التلوث يكبّد مصر 1.3 مليار دولار سنوياً

التلوث يكبّد مصر 1.3 مليار دولار سنوياً

27 ديسمبر 2015
مصر تحصد المرتبة الثالثة عالمياً بقائمة الدول تلوثاً (Getty)
+ الخط -



تبوّأت مصر المرتبة الثالثة عالمياً في تلوث البيئة، وفقا للقائمة التي عرضها الموقع الهندي "numbeo" أخيراً، حول الدول التي تعانى من مشكلات في الهواء.

ويعكس التقرير مدى تفاقم تلك الأزمة التي أدت إلى تكبّد مصر خسائر سنوية تقدّر بـ10 مليارات جنيه (نحو 1.3 مليار دولار)، حسب إحصائيات رسمية حديثة.

ويحتل قطاع الصحة في مصر المرتبة الأولى في قائمة الأكثر تضرراً من حجم انتشار المشكلات البيئية، حسب تقارير رسمية، بعد أن وصلت نسبة الأمراض بسبب التلوث إلى 40 مليون مصري مصابين بالأمراض المزمنة والخطرة نتيجة ارتفاع نسبة التلوث.

وتحصد العاصمة القاهرة المرتبة الأولى من حيث عدد المرضى، حيث تعاني من مخاطر تلوث الهواء، بسبب ارتفاع نسبة الدخان وعوادم السيارات حيث تتحرك بها يومياً نحو مليوني مركبة، وتوجد بها حوالي 12600 منشأة صناعية مسؤولة عن حوالى 50% من نسبة وحجم تلوث الهواء، حيث إن العاصمة تستحوذ على 51 % من المنشآت الصناعية الملوِّثة للبيئة فى مصر، ولذلك فإن احتمالات الخطر وتفاقم المشكلة وارتفاع تكلفة مواجهتها وحدّة آثارها الجانبية ترتفع وتتزايد وخاصة مع استمرار الزيادة الكبيرة فى معدلات الزيادة السكانية والنمو الصناعى والاقتصادى فى العاصمة، ما يزيد من حجم مشكلة تلوث هواء القاهرة ويدفع إلى تفاقمها الشديد مع الوقت، وفقاً للتقارير الرسمية.

وحسب محللين، تساهم حرق القمامة في الأماكن المكشوفة في تفاقم التلوث، حيث يتم حرق 12500 طن يومياً، وإلقاء مخلّفات المستشفيات والصرف الزراعي والمراكب السياحية في مياه النيل في ظل غياب سبه تام للاجهزة الرقابية.

وفي هذا السياق، أشار عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للصناعات الغذائية علاء حسب الله، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن مصر تعد من أكثر دول العالم إصابة بالأمراض الخطيرة بسبب التلوث، ما يكلّف الدولة مليارات الجنيهات للعلاج سنوياً، الأمر الذي يؤكد الحاجة لإنشاء هيئة قومية لسلامة الغذاء في مصر حتى تساهم في تحسين غذاء المصريين، مضيفاً أن هناك كمًّا هائلا من الميكروبات تنتقل إلى الإنسان من الغذاء وتؤثر على الصحة وعلى الوضع الاقتصادي وعلى المجتمع كافة، وتزيد الخطورة على الأطفال والشيوخ والحوامل والمرضى وذوي الأجهزة المناعية الضعيفة.

وقال حسب الله، إن الاستخدام السيئ للكيماويات الزراعية، مثل الأسمدة ومبيدات الآفات والهرمونات، زاد بنسبة كبيرة في ظل عدم الرقابة، حيث تعتبر تلك المبيدات خطرا على الإنسان عند الانتقال إليه، مطالباً بضرورة تطوير خدمات الرقابة على الأغذية وجعلها كافية وفعّالة من خلال تحديث الأحكام المتعلقة بسلامة الغذاء، معتبراً تفاقم مشكلة تلوث المياه من أخطر المشاكل والأزمات التي تواجه مصر في الوقت الراهن.

اقرأ أيضاً: تجار مصريون يحذّرون من "شبح الغلاء" بسبب نقص الدولار

وكشفت تقارير صادرة عن وزارة البيئة، أن مخاطر التلوث تكلّف الدولة سنوياً أكثر من 10 مليارات جنيه، وأن هذا الرقم معرّض للزيادة بسبب عدم معالجة المشاكل البيئية أولاً. وأكدت تلك التقارير أن مصادر التلوث تؤثر على الإنسان والحيوان والنبات، كما تؤثر على الموارد الطبيعية، كالأرض والمياه وما فيها من ثروات.

وأوضحت تلك التقارير علاقة التلوث بالكثير من الأمراض الخطيرة المنتشرة في عدد من محافظات مصر، كالسرطان والفشل الكلوي وأمراض الكبد، باعتبار أن الكبد والكلى هما العضوان المسؤولان عن معادلة هذه السموم.

ويؤثر التلوث على الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وأمراض القلب والأذن والجلد ومختلف أجهزة الجسم الأخرى، وارتفاع نسبة الأطفال المصابين بالنزلات المعوية، بجانب تأثير التلوث على الثروة السمكية.

وأكد تقرير لمركز الأرض الخاص أن تلوث مياه النيل يؤدي إلى إصابة 53 ألف مواطن بالفشل الكلوي سنوياً، وارتفاع نسبة العناصر الثقيلة، خاصة الرصاص، بالعديد من محطات المياه، وهو ما يؤثر على خلايا الأطفال.

وأكد التقرير أن من أخطر أنواع المخلفات المسببة للتلوث هي الناتجة عن المصانع والمحمّلة بالرصاص والمعادن الثقيلة والتي تؤدي لإصابة المواطنين بالعديد من الأمراض، منوهاً بأن إضافة الكلور للمياه تنقيها من البكتيريا فقط، ولكن لا ينقي الكلور المياه من المعادن الثقيلة والمخلفات الصناعية الأخرى.

وأشار تقرير مركز الأرض إلى أن القاهرة تحتاج إلى 12 مليون شجرة لامتصاص تلوث المصانع وعوادم السيارات.




اقرأ أيضاً:
تجار مصريون يحذّرون من "شبح الغلاء" بسبب نقص الدولار
مصر تغير شروط السداد في مناقصات استيراد القمح
تدابير لتوفير العملات الأجنبية بمصر تثير مخاوف المستوردين

المساهمون