عشرات الفنادق التونسية تفتح أبوابها من جديد

عشرات الفنادق التونسية تفتح أبوابها من جديد

28 يونيو 2016
وفود سياحية في تونس (فرانس برس)
+ الخط -
365 يوماً لم تكن كافية لمحو تداعيات العمليات الإرهابية بشكل كامل على السياحة التونسية، التي تعرضت لضربة موجعة، إثر هجوم دموي على فندق في مدينة سوسة منتصف العام الماضي.
لكن تونس تسعى بشكل كبير منذ ذلك الحين لاستعادة ثقة السياح، بتكثيف إجراءات الأمن وترويج ما اتخذته من تدابير أمنية، لإعادة الوفود من جديد.
وفي 26 يونيو/حزيران 2015، أطلق أحد المتشددين النار على سياح بمنتجع سياحي في مدينة سوسة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب شرق العاصمة تونس، مما أدى إلى سقوط 38 ضحية من جنسيات مختلفة، منهم 30 سائحاً بريطانياً.
فذات الشاطئ الذي كان مسرحاً للعملية الإرهابية، عاد ليحتضن السياح من جديد، وسط آمال بانتعاش القطاع الذي واجه ركوداً كبيراً على مدار عام كامل.
غير أن وزارة السياحة تشير إلى تفاؤلها باستعادة العديد من الأسواق الأوروبية، على غرار السوق الألمانية والفرنسية، فضلا عن تمكنها من استقطاب وفود روسية منذ بداية العام الجاري، وهو ما شجع الفنادق على فتح أبوابها والعودة إلى سالف نشاطها بما في ذلك فندق "الأمبريال" الذي كان مسرحاً لواقعة الاعتداء على السياح في مدينة سوسة.
وتتوقع وزارة السياحة وفق الحجوزات المؤكدة، قدوم نحو 330 ألف سائح روسي، إلى جانب عودة السياح الألمان وكسر السياح البريطانيين لتوصيات بلدهم بعدم السفر إلى تونس بسبب المخاطر الأمنية.
وأعلن سيف الشعلالي، مستشار وزيرة السياحة عن تحسن هام في المؤشرات السياحية الشهر الحالي، مشيراً إلى أن أغلب السياح من الجنسية الروسية مع تسجيل عودة هامة لبعض الأسواق التقليدية مثل الفرنسية والإيطالية والألمانية، فضلا عن توافد السياح القادمين من التشيك وبولونيا وأوكرانيا.
وتوقع الشعلالي في تصريح لـ "العربي الجديد"، توافد قرابة مليون ونصف مليون سائح جزائري هذا العام، معتبراً أن الأزمة التي يمر بها القطاع بدأت تتقلص نتيجة الحملات الدعائية والجهود التي بذلتها الوزارة من أجل إقناع كبار متعهدي الرحلات بالعودة إلى تونس.
وأشار إلى أن الوزارة سجلت عودة 56 وحدة فندقية للعمل بطاقة إيواء تبلغ 28.2 ألف سرير، متوقعا أن تعيد نحو 30 وحدة فندقية أخرى فتح أبوابها خلال شهر يوليو/تموز المقبل.

في المقابل يشكو العاملون في قطاع الصناعات التقليدية والأنشطة الترفيهية المتعلقة بالسياحة، من تواصل الكساد بسبب ضعف القدرة الإنفاقية للسياح الروس وسياح أوروبا الشرقية عموما، معتبرين أن الحديث عن تعافي القطاع لا يجوز في غياب نشاط متكامل لكافة المهن المرتبطة به.
وقال محمد حواص، رئيس جامعة المطاعم السياحية، إن ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق لا يعني بالضروره تحسن الوضع السياحي، مشيراً إلى ضرورة العمل على استقطاب أسواق ذات قدرة إنفاق عالية على نحو السوق الصينية والسوق الخليجية حتى يتم الجمع بين السياحة الكمية والنوعية.
ولفت حواص في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أن معدل إنفاق السائح الروسي لا يتجاوز 200 دولار في الأسبوع وهو مبلغ زهيد، وليس لهم أي مساهمة في قطاع الصناعات التقليدية أو الترفيهية.
وتراهن تونس على تحسن الوضع الأمني من أجل استعادة السياح وإقناع كبرى وكالات السفر العالمية بوضع تونس ضمن رحلاتها الجوية والبحرية، لاسيما أن موانئ البلاد لم تستقبل منذ مارس/ آذار 2015 أية رحلة بحرية.
كما نظمت وزارة السياحة في الأشهر الأخيرة 27 رحلة نحو تونس لحوالى 1900 وكيل أسفار ومتعهد رحلات، تم استقدامهم من 14 سوقاً لإطلاعهم على ظروف الأمن في الفنادق والمناطق السياحية.
ووقع الهجوم على المنتجع السياحي في سوسة، بينما كانت البلاد لا تزال تتعافى من اعتداء استهدف في 18 مارس/آذار 2015 متحف باردو وسط العاصمة، أسفر عن مقتل شرطي تونسي و21 سائحاً أجنبياً.
وألحق الاعتداءان أضراراً بالغة بالسياحة، أحد أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ تراجعت إيراداتها في 2015 بنسبة 35%، وعدد السياح بنحو 31% وعدد السياح الأوروبيين بنحو 54%، مقارنة بعام 2014 وفق إحصائيات رسمية.
وسجلت عائدات القطاع منذ بداية العام الحالي وإلى نهاية مايو/أيار تراجعا بنسبة 44.6%، مقارنة بنفس الفترة من 2015، وفق بيانات وزارة السياحة.
وتعتبر وزارة السياحة سنة 2010 السنة "المرجعية" للسياحة، لأن تونس استقبلت خلالها 6.9 ملايين سائح وحققت إيرادات بقيمة 3.5 مليارات دينار، وهي أفضل النتائج منذ أن شرعت البلاد في الاستثمار في السياحة في ستينيات القرن الماضي.

المساهمون