الغشاشون في الامتحانات يدّعون الذكاء لاحقاً

الغشاشون في الامتحانات يدّعون الذكاء لاحقاً

11 مارس 2015
للغش أساليب كثيرة (Getty)
+ الخط -
يشتهر بعض الطلاب بين رفاقهم بالغش. ويعتمدون وسائل عديدة في سبيل تأمين نجاحهم في الامتحانات، من النظر إلى أوراق الزملاء وإدخال المواد المصغرة، وصولاً إلى استخدام الهواتف المحمولة وغيرها من التكنولوجيات الحديثة. كما أنّ غيرهم يعتمدون الغش أيضاً من دون أن يظهروا ذلك أو يجاهروا به. ومع ذلك فإنّ هؤلاء الغشاشين ومع نجاحهم ينكرون، بلا وعي منهم، غشهم، ويعزون السبب في نجاحهم إلى تفوقهم الدراسي الذي لا تشوبه شائبة. بل يذهبون أبعد من ذلك، في أنّ العلامة التي نالوها كانوا يستحقون ما هو أعلى منها تبعاً لجهودهم التي بذلوها، بحسب دراسة نفسية أخيرة.

ويعرض موقع "بغ ثينك" العلمي المتخصص رأي أستاذ علم النفس في جامعة شيفيلد البريطانية توم ستافورد، في الدراسة التي قادها كلّ من زوي تشانس من جامع ييل ودان آريلي من جامعة ديوك، ونشرت في نشرة "الأكاديمية الوطنية للعلوم".

وقام الباحثان بقياس "خداع الذات" لدى الغشاشين، من خلال إعطاء كلّ المشتركين اختباراً في المعلومات العامة. وفي بعض المسابقات التي وصلت إلى المشتركين كانت الإجابات مكتوبة "عرضياً" أسفل الورقة.

وبطبيعة الحال، سجل من وصلتهم الإجابات علامات أعلى من غيرهم. لذلك عمد الباحثان، من أجل اختبار مدى اعترافهم بالغش من عدمه، إلى الطلب منهم توقع نتائجهم في اختبارات مستقبلية.

وبشكل مفاجئ، لم يعترف أفراد مجموعة الغشاشين بأنّ إنجازهم تحقق بطرق غير مشروعة. بل زايدوا وأكدوا أنّهم سيحققون علامات أعلى من التي حققها الآخرون في المرة المقبلة.

وقالت الدراسة عن ذلك: "وجدنا أنّ أولئك الذين انتهزوا الفرص من أجل الغش في الامتحانات هم أكثر قابلية لخداع الذات. فهؤلاء يستنتجون أنّ أداءهم المرتفع، ولو عبر الغش، هو دليل مؤكد على ذكائهم. وهذه الخاصية القصيرة الأمد من خداع الذات، يمكن أن يكون لها مساوئ ذات مدى طويل جداً".

من جهته، يشير ستافورد إلى أنّ هذا النوع من خداع الذات المترافق مع الانحياز الشخصي المطلق، يؤدي إلى تضييع جهود الوصول إلى إدراك حقيقتنا. فبدلاً من محاولة الاحتفاظ به، فإنّ المقاربة الأكثر ذكاء هي في الحذر منه.

ومثل هذا الحذر منه، يجعلنا أقرب إلى حقيقة أنفسنا ووجودنا، بحسب الموسيقي السابق بيتر باومان، مؤسس مركز الأبحاث المعروف باسمه في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة. ويقول باومان إنّ الواحد منّا "يجب أن يفهم أنّ خداع الذات والانحياز الشخصي يشوّشان على تفكيرنا الجليّ، ويمنعان عنا القدرة على مواجهة الصعوبات المختلفة للحياة".

المساهمون