بخار الجحيم

بخار الجحيم

04 يونيو 2016
(كارين كنفيل/ ألمانيا)
+ الخط -
لقد تركوا الأحياء لأنفاق المترو يضربون جدرانها، هل تصدق أنني عدت ولم أجدك!

خرجت أتفرّج على باريس وضِعت، ويئست وحين جلست على المقعد جلده التصق بجلدي، وهاتفي لم يعد يتصل. الرسائل التي أرسلتها بقيت عالقة في "الآوتبوكس"، الرسائل أيضاً تواطأت ورفضت الوصول.

في تلك اللحظة كم تمنيت لو كانت "التويوتا" معي. حتى موظفي المواصلات، في ذلك اليوم اختفوا، كل شيء كان مدبّراً، مؤامرة حقيقية من لحم ودم وأعصاب. خرجت أتفرّج على باريس وضعت.

حين صُنعت الحياة، كان يراد لها أن تكون بطيئة. الطاقة البخارية غيّرت كل شيء، وأخذتنا كلّنا إلى الجحيم. إنها بخار الجحيم بلا شك.

السرعة طفرة في جينات الوقت. ونحن نعيش الآن على الطريقة النفاثة. كان من المفروض أن تكون العلاقة عكسية بين سرعة المواصلات وسرعة الحياة. كنّا سنصرف الوقت ويظلّ معنا وقت. لكن ما حدث أن الحياة أسرعت مع الطاقة البخارية، وأصبحت تنفد بالسرعة ذاتها، ثم تسارعت مع الكهربائية مرة أخرى وستجعلها الطاقة الجديدة مستحيلة حتماً، ستصير الحياة سريعة حتى لنشعر أنها لم تحدث. إنه كابوس فعلاً. الطريق السريع إلى الفناء.

ستقطع في خمس دقائق محطتين، وستجد مقابلها عشرين دقيقة انتظار. الحياة معقدة معقدة فعلاً، كأنها حياتان بتسارعين مختلفين ومتناقضين أحياناً. في الوقت الذي ينفد وقتي بسرعة؛ يطول وقت انتظارك!


دلالات

المساهمون