"الثقافة الأجنبية": مجلة بلا ذاكرة

صدور العدد الأول من مجلة "الثقافة الأجنبية" في بغداد

16 مايو 2017
(نصب إنقاذ الثقافة العراقية لــ محمد غني حكمت)
+ الخط -
رغم الاختلاف على بعض مضامين ما كانت تنشره المجلات الثقافية العراقية التي تأسّست بعد منتصف القرن الماضي مثل "ألف باء" و"الأقلام" و"الثقافة الأجنبية"، في ما يتعلّق بتوجّهات كتّابها ومستوى مقالاتهم، إلا أنه يحسب لها أنها كانت تُوزّع بمئات الألوف من النسخ داخل العراق وخارجه نظراً للدعم الحكومي الذي حظيت به.

كما حرصت هذه الدوريات على أن تكون عربية سواء في مواضيعها أو في استكتاب أسماء بارزة في العالم العربي، وحافظت على الانتظام في صدورها حتى خلال أيام الحصار الذي شهدته البلاد (1991 – 2003)، بل تُذكر شهادات لمثقّفين أن العدد الأخير لأكثر من مطبوعة كان معدّاً للتوزيع يوم احتلال الجيش الأميركي بغداد.

تتعدّد وجوه التراجع الذي شهدته هذه المطبوعات التي أعيد إصدارها أو تلك التي تأسّست حديثاً خلال الأعوام الماضية؛ توقّفها لأكثر من مرّة، واقتصارها على كتّاب عراقيين من موظّفي المؤسسة الثقافية الرسمية أو المحسوبين عليها، ونشرها محتوى غير ذي قيمة غالباً، إضافة إلى افتقار ميزانيتها ما قلّص صفحاتها وخفّض توزيعها وانحصر في مباني وزارة الثقافة.

تمثّلت المفارقة في عدم اعتراف رؤساء تحريرها بما راكمه أسلافهم قبل الاحتلال، إذ جرى إصدار عدد أول من مطبوعات يزيد عمرها عن أربعة عقود، وهو ما حصل مع "مجلة الثقافة الأجنبية" التي ظهرت مجددّاً عام 2013 موسومة بـ"العدد الأول" وتلاه بضعة أعداد، لكن الأمر تكرّر هذا الشهر حين صدر العدد الأول من المجلة ذاتها من دون وجود تفسير مقنع وراء ذلك.

خصّصت المجلة ملفاً عن الشاعر الأمريكي بوب ديلان الفائز بجائزة نوبل للأدب 2016 من إعداد باقر جاسم محمد، وضمّ قسم "الدراسات" ترجمة لـ فاطمة الذهبي حول مفهوم "رواية دور القارئ" في روايتين لـ فيلدنك جوزيف أندروس وتوم جونز، كما قدّمت إيمان قاسم المسار التاريخي للمستشرق الفرنسي هنري لورنس.

تضمّن العدد ترجمة حوار مع الشاعر الروسي جوزيف برودسكي (1940 – 1996) لـ محمد تركي النصار. كما ترجمت إخلاص حسن رسن مقالاً عن المسرح الموسيقي الذي يعدّ من أبرز مظاهر الحضارة الصينية القديمة.

دلالات

المساهمون