حوار الأديان في الدوحة يناقش الأمن والسلم الروحي

حوار الأديان في الدوحة يناقش الأمن والسلم الروحي

16 فبراير 2016
من جلسات المؤتمر (العربي الجديد)
+ الخط -


شارك ممثلون عن الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية من 70 دولة في مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان الذي يعقد في العاصمة القطرية على مدار يومين، وتحدثوا عن تجاربهم في محاربة الفكر المتطرف، وعلاج آثاره والتعافي منه.

ويسعى المؤتمر الذي يحضره نحو 500 مشترك من داخل وخارج قطر، ويبحث في "الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينية" إلى مواجهة "التطرف والغلو، وازدراء الأديان، وتغليب لغة الحوار والأمن الروحي للتصدي للانحرافات الضالة والمعتقدات الفاسدة والتأويلات المغرضة والتفسيرات الخاطئة التي تثير الفتن الدينية، والتعصب العرقي والاضطهاد والظلم وكل ما يؤدي إلى تمزق النسيج الروحي للمجتمع".

وأوضح الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: "إن علماء دين ومشرعين وأكاديميين من 70 دولة يشاركون في المؤتمر، بالإضافة إلى ممثلين عن الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية) للحديث عن الأبعاد التاريخية والفلسفية والدينية لقضية الأمن الروحي والفكري".

اقرأ أيضاً: عن الحوار والأديان والأنبياء

ولفت إلى اختيار مصطلح "الأمن الفكري" بديلاً من " محاربة الإرهاب" عنواناً للمؤتمر على اعتبار أن "مصطلح الأمن الفكري هو المرادف الإيجابي للإرهاب، ومن هذا المنطلق يسعى المؤتمر للبحث عن تحقيق الأمن والسلام، وبناء الإنسان فكرياً وأمنياً ليكون منتجاً ومنسجماً مع واقعه، بخاصة أن مؤتمر الدوحة يكرس أهمية المنظور الديني في حماية وصون عقل وفكر الإنسان من التيارات والتنظيمات المتطرفة".

ودعا النعيمي إلى الوقوف وقفة رجل واحد بوجه ما يهدد الأمن الروحي والفكري، مؤكداً: "ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا"، مشيراً إلى "أن تنامي ظاهرة ازدراء المقدسات والمعتقدات والثقافات الأخرى، تبعث على القلق، وتعترض طريق التعايش والاستقرار بين الأديان، وهي شكل من أشكال العنصرية والعصبية، والجهل بالآخر وبحضارته".

وشدد على أهمية التصدي لخطاب الكراهية والتشدد والغلو بكل أشكاله ومصادره، عبر تغليب لغة الحوار والتسامح والإقناع على لغة العنف والكراهية والتعصب.

وكان وزير العدل القطري حسن المهندي، قد أكد في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر أن "دولة قطر ماضية قدماً في ترسيخ قيم وثقافة الحوار بين جميع الأفراد والثقافات، والذي يعد حجر الزاوية في تحقيق الأمن والسلم العالمي".

اقرأ أيضاً: الإيسيسكو تناقش مستقبل التربية على حوار الأديان والثقافات


جوائز حوار الأديان 2016

كرّم مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان الفائزين بالجوائز الدولية لعام 2016، تقديراً لجهودهم وإسهاماتهم المميزة في نشر السلام والمحبة، وتفعيل مبدأ الحوار بين الأديان السماوية. وقسمت الجوائز إلى فئتي المؤسسات والأفراد.

ومن المؤسسات الفائزة، مؤسسة PONTANIMA في سراييفو يرأسها الراهب ايفو ماركوفيتش، ومؤسسة "إيمان" في شيكاغو، في أميركا ومديرها التنفيذي رامي النشاشيبي، ومعهد الحوار، وهو منظمة غير حكومية مقرها في جامعة تمبل في فيلادلفيا، يرأسها ليونارد سويدلر.

أما عن فئة الأفراد، ففاز بيتريت سليمي، سياسي ونائب وزير الشؤون الخارجية في جمهورية كوسوفو، وله نشاط دبلوماسي رائد وجهود مميزة في مجال حوار الأديان. والقس رود باور سكوت، من الكنيسة الأنغليكانية في أستراليا.

يذكر أن جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان، تأسست عام 2103، وهي جائزة سنوية يمنحها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لأفضل تجربة أو مشروع تم تنفيذه في مجال حوار الأديان، وتبلغ قيمة الجائزة 100 ألف دولار أميركي.

اقرأ أيضاً: بابا الفاتيكان يدعو لتعزيز الحوار مع المسلمين

المساهمون