"رايتس ووتش": مليشيات عراقية تجند أطفالاً للقتال في الموصل

"رايتس ووتش": مليشيات عراقية تجند أطفالاً للقتال في الموصل

21 نوفمبر 2016
دعوات لعدم إشراك الأطفال في المعارك(صفين حامد/ فرانس برس)
+ الخط -


كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن مليشيات عراقية تجند الأطفال النازحين في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وطالبت بتدخل الولايات المتحدة لمنع وجود الأطفال ضمن القوات التي تدعمها. كما أكد تقرير المنظمة اعتقال المليشيات نحو 50 عراقيا قرب الموصل.

وذكرت المنظمة أن فصائل مسلحة تابعة لمليشيات عراقية جندت أطفالا نازحين تقل أعمارهم عن 18 عاما، في مخيم ديبكة للنازحين (شمالي العراق). ونقلت في تقرير صدر أمس الأحد، عن بعض الصبية المجندين قولهم إنهم قبلوا الانخراط ضمن صفوف المليشيات رغبة منهم في مغادرة مخيم النازحين، والحصول على المال.

واتهمت المنظمة مليشيا "السبعاوي" باعتقال أكثر من 50 عراقيا واحتجازهم في منزل مهجور في قرية دويزات (48 كلم جنوب شرقي الموصل)، في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، موضحة أن بعض المعتقلين تعرضوا للضرب، في حين نقل آخرون إلى مكان مجهول، ولم يعرف مصيرهم لغاية الآن.

وأضاف تقرير المنظمة الدولية أنه "في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2016 اعتقلت المليشيا ذاتها 20 شخصاً من سكان قرية تل الشعير المجاورة، بعد انسحاب داعش منها، ونقلوهم إلى قرية أخرى وضربوهم، وفقا لرواية شقيقين كانا ضمن المعتقلين. وقالا إن قوات الأمن العراقية أنقذت المعتقلين، وحرصت على عدم ضرب المليشيات لهم، وإطلاق سراح بعضهم، دون اتخاذ إجراءات ضد الجماعة التي اعتقلتهم وضربتهم".

ودعت المنظمة قوات الأمن العراقية والجماعات المسلحة للالتزام بالقانون الدولي، واحترام الحظر المطلق للتعذيب والمعاملة السيئة، وتسريح أي مقاتل تحت سن 18 عاما.

وأشار التقرير إلى أن التعذيب والمعاملة السيئة تعتبران من المحظورات الأساسية في القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا يمكن لأية ظروف استثنائية تبرير التعذيب، مؤكدا أن العراق طرف في المعاهدات الدولية التي تحظر التعذيب. ودعت المنظمة إلى التحقيق مع المسؤولين عنه ومحاكمتهم.







من جهتها، أكدت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، لمى فقيه، أن المدنيين الموجودين في المناطق التي سيطرت عليها المليشيات في الموصل، لم يحصلوا على الحماية من الانتهاكات، مطالبة باحترام أكبر لحقوق الإنسان.

وطالبت الولايات المتحدة بـ"الضغط على الحكومة العراقية، لضمان عدم وجود مقاتلين تحت سن 18 ضمن صفوف القوات التي تدعمها"، مؤكدة أنه لا يمكن خوض معركة الموصل في ظل وجود أطفال بالخطوط الأمامية.

بدوره، رفض عضو مجلس وجهاء نينوى علي الحمداني، اليوم الاثنين، الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات في المناطق التي تحررت في الموصل، موضحا لـ "العربي الجديد"، أن الصمت عن هذه الانتهاكات يفاقم المشكلة بعد دخول القوات العراقية إلى مدينة الموصل.

وأضاف: "ما أعلن عنه تقرير هيومن رايتس ووتش لا يمثل إلا الجزء القليل من الانتهاكات التي حصلت على يد مليشيات الحشد الشعبي"، مشيرا إلى وجود مليشيات تمارس جرائمها وهي ترتدي زي القوات العراقية.

وحذر نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، في وقت سابق، من حدوث اقتتال وتصفية حسابات بعد معركة الموصل، داعيا الجميع إلى التعاون للحيلولة دون ظهور نسخة جديدة من "داعش".