حمزة الزماعرة... شهيد على درب أحمد جرار

حمزة الزماعرة... شهيد على درب أحمد جرار

07 فبراير 2018
حمزة كان من الشبان الذين يطلبون الشهادة (فيسبوك)
+ الخط -


في اللحظات الأخيرة من حياته بدا على الشاب الفلسطيني حمزة الزماعرة التأثر الواضح بعمليات الاحتلال الإسرائيلي، ومطاردته أحمد جرار في شمالي الضفة الغربية المحتلة قبل أن يستشهد، وأخبر حمزة عائلته أنه لم يعد يحتمل الوضع.

وما إن أُعلن خبر استشهاد المقاوم أحمد جرار في مدينة جنين أمس، حتى قرّر حمزة أن يلتحق به على الفور، فتوجه إلى مستوطنة "كرمي تسور" المقامة على أراضي بلدته حلحول شمالي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، محاولاً تنفيذ عملية طعن بحق المستوطنين، فأطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه، ليستشهد على الفور.

رحل حمزة غاضباً مما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بأبناء شعبه، لا سيما بعد الاقتحام الأخير لمدينة نابلس واستشهاد شاب هناك، وإصابة العشرات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط.

آخر ما تركه حمزة خلفه منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "صوب سلاحك نحو رؤوسنا" يخاطب فيه الاحتلال، "أقدامنا لن تهتز" متحدياً في المنشور ذاته، ثم: "عار علينا أن نكون رجالاً"، قاصداً الصمت على تلك الممارسات إن استمر بدون رد.

وكان حمزة قد أصيب عندما كان في الرابعة عشرة من عمره برصاصة استقرت في جسده، أثناء مواجهات عنيفة اندلعت حين كان يتصدّى بجسد الطفولة لاقتحام آليات الاحتلال لبلدته حلحول.


يقول عزمي الزماعرة، عم الشهيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ حمزة اعتقل من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي عام 2015 وخرج بكفالة مالية، لأن الاحتلال عجز عن محاكمته آنذاك كونه قاصراً وتحت السن القانوني، لكنه اعتقل مرة أخرى بعد عام وحوكم لمدة سنة ونصف سنة، وأطلق سراحه في العام الماضي.

الفتى الفدائي عرف عنه رفضه الاحتلال، أنهى الثانوية العامة بنجاح، وقرر الالتحاق بالعمل مع والده في الأرض، كفلاح فلسطيني يتمسك بكل قوته بأرضه كأول شكل من أشكال المقاومة والبقاء.

ويشير عمه إلى أن "ثمة علاقة تربط حمزة بأرض والده، عشق ترابها وأشجار العنب التي تشتهر بها بلدته حلحول، كتلك العلاقة الوطيدة التي تربطه بأصدقائه وسكان الحي الذي يعيشه فيه، وقد كان محبوباً من قبل الجميع بلا وصف".

ويضيف "العائلة كلها ستفتقد حركات الشهيد في المنزل، والكم الهائل من ذكريات الفرح التي ستبقى معلقة على الجدران التي تعانق ابتسامته التي غابت حين قرر أن يصبح شهيداً، فيما سيفتقده الفجر حين ينادي عليه أذان مساجد حلحول ولا يجده". 

في حلحول تلقت العائلة نبأ استشهاده بفخر واعتزاز كما يقول عمه، فالأرض المحتلة والعدو لا يتركان متسعاً للحياة، وحمزة كان من الشبان الذين يطلبون الشهادة وأخبرهم بذلك في وقت سابق، لذا فنبأ استشهاده كان بمثابة تحقيق حلم لفتى مقاوم.