محمد كمال إسماعيل.. سيرة معمار إسلامي

محمد كمال إسماعيل.. سيرة معمار إسلامي

04 نوفمبر 2019
(توسعة الحرم المدني من تصميم محمد كمال إسماعيل)
+ الخط -

حتى ثلاثينيات القرن الماضي، كان المهندسون الأوروبيون يستحوذون على تصميم معظم المباني الحكومية في مصر، قبل تخرّج عدد من المعماريين المصريين ومنهم محمد كمال إسماعيل الذي نال درجة الدكتوراه في العمارة الإسلامية من مدرسة بوزرال في فرنسا.

بعد عودته إلى بلاده، سيلتحق بالعمل في "مصلحة المباني الأميرية" التي شغل منصب مديرها في العام 1948، ليضع تصميمات لعدد امن الهيئات مثل دار القضاء العالي، ومصلحة التليفونات، ومسجد صلاح الدين بالمنيل، ومجمع المصالح الحكومية الشهير في مجمّع التحرير الذي أنشئ عام 1951.

"المعماري محمد كمال إسماعيل: إلى رحاب النبي" عنوان المحاضرة التي تلقيها الباحثة هالة أحمد زكي عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الثلاثاء في "بيت المعمار المصري" في القاهرة، وتلقي خلالها الضوء على سيرة إسماعيل (1908 – 2008).

محمد كمال إسماعيلتقف الباحثة عند تصميم مجمّع التحرير الذي شيّد على مساحة 28 ألف متر مربع، ويتكوّن من أربعة عشر طابقاً بارتفاع خمسة وخمسين متراً، ويحتوي على 1356 غرفة وبه صالات وممرات ومناور ونوافذ كثيرة، وقد بناه على شكل قوس وجعل له فناءً داخلياً كالقصور القديمة التي أقيمت في العديد من المدن الإسلامية.

أما دار القضاء العالي، فقد صمّمها على الطراز الإيطالي الكلاسيكي من حيث الشكل والارتفاع وحجم الغرف، ويتميز بأعمدته وصالاته الواسعة، وقاعاته العالية والفخمة، ويحتوى المبنى على عدد قليل من قاعات المحاكم المطلّة على البهو المركزي.

تخصّص زكي جانباً من محاضرتها للحديث عن المشروع الأبرز لإسماعيل، الذي يتمثّل بتوسعة الحرمين، المكي والنبوي، ليشمل الأول إضافة كتلة من الجهة الغربية، مترابطة ومتجانسة مع المسجد الحرام، من حيث الطابع المعماري، كما تمت تهيئة السطح للمصلين وكذلك الساحات المحيطة ليتسع الحرم المكي الشريف لـ600 ألف مصلٍّ بتوسعاته كافة.

وتشير إلى توسعة الحرم النبوي التي شملت سبعة مداخل رئيسية يتألف كل منها من سبع بوابات، وهناك مدخلان آخران من الناحية الجنوبية يتألف كل منهما من بوابتين، إضافةً إلى ست من البوابات الجانبية، وبذلك يصبح إجمالي البوابات 59 بوابة، إضافةً إلى ثماني بوابات لمداخل ومخارج السلالم المتحركة ومخارجها التي تخدم سطح المسجد المخصص للصلاة، وأصبح للمسجد بعد التوسعة عشر مآذن منها ست جديدة، ارتفاع كل منها 99 متراً.

المساهمون