أسد الله خان يحنّ إلى فاكهة بلاده

أسد الله خان يحنّ إلى فاكهة بلاده

02 يوليو 2015
بقيت له الأحلام (العربي الجديد)
+ الخط -
عاشَ اللاجئ الأفغاني، أسد الله خان، سنوات عدة في مخيمات اللاجئين في باكستان، وكان قد سكن أخيراً في مخيّم على مقربة من العاصمة إسلام آباد. لكن بعد قرار الحكومة القضاء على المخيم ومعظم الأحياء غير الشرعية، العام الماضي، اضطر وأسرته إلى الانتقال إلى إحدى ضواحي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة، الأمر الذي أثر سلباً على أسرته وعمله.

هاجر خان (36 عاماً) من مديرية إمام صاحب (في إقليم قندز شمال أفغانستان) قبل ثمانية وعشرين عاماً. وفي باكستان، عاش مع والده في مخيم كشه كري قرب مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبربختونخوا، وذهب إلى مدرسة للاجئين قرب المخيم.

وبسبب الظروف المعيشية الصعبة، لم يتمكن من مواصلة الدراسة، واضطر إلى تركها بعد الصف السابع. تعلّم حرفة النجارة في أحد المخيمات الواقعة قرب إسلام آباد. وبسبب قسوة الظروف وزواجه المبكر، لم يتمكن من تعلم الحرفة تماماً، وبدأ يعمل في مختلف الأسواق مع والده وأشقائه.

حثّ الوالد عبدالظاهر ابنه على تعلم حرفة النجارة مجدداً حتى يستقر في عمله. وبعدما أتقنها، فتح دكاناً صغيراً قرب منزله الواقع في المخيم في ضواحي العاصمة، ليتحسن وضعه المعيشي، حتى إنه بات قادراً على دفع الرسوم المدرسية لاثنين من أولاده، هما حسن (15 عاماً) وعبدالله (13 عاماً).

وجاءَ قرار الحكومة الذي دمّر أجزاء كبيرة من مخيم اللاجئين الأفغان، فانتقلت الأسرة إلى بيت استأجرته في ضواحي مدينة راولبندي، حيث لا مياه ولا كهرباء. الأسوأ أن خان خسر المحل الذي كان قد افتتحه قرب منزله، بعدما عمل فيه سنوات عدة، واستقر حاله.

بعد تركه المخيم، عمل في سوق راجه بازار في راولبندي، قبل أن يفتتح دكاناً آخر قرب الحي الطيني الواقع بين إسلام آباد وراولبندي، واضطر إلى أن يرسل ابنيه حسن وعبدالله إلى سوق راجه بازار للعمل في نقل البضائع.

كغيره من الآباء، يحلم خان بتعليم أولاده. لكن الظروف المعيشية بالكاد تسمح له بتوفير الاحتياجات الأولية لأسرته. ويشكو سوء تعامل الشرطة الباكستانية مع الأفغان، على الرغم من أننا "نملك بطاقات الهوية واللجوء. مع ذلك، إذا لم نعطهم المال، نؤخذ إلى مراكز الأمن". يحلم بأن يستقر الوضع في أفغانستان كي يعود وأسرته إلى مسقط رأسه في مدينة إمام صاحب المشهورة بفاكهتها. يقول: "أتمنى أن تستقر الأوضاع كي نرجع إلى بلادنا. هناك، نملك منزلاً وحقولاً زراعية، لكننا نفتقد فقط الاستقرار والأمن. إذا ما استقر الوضع، سنترك باكستان نهائياً".

إقرأ أيضاً: نُريد إطعام أولادنا فقط

المساهمون