سخط شعبي لغياب البحرية المصرية عن إنقاذ مفقودين بسيناء​

سخط شعبي لغياب البحرية المصرية عن عملية إنقاذ 3 مفقودين في سيناء​

08 يناير 2019
مناشدات الأهالي للبحث عنهم (تويتر)
+ الخط -

بدأ أهالي الشبان الثلاثة المفقودين في بحيرة البردويل قبالة مدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء في مصر، يفقدون الأمل في الوصول إلى أبنائهم الصيادين، بعد مرور أكثر من 72 ساعة على فقدانهم، وعدم تحرك قوات البحرية التابعة للجيش المصري للمساعدة في البحث عنهم، برغم المناشدات التي لم تتوقف، ولم يفد انتشار قضية فقدانهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في تحريك الجهات الحكومية للمشاركة في عمليات البحث.

وقال أحد مسؤولي جمعية للصيد في بحيرة البردويل، لـ"العربي الجديد"، إن قارب صيد على متنه ثلاثة صيادين من سكان قرية نجيلة في مركز بئر العبد، وهم يوسف عيد أبو مقيبل وإسلام سالمان حسن وإبراهيم عيد بكار، فُقد أثره، يوم الأحد الماضي، بسبب الأحوال الجوية التي مرت بها المنطقة، خصوصا اشتداد سرعة الرياح، بالتزامن مع عطل أصاب محرك المركب، ما أدى إلى بقائه في البحر خلال المنخفض الجوي، فيما فشلت كل محاولات البحث من قبل الصيادين داخل مناطق البحيرة ومحيطها في الوصول إليهم، خلال الأيام الماضية، ما يستدعي تدخلا عاجلا من قبل قوات البحرية المصرية باستخدام اللنشات الكبيرة والطائرات المروحية في عمليات البحث والمسح الجوي للمنطقة المحيطة.

وأضاف أنه جرى التواصل، منذ اللحظة الأولى للحادثة، مع كل الجهات الحكومية في سيناء، بما فيها قوات البحرية ومحافظة شمال سيناء ونواب سيناء في مجلس الشعب، بهدف التحرك لإنقاذ الصيادين الثلاثة قبل فوات الأوان، إلا أنه لم نر أي اجتهاد من الجهات سابقة الذكر، مما دفع الصيادين إلى الاعتماد على أنفسهم في البحث عن زملائهم داخل حدود البحيرة ومحيطها، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، في ظل عدم امتلاكهم الإمكانيات اللازمة في البحث عن المفقودين والمراكب الغارقة، وهي التي تتوفر لدى قوات البحرية المصرية بشكل كبير، وبإمكانهم العثور على مكانهم في غضون ساعات، إلا أن مرور الوقت ليس في صالح المفقودين، والذين قد يسحبهم الموج إلى مناطق بعيدة.

والقوات البحرية المصرية هي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهي المسؤولة عن حماية أكثر من 2000 كم من الشريط الساحلي المصري للبحرين الأبيض والأحمر، وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس وجميع الموانئ المصرية البالغ عددها 21 ميناء، بالإضافة إلى 98 هدفاً بحرياً، بخلاف الأهداف الساحلية على البحر. فيما تعتبر القوات البحرية أقوى سلاح بحري في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتحتل المرتبة السابعة عالمياً من حيث عدد السفن، وتعد من أكبر وأعرق الأسلحة البحرية في العالم. إلا أن القوات البحرية تفتقر لذراع الجو الخاص بها، وتعتمد على القوات الجوية في عمليات الاستطلاع البحري والحماية ضد الغواصات وتأمين حمايتها الجوية وطرق الإمداد والتموين والنقل الجوي والقيام بمهام الإنقاذ البحري.

وأحدث غياب قوات البحرية المصرية والجهات الحكومية في سيناء عن عملية الإنقاذ وتجاهل مناشدات المواطنين وأهالي المفقودين، حالة من السخط الشعبي في سيناء، واعتبار ما يجري استهتارا بحياة المواطنين، وهذا ما ظهر جليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في سيناء التي تفاعلت بشكل غير مسبوق مع الحادثة، إلا أن ذلك لم يغير شيئا في موقف الجهات الحكومية من الحادثة، بعد مرور أكثر من 72 ساعة على فقدان الصيادين، فيما طالبوا بضرورة تدارك الأمر والبحث عن الصيادين، مهما كانت النتائج، بدلا من ترك عائلاتهم بلا دعم وإسناد معنوي من خلال الاهتمام بقضيتهم.

وقال شقيق المفقود يوسف أبو مقيبل لـ"العربي الجديد"، إنهم وجّهوا مناشدات متكررة عبر الاتصالات والرسائل للجهات الحكومية، على مدار الأيام الماضية، فيما لم يتلقوا أي رد إيجابي يفيد بالتحرك الفعلي في سبيل البحث عن أبنائهم، فيما اقتصرت الردود إن وجدت على الوعود بالتحرك، خلال الساعات المقبلة، إلا أن ذلك لم يحدث فعليا، مشيرا إلى وقفة الصيادين وأهالي المناطق المجاورة لبحيرة البردويل مع أهالي المفقودين في محنتهم، من خلال البحث عبر مراكبهم، والانتظار على شاطئ البحر، ومحاولات التواصل مع الجهات الحكومية والعسكرية خارج سيناء، بهدف التحرك، إلا أن ذلك لا يكفي لإنقاذ حياة الصيادين الثلاثة.

وأضاف أبو مقيبل أنهم بدأوا يفقدون الأمل في الوصول إلى أبنائهم المفقودين مع مرور الوقت، في ظل عدم وجود تحرك فاعل من الجهات المختصة في القوات المسلحة المصرية، إلا أنهم ما زالوا ينتظرون معرفة مصير أبنائهم على الأقل، بدلا من حالة الحيرة والقلق التي تنتاب كل أفراد العائلات التي ينتمي إليها المفقودون، وكذلك كل صيادي سيناء الذين يتابعون القضية عن كثب، وقوفا مع زملائهم وعائلاتهم، فيما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتحرك المجتمعي والشعبي للضغط على الجهات الحكومية بهدف إنقاذ المفقودين في أقرب وقت ممكن، مع علمهم المسبق بعدم استجابة القوات العسكرية لمناشدات المواطنين في محافظة شمال سيناء مهما كانت خطورتها.



وبحيرة البردويل ثاني أكبر بحيرات مصر بعد بحيرة المنزلة (تقع على ضفافها أربع محافظات هي الدقهلية وبورسعيد ودمياط والشرقية) وقبل بحيرة البرلس (في محافظة كفر الشيخ)‏، من أهم مصادر الثروة السمكية في سيناء ومصر عموماً. وبحسب بيانات غير رسمية، يتخطّى متوسّط إنتاج الأسماك فيها 2240 ‏طناً، معظمه من الأسماك ذات القيمة الاقتصادية العالية، من قبيل أسماك الشعاب المرجانية وفصيلة البوريات.


وعلى مدار الساعات الماضية، حاول "العربي الجديد" الحصول على رد حول القضية المثارة في سيناء من إدارة المحافظة، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، بعد أن تهرّب مسؤولوها من التصريح للإعلام، فيما لم تصدر محافظة شمال سيناء أي تصريح بخصوص الحادثة عبر منصاتها الإلكترونية، خلال الساعات الماضية.