رأفة القواسمي... المقدسية التي ناولت مجنّدة إسرائيلية "أم القتلات"

رأفة القواسمي... المقدسية التي ناولت مجنّدة إسرائيلية "أم القتلات"

15 ديسمبر 2017
باب العامود (Getty)
+ الخط -
باتت المقدسية رأفة القواسمي، من سكان بلدة العيسوية، أشهر من نار على علم، واحتلت حيزا في قلوب المقدسيين، وفي قلوب كل الفلسطينيين بعد موقفها البطولي مساء أمس، الخميس، عند باب العامود، والذي اعتبره كثيرون وسيلة جديدة للنضال والمقاومة الممهورة بختم نساء القدس.

كانت الأم المقدسية التي تناهز الأربعين، حاضرة عندما تقدمت مجندة من قوات الاحتلال لاعتقال فتاة مقدسية صغيرة كانت تهتف باسم القدس، لم تفلح المجندة في النيل من الفتاة التي قاومت ما وسعها أن تقاوم، قبل أن تتدخل "رأفة" وتشتبك مع المجندة الإسرائيلية المدججة بالسلاح، بينما السيدة الفلسطينية عزلاء إلا من قوة إيمانها.
تبادلت رأفة مع المجندة شدّ الشعر، ثم تمكنت من طرحها أرضا وتمريغها بالتراب. قبل أن يقتحم المكان جنود الاحتلال لينقذوا زميلتهم ويعتقلوا "رأفة" ونجلها ويقتادوهما بعنف ووحشية إلى دورية عسكرية، ومنها إلى مركز توقيف في القدس الغربية.

كان مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، شاهدا على ما جرى. كان ينتقل من مكان إلى آخر في ساحة الشهداء في باب العامود، ليخلّص ما استطاع من الفتية من أيدي جنود الاحتلال أو يعيق اعتقالهم. رغم أنه لم يسلم من الضرب والاحتجاز منذ أن هبّ المقدسيون دفاعا عن القدس عاصمتهم الأبدية.

روى قوس، لـ"العربي الجديد"، الواقعة، مؤكدا أن المجندة استفزت جموع النساء والمحتجين حين أصرّت على اعتقال فتاة صغيرة دون مبرر، وجريرتها أنها كانت تهتف للقدس، ثم حدث الاشتباك مع النساء، وكان لا يمكن للمقدسيات أن يسلمن بتغوّل المجندة، والذي سبقه اعتداء وحشي دون رحمة على الفتيان والشبان، وحتى على الطواقم الصحافية وفرق الإسعاف.

اعتقلت "رأفة" ونقلت للتحقيق معها، وتقرر تمديد اعتقالها مع نجلها إلى غد السبت، لعرضها أمام قاض، حيث التهمة جاهزة ضدها، وهي "الاعتداء على شرطية في ظروف خطيرة".


مقطع الفيديو التي عرض عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، انتشر كالنار في الهشيم، وبدأ النشطاء المقدسيون والفلسطينيون يتداولونه ويعلّقون عليه بفخر، وهم يشيرون إلى المجندة الشقراء التي أطلقوا عليها لقب "أم القتلات"، في إشارة إلى ما تعرضت له من ضرب على أيدي المقدسية "رأفة"، والتي وصفها كثيرون بـ"المعّاطة" أو "الماعطة"، وهي لفظة دارجة تعني ممزقة الشعر.

ودشن نشطاء وسوماً عدة للاحتفاء بالسيدة المقدسية، بينها #يحيي_أصلك_يا_امرأة. #أخت_الرجال و#مقدسية_تطيح_بمجندة_أرضا.







دلالات

المساهمون