الإعصار "إيرما" يوقع ثلاثة قتلى في فلوريدا

الإعصار "إيرما" يوقع ثلاثة قتلى في فلوريدا

10 سبتمبر 2017
امتلأت شوارع ميامي بالمياه (جو رايدلي/ Getty)
+ الخط -

أوقع الإعصار إيرما أول ضحاياه في الولايات المتحدة الأميركية، الأحد، في ولاية فلوريدا، إذ قتل ثلاثة أشخاص في جنوب وغرب الولاية في حوادث مرورية تسببت بها الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.

وقال قائد الشرطة في كونتية هاردي أرنولد لانييه، إنّ شرطية قتلت في حادث مرور قرب مدينة ساراسوتا على الشاطئ الغربي لولاية فلوريدا، كما قتل سائق السيارة الثانية التي صدمت سيارة الشرطية.

وأوضح أنّ الشرطية "عملت طوال الليل في مركز إيواء وكانت عائدة إلى منزلها". كما قتل شخص ليل السبت - الأحد عندما اصطدمت سيارته بشجرة قرب كي ويست في أرخبيل كيز، وهي المنطقة الأولى في فلوريدا التي ضربها الإعصار. وضرب قلب الإعصار صباح الأحد أرخبيل كيز، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 215 كلم في الساعة.

وذكرت تقارير إعلامية أميركية أنّ الإعصار إيرما لن يضرب ولاية فلوريدا فقط، وإنّما يهدد ولايات ألاباما وجورجيا ونورث كارولينا التي رفعت درجات التحذير استعداداً لأي طارئ يمكن أن تسببه العاصفة الاستوائية. ويزيد عدد السكان عن 20 مليون نسمة في المنطقة الجغرافية التي يهددها الإعصار العاتي.

ويعتبر الإعصار إيرما الذي أودى بحياة 22 شخصاً على الأقل في منطقة الكاريبي خطراً يهدد الحياة في فلوريدا، وقد يتسبب بكارثة طبيعية تلحق أضراراً بمليارات الدولارات في ثالث أكبر ولاية أميركية من حيث عدد السكان.

ورغم فقدان الإعصار القوة مع مروره فوق كوبا، فإنه استعاد قوته، وأصبح صباح الأحد إعصاراً من الفئة الرابعة، وهو ثاني أكبر تصنيف للأعاصير على مقياس سافير-سيمبسون.

وقال المركز الوطني للأعاصير إن رياحاً تقترب سرعتها من الإعصار بدأت تجتاح فلوريدا كيز في وقت متأخر من أمس السبت. ومن المتوقع أن يرتفع منسوب المياه في منطقة منخفضة على الساحل الغربي لفلوريدا إلى 4.6 أمتار اليوم الأحد، ما قد يؤدي إلى فيضان مدمر يغمر آلاف المنازل بالماء.

وفرضت مدينة ميامي حظراً للتجول حتى الساعة السابعة من صباح الأحد، وأفادت هيئة المرافق بأن أكثر من 220 ألفا من عملائها عانوا انقطاع الكهرباء الأحد.



ويأتي الإعصار "إيرما" بعد أيام من الإعصار هارفي الذي اجتاح ولاية تكساس وتسبب في هطول أمطار قياسية، أسفرت عن كارثة طبيعية ألحقت خسائر هي الكبرى في تاريخ الولايات المتحدة.

وأشار موقع فلايت أوير الإلكتروني لمتابعة حركة الطيران، إلى إلغاء ما يربو على ألفي رحلة طيران من وإلى فلوريدا السبت، كما تعطلت حركة النقل البري مع فرار الملايين إلى بر الأمان. وفي ظل تحذيرات عاجلة أصدرها مسؤولو الولاية بالإجلاء قبل فوات الأوان بدا وسط مدينة ميامي شبه مهجور أمس السبت.



فرار وإجلاء الملايين


وكان المسؤولون في فلوريدا قد أمروا بإجلاء 6.3 ملايين شخص في المجمل، أي نحو ثلث تعداد السكان في الولاية، ما تسبب في اختناقات مرورية شديدة على الطرق السريعة وتكدس الملاجئ.

وفي مدينة بالم بيتش الأميركية، صدرت أوامر بإخلاء منتجع مار الاغو الذي يملكه الرئيس دونالد ترامب. وكتب ترامب على "تويتر" يقول "إنها عاصفة لها قدرة تدمير هائلة، وأناشد كل من هم في مسار العاصفة الامتثال لكل تعليمات مسؤولي الحكومة". وقال مسؤولون إن الوقت المتاح أمام الناس لمغادرة المناطق التي صدرت فيها أوامر إخلاء ينفد بسرعة. وحذرت من أن محطات البنزين ستخلو من الوقود قريباً وستغلق الجسور في بعض المناطق.

 





مستشفيات ميامي تستعد


وفي حين أغلقت الكثير من المستشفيات أبوابها استعدادا للإعصار إيرما، وضعت ثلاثة مستشفيات على الأقل في ميامي ترتيبات لرعاية حالات الحمل المعرضة لولادة مبكرة أو ولادة صعبة.

وحسب ممثل مجموعة مستشفيات "ميموريال هيرمان" في هيوستن، فإن خمسة مستشفيات على الأقل سجلت ارتفاعاً في حالات الولادة أثناء اجتياح الإعصار هارفي لهيوستن، كما زاد عدد حالات الولادة إلى المثلين في ثلاثة من هذه المستشفيات.

وكشفت دراسة نشرتها مجلة أرشيف أمراض النساء والتوليد عام 2007 وجود رابط بين انخفاض الضغط الجوي والولادة المبكرة.

فيضانات متوقعة


وكان إيرما إعصاراً من الفئة الخامسة، أعلى درجات تصنيف الأعاصير، عندما اجتاح كوبا صباح أمس السبت. لكنه تراجع إلى الفئة الثالثة مع مروره فوق الشريط الساحلي الشمالي لكوبا ليغمر الشوارع بالمياه لكن المركز الوطني للأعاصير، قال إن من المتوقع أن يشحذ إيرما قواه فوق المياه الدافئة مع تحركه صوب فلوريدا، وبذلك عاد إلى الفئة الرابعة مع دخوله إلى فلوريدا.

ومن المتوقع أن يتسبب إيرما في هطول ما يصل إلى 50 سنتيمتراً من الأمطار على فلوريدا وجنوب شرق جورجيا حتى الاثنين أي أقل من كمية المطر التي تسبب فيها الإعصار هارفي في تكساس ولويزيانا قبل أسبوعين، والذي أودى بحياة 60 شخصاً على الأقل، وألحق أضراراً في الممتلكات تقدر بنحو 180 مليار دولار.



وكانت المشاهد على طول ساحل شمال وسط كوبا، تشبه الأهوال التي خلفها إيرما الأسبوع الماضي على جزر أخرى في منطقة الكاريبي مع اجتياحه لمنطقة سييجو دي أفيلا. وقالت وسائل إعلام كوبية، إن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها إعصار من الفئة الخامسة إلى اليابسة في كوبا منذ 1932، وأمرت الحكومة في الجزيرة بإجلاء أكثر من مليون شخص في مسار الإعصار.



(وكالات، العربي الجديد)



المساهمون