مهرجان العود الدولي: مرور الكرام

مهرجان العود الدولي: مرور الكرام

03 ديسمبر 2015
(عبادي الجوهر)
+ الخط -

شهدت آلة العود في عالمنا العربي تطوّراً منحها إمكانيات أخرجتها من حيّزها التقليدي؛ حيث بدأت كجزءٍ من التخت الشرقي، ثمّ انفردت لتقدّم نفسها دون الاستناد إلى آلة أخرى، كما ذهب بها بعض الموسيقيين إلى قالب الكونشرتو، وأصحبت تقود أوركسترا بأكملها أحياناً.

لكن، بالمقابل، اتّخذ العود مكاناً ثابتاً في مسار تطوّره، ووقف عنده، من دون أن يخطو خطواتٍ من شأنها أن تفتح آفاق متجدّدة للآلة. كثيرون حاولوا أن يقدّموا أنفسهم، أو أن يجري تلقّيهم، على أنّهم مجدّدون، لكن، غالباً، لم يخرجوا من عباءة المهارات الاستعراضية والتقنية، كالعزف بيد واحدة.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى إمكانيات الآلة وتطوّرها على الصعيد الأكاديمي؛ فهي ما تزال محل خلافٍ منهجيّ بين مختلف المدارس، خصوصاً العراقية والمصرية والشامية، فكلّ له طريقته في العزف، ويختلف سَيْر المقام نفسه بين مدرسة وأخرى.

أمس، انطلقت في "دار الأوبرا السلطانية" في العاصمة العُمانية مسقط، احتفالية بآلة العود، بعنوان "مهرجان العود الدولي"، تستمر حتى الخامس من الشهر الجاري. تتضمّن الفعاليات ندوة حول الآلة، إلى جانب عروض موسيقية، وعرض فيلم وثائقي للمخرج الألماني فريتز باومان بعنوان "العود".

لم تتجاوز الندوة، التي افتتحها باومان وشارك فيها عازف العود الألماني رومان بونكا، الحديث حول مواضيع مثل "العود ومشاكل التصنيع"، وبعض الأمور التقنية كالمقام والتقاسيم على الآلة، من دون التطرّق إلى ما هو جوهري في مسار العود وتطوّره وعثراته.

حين نشاهد فيلم باومان، ستظل النظرة الاستشراقية التي يحتويها الفيلم مُسيّرةً في معظم دقائقه الخمس والثمانين؛ إذ يبدأ بمشهد لذلك البدوي العربي الذي يمضي ماشياً في الصحراء، مُتناولاً الثقافة الموسيقية العربية بتصوّرات مسبقة عنها وعن أهلها.

الليلة، تُفتتح الأمسيات الموسيقية مع فرقة "الثلاثي جبران" الفلسطينية. تعتمد الفرقة في بُنية مُعظم أعمالها على جُملة موسيقية واحدة لكل مقطوعة، تظلّ تتكرّر بشكلٍ تصاعُدي، برفقة إيقاعٍ يُصعِّد هو الآخر من سيْر القطعة، من دون أن يُقدّموا عملاً متكاملاً يُظهر براعة تأليفية للقطعة الموسيقية.

إلى جانب "الثلاثي جبران"، يشارك اليوم أيضاً الملحّن السعودي عبادي الجوهر، الذي تتمتّع ألحانه وأداؤه عموماً على آلة العود ببناءٍ موسيقي متين، وترابط بين الجُمل وعلاقتها مع بعضها بعضاً، من دون اللجوء إلى أي استعراضات شكلية، كما في أعمال نصير شمّا الذي يقدّم غداً حفلاً، إلى جانب مجموعة من الفنانين، مثل صفوان البهلوان ويعقوب الحراصي.


اقرأ أيضاً: طارق الجندي: صور وبالعكس

دلالات

المساهمون