كينيا: السمك مقابل الجنس

كينيا: السمك مقابل الجنس

17 فبراير 2014
+ الخط -

في كينيا، وعلى امتداد بحيرة فكتوريا، تنتشر تجارة من نوع خاص، ومعترف بها من الحكومة، اذ يلجأ صيادو السمك الى استغلال الفقر والعوز لدى العديد من النساء ومقايضة بضاعتهم بممارسة الدعارة معهن مقابل تأمين الأسماك الطازجة لهن. وفي دردشة مع صحافي بي بي سي، الذي نشر الخبر، تقول إحدى المتسوقات إنها قد تلجأ إلى ممارسة الجنس مع ثلاثة أشخاص في الأسبوع لإطعام صغارها الخمسة، وتدفع نصف السعر الذي قد يكون أقل من أربعة دولارات، والنصف الآخر تعوضه بجسدها. لكن أخريات يرين في هذه التجارة كثيراً من الاستغلال لجهل وفقر المرأة، وقررت إحدى النساء الكينيات، بمساعدة جمعيات خيرية أجنبية، تحدي هذه الممارسة التي وصفتها بالقاتلة. وقالت: "قد أموت قبل أن أضطر إلى بيع جسدي مقابل قليل من السمك الطازج، لذا قررت العمل على قارب صغير رفقة صيادين آخرين، وأنا من يدفع أجورهم نقدا". وينضم إليها في رفض هذه العادة، التي تعود إلى مئات السنين في افريقيا، متطوّعو فيلق السلام من أجل وضع حد لممارسة الجنس مقابل الحصول على السمك، التي يقولون عنها: انها تكرس انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب،الإيدز، بين المجتمعات الأهلية على امتداد بحيرة فيكتوريا.

وقرر ثلاثة متطوعين، وهم دومينيك مكلو من شارلوت في ولاية فيرمونت، ومايكل غايلهوف من بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا، وسامنثا سلايتر من غولدن في ولاية كولورادو، مساعدة النساء المحليات على تحقيق الاستقلال المالي، من خلال العمل مع شركات كينية وشركاء من الحكومة الفدرالية الأمريكية، وتمكن هؤلاء المتطوعون الثلاثة من شراء زوارق للنساء المنخرطات في تجارة الأسماك ودعم تطوير أعمالهن في صيد السمك.

وبدأ مكلو وغايلهوف المشروع عام 2011 من خلال إنشاء مجموعة "لا جنس مقابل السمك" التي ضمت 10 نساء محليات، اشترين ستة زوارق صيد، فيما ساعدت سلايتر النساء في الحصول على قروض لشراء معدات جديدة للصيد، وعلمتهن كيفية الاحتفاظ بسجلات مالية. كما ساعدتهن أيضًا على إطلاق ثلاثة زوارق جديدة من أرصفة أحد الموانئ التجارية الأكثر نشاطًا على امتداد شواطئ بحيرة فيكتوريا.

وقالت سلايتر: "لقد رحّب المجتمع الأهلي بهذا المشروع كثيرًا. وكان مفوّض المنطقة وضابط المنطقة مناصرين ومؤيدين للمشروع." هذا ولقد أثارت هذه المجموعة اهتمامًا كبيرًا لدى مجتمع التنمية في البلاد، ويأمل المتطوعون أن تمتد المبادرة إلى الشواطئ الأخرى على امتداد بحيرة فيكتوريا.

ويشير تقرير بي بي سي الى وجود حوالي 100 متطوع في كينيا حاليا يعملون في مجالات التعليم، والصحة، وتنمية المجتمع الأهلي اقتصاديا.

المساهمون