سلافوي جيجيك مستعيراً "شجاعة اليأس"

سلافوي جيجيك مستعيراً "شجاعة اليأس"

28 ابريل 2017
(سلافوي جيجيك)
+ الخط -

يستعير الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك (1949) عنوان كتابه الذي يصدر الأسبوع المقبل في لندن، من عبارة للفيلسوف الإيطالي جيورجيو أغامبن قالها في إحدى مقابلاته: "الفكر هو شجاعة اليأس".

يقول جيجيك عن هذه العبارة إنها "رؤية ذات صلة خاصة بلحظتنا التاريخية"، وإن "الشجاعة الحقيقية هي أن لا تتخيّل بديلاً، بل أن تقبل عواقب حقيقة عدم وجود بديلٍ واضح: وإن حلم البديل هو علامة على الجبن النظري؛ وإنه يخدم كصنم يمنعنا من التفكير في مأزقنا".

ويتابع "الشجاعة الحقيقية هي الاعتراف بأن الضوء في نهاية النفق هو على الأرجح المصابيح الأمامية لقطار يقترب منا من الاتجاه المعاكس".

يتناول جيجيك في كتابه الجديد قضايا أو أزمات يعيشها العالم في السنوات الأخيرة، يبدأ من أزمة اليونان الاقتصادية، وينتقل إلى علاقة أوروبا مع المهاجرين. موسّعاً رأيه الأقرب إلى مقولات اليمين الأوروبي حول علاقة المجتمعات الغربية بهؤلاء القادمين من جنوب العالم وشرقه.

في السياق نفسه، يخوض صاحب "سنة الأحلام الخطيرة" في الإرهاب، الموضوع الذي يهيمن على الواقع العالمي اليوم، ويتحدث عما يسميه التوتر الجيوسياسي، وانفجار الشعبوية وظهور حركات سياسية متطرّفة في الغرب، إلى جانب التطرّف الديني في الشرق.

يقول جيجيك إن "شعورنا باليأس هو نتيجة لوعينا الزائف. وحالما نقبل "الخيارات" التي مُنينا بها في 2016؛ كلينتون مقابل ترامب، وتصويت بريطانيا على الانسحاب أو البقاء في الاتحاد الأوروبي، سنقبل إذن موقف ستالين من البلشفية، بمعنى أن كل الخيارات كانت سيئة".

يرى جيجيك أن كلّ واحدة من هذه الأزمات، هي تعبير قوي عن مأزق الرأسمالية العالمية، متسائلاً إن كان هناك فعلاً احتمالية لأي تغيير إيجابي. وهل علينا أن نقبل الرأسمالية باعتبارها حقيقة من حقائق الطبيعة البشرية.

يلفت صاحب "بداية كمأساة ونهاية كمهزلة" إلى "ما وراء الموجة الحالية من الغضب الشعبي"، متسائلاً: "هل بقي وقت أو لاحت فرصة لتغيير جذري قبل أن يصدمنا القطار؟".

المساهمون