عائلة جميلة
تحضر منتجات بلدية (رسم فؤاد هاشم)
دائم الانشغال بين رفوفه المليئة بأوراق النباتات الجافة والبهارات المتنوعة. من خلف نظارته المتكئة على أنفه، يبحث بشغف عن وصفة طبيعية لعلاج حالة عرضها أحد الزبائن قبل دخولي إلى دكانه الموجود على زاوية شارع داخلي، في منطقة بربور المتفرعة من كورنيش المزرعة في بيروت.
اعتدت أن أزوره عند مروري في المنطقة، من أجل شرب فنجان من القهوة، أو إذا كنت بحاجة إلى وصفة منه، أو خلطة "بلدية" للطبخ من زوجته، التي تجلس خلف مكتب خشبي، تحمل هاتفها الخلوي، تتنقل بين صور أحفادها على فيسبوك، أو تبحث في أشياء لها علاقة بعملها.
في محلهما المتواضع يتشارك بشير وانتصار عملهما وحياتهما، وقهوتهما الجاهزة دائماً لكل من يزورهما. هناك دائماً ما يشغلهما، حتى لو لم يكن هناك زبائن في المحل. لبشير اهتمامات متعددة، منها النجارة، فهو من نفّذ ديكور محله وبعض الأثاث في منزله، ولا يتأخر إذا طلب منه أحد أن يصمم وينفذ له شيئاً. وذلك، بالإضافة إلى هواية الرسم، التي هجرها لأكثر من عقدين من الزمن، وعاد إليها كطفل أضاع لعبته ووجدها قبل أن تمحوها الذاكرة. في كل مرة نلتقي، يكون الرسم وتقنياته محور كلامنا، أو نتحدث عن بعض العلاجات الشعبية، ونقارنها مع الطب الحديث.
انتصار، هي المسؤولة عن تحضير المنتجات البلدية من مقطرات (ماء الورد والزهر، الزعتر، النعناع البري...) والمخللات. ترتّب المواد المختلفة على الرفوف من حبوب وتوابل، بالإضافة لبحثها الدائم على الإنترنت عن أشياء يمكن الاستفادة منها في المحل، وفي بعض الأوقات تكون خارج المحل للتسوّق أو لمتابعة أمور المنزل.
في الشارع نفسه الذي يقع فيه محلّهما الكثير من المحلات الأخرى التي تبيع المنتجات نفسها، لكن هذه ليست مشكلة فلديهما إصرار على العمل، والإنتاج والاكتشاف. القسم الأكبر من المواد الموجودة في محلهما من إنتاجهما الشخصي، فهما من أبناء القرى، ولديهما مخزون واسع من المعلومات المرتبطة بالطب الشعبي، والمنتجات البلدية التي ورثاها من بيئتهما القروية التي أتيا منها، ومع الوقت تطوّرت بالتجارب الناجحة حيناً والفاشلة أحياناً ... والبحث مستمر.
وبعيداً عن عملهما، وعن الروتين اليومي للحياة، لديهما أشياء كثيرة مشتركة، فهما زوجان وصديقان وجدّان يضخّان الطاقة الإيجابية لكل من يتقرّب منهما، ليشعر الشخص أنه قد بات من أفراد هذه العائلة الجميلة.
اقــرأ أيضاً
اعتدت أن أزوره عند مروري في المنطقة، من أجل شرب فنجان من القهوة، أو إذا كنت بحاجة إلى وصفة منه، أو خلطة "بلدية" للطبخ من زوجته، التي تجلس خلف مكتب خشبي، تحمل هاتفها الخلوي، تتنقل بين صور أحفادها على فيسبوك، أو تبحث في أشياء لها علاقة بعملها.
في محلهما المتواضع يتشارك بشير وانتصار عملهما وحياتهما، وقهوتهما الجاهزة دائماً لكل من يزورهما. هناك دائماً ما يشغلهما، حتى لو لم يكن هناك زبائن في المحل. لبشير اهتمامات متعددة، منها النجارة، فهو من نفّذ ديكور محله وبعض الأثاث في منزله، ولا يتأخر إذا طلب منه أحد أن يصمم وينفذ له شيئاً. وذلك، بالإضافة إلى هواية الرسم، التي هجرها لأكثر من عقدين من الزمن، وعاد إليها كطفل أضاع لعبته ووجدها قبل أن تمحوها الذاكرة. في كل مرة نلتقي، يكون الرسم وتقنياته محور كلامنا، أو نتحدث عن بعض العلاجات الشعبية، ونقارنها مع الطب الحديث.
انتصار، هي المسؤولة عن تحضير المنتجات البلدية من مقطرات (ماء الورد والزهر، الزعتر، النعناع البري...) والمخللات. ترتّب المواد المختلفة على الرفوف من حبوب وتوابل، بالإضافة لبحثها الدائم على الإنترنت عن أشياء يمكن الاستفادة منها في المحل، وفي بعض الأوقات تكون خارج المحل للتسوّق أو لمتابعة أمور المنزل.
في الشارع نفسه الذي يقع فيه محلّهما الكثير من المحلات الأخرى التي تبيع المنتجات نفسها، لكن هذه ليست مشكلة فلديهما إصرار على العمل، والإنتاج والاكتشاف. القسم الأكبر من المواد الموجودة في محلهما من إنتاجهما الشخصي، فهما من أبناء القرى، ولديهما مخزون واسع من المعلومات المرتبطة بالطب الشعبي، والمنتجات البلدية التي ورثاها من بيئتهما القروية التي أتيا منها، ومع الوقت تطوّرت بالتجارب الناجحة حيناً والفاشلة أحياناً ... والبحث مستمر.
وبعيداً عن عملهما، وعن الروتين اليومي للحياة، لديهما أشياء كثيرة مشتركة، فهما زوجان وصديقان وجدّان يضخّان الطاقة الإيجابية لكل من يتقرّب منهما، ليشعر الشخص أنه قد بات من أفراد هذه العائلة الجميلة.
