267 قتيلاً بينهم ثمانية أجانب في زلزال إيطاليا

267 قتيلاً بينهم ثمانية أجانب في زلزال إيطاليا

26 اغسطس 2016
دمار واسع نتج عن الزلزال (GETTY)
+ الخط -

تتواصل عمليات البحث في محاولة للعثور على ناجين بعد الزلزال الذي أدى إلى سقوط 267 قتيلا و387 جريحا، حسب حصيلة جديدة للدفاع المدني، في عدد من قرى وسط إيطاليا، إذ سجلت ليل الخميس الجمعة أكثر من أربعين هزة ارتدادية.

ولم يشر رئيس إدارة الحالات الطارئة للدفاع المدني، إيماكولاتا بوستيليوني، إلى وجود ناجين، وبعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال الذي وقع في هذه المنطقة الجبلية غير المكتظة بالسكان نسبيا والتي دمرت فيها ثلاث قرى جزئيا، ما زال الغموض يلف عدد المفقودين، فسكان قرى الوسط السياحية يرتفع عددهم ثلاث أو أربع مرات في الصيف، ويصعب معرفة عدد الذين كانوا موجودين عند وقوع الزلزال.

وقال الدفاع المدني إنه تم إنقاذ 2015 شخصاً منذ الأربعاء عند وقوع الزلزال، بدون أن يذكر أي تفاصيل عن ظروف هذه العمليات. وبين القتلى ثمانية أجانب هم ثلاثة بريطانيين ورومانيان وإسبانية وكندي وسلفادورية.

ودعا رئيس بلدية أركواتا ديل ترونتو، إلياندرو بيتروتشي، كل الناجين الذين غادروا هذه القرية وهي واحدة من الأكثر تضررا، إلى تسهيل احتساب عدد المفقودين المحتملين.

ويتساءل الإيطاليون عن سبب ارتفاع حصيلة الضحايا، ففي 2009 ضرب زلزال منطقة أكويلا غير البعيدة عن المنطقة التي شهدت الهزة الأربعاء، وأسفر عن سقوط أكثر من 300 قتيل. لكن أكويلا مدينة تضم عشرات الآلاف من السكان.

وصدم الإيطاليون خصوصا بوضع مدرسة أماتريتشي التي تم تجديدها في 2012 لتكييفها مع معايير البناء المضاد للزلازل وتحولت إلى كومة أنقاض الأربعاء. وفتح مدعي رييتي، المدينة القريبة من مكان الزلزال، تحقيقا لكشف أي عمليات اختلاس قد تكون حدثت في أماتريتشي والقرى الأخرى.

وبعد أن أكد أنه يدرك أهمية هذه التساؤلات، أعلن رئيس الحكومة الإيطالية، ماتيو رينزي، مساء الخميس، إطلاق خطة "البيت الإيطالي" التي تهدف إلى جعل الوقاية محور عمل الحكومة في هذا المجال.

وقال رينزي للصحافيين بعد اجتماع للحكومة، إن "إيطاليا يجب أن تكون لديها رؤية لا تقتصر فقط على ادارة الأوضاع الطارئة"، وأشار إلى أنه في مجال الوقاية من الزلازل، لا تبدو المهمة سهلة لإيطاليا التي تملك أكبر عدد من المباني الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).

وأضاف أنه لا يمكن "محو" كل المراكز التاريخية في شبه الجزيرة الإيطالية، لكنه اعترف بأن الوسائل التقنية الحديثة يمكن أن تحسن الحماية.

وأدى زلزال الأربعاء إلى تضرر أو تدمير 293 مبنى لها قيمة ثقافية، كما قال وزير الثقافة الإيطالي، داريو فرنشيسكيني.

وأعلنت الحكومة مساء الخميس، حالة الطوارئ في المناطق المتضررة، وأفرجت عن دفعة أولى من الأموال تبلغ 50 مليون يورو.

وأكد رينزي من جديد أن الأولوية هي تأمين "مكان للنوم" للذين خسروا كل شيء في هذه الكارثة التي تعد من الأخطر في إيطاليا في السنوات الأخيرة.

وبعد ظهر الخميس، سجلت هزة ارتدادية أقوى من الهزات التي سبقتها، مما أثار موجة هلع وأدى إلى انهيار مبان دمرت في الزلزال الأول.

من جهته، قال المركز الوطني للزلازل، إن أكثر من أربعين هزة ارتدادية سجلت ليلا، تتجاوز قوة بعضها ثلاث درجات- أقواها 3.8 درجات- حوالى منتصف الليل.

وعلى الرغم من هذه الهزات الارتدادية التي لم يعد معظمها يثير خوفا، يحاول عدد من السكان انتشال بعض ممتلكاتهم، وقال لويجي دانجيلو، المسؤول المحلي عن فرق الدفاع المدني، إن "الأولوية الآن هي لتأمين مسكن للأشخاص الذين باتوا بلا مأوى". وأضاف "حاليا نقيم قرى من الخيام في كل البلدات المتضررة".

وبالفعل حول المواقع المتضررة، أقامت فرق الانقاذ قرى من الخيام يتم تدفئتها ليلا، لإيواء السكان المنكوبين. لكن الكثير من هذه الخيام بقيت فارغة ولجأ السكان إلى بيوت أصدقاء أو أقرباء أو فضلوا أن يمضوا الليل في سياراتهم.

وواصل آلاف المتطوعين والمحترفين عمليات البحث عن ناجين ليلا. وقال دانجيلو "ما زلنا نأمل في العثور على ناجين ونعمل لهذا الهدف". وذكر مسؤول في فرق الاطفاء أن آخر ناج بعد زلزال أكويلا تم انتشاله بعد 72 ساعة.

المساهمون