معارضة رئيسية إلى إضراب لمدة 24 ساعة ضد "الإجراءات الفوضوية وغير العقلانية والمتناقضة وغير القابلة للاستمرار، والتي لن تؤدي سوى إلى تفاقم الفوضى والأزمة الاقتصادية التي تشهدها فنزويلا".

وقال الزعيم النقابي السابق اندريس فيلاسكيز، الذي يشارك حزبه "القضية الراديكالية (كوزا ار) في الإضراب "إنها خطوة أولى"، مضيفاً أن الهدف هو تنظيم "الاحتجاجات الاجتماعية" بينما تجري تظاهرات متفرقة احتجاجاً على نقص المواد الغذائية.

ورداً على تحرك الأحزاب، دعا الرجل الثاني في المعسكر الرئاسي ديوسدادو كابيو أنصاره إلى تنظيم تظاهرة مضادة للتعبير عن دعمهم لرئيس الدولة.

المساهمون