وقال طايل، إن القوات لاحقت المتهم في "المدقّات الجبلية"، واستطاعت تضييق الخناق عليه، قبل محاصرته في منطقة الأسباعية، التي تقع خلف الدير.
وادّعى أن القوات حاولت القبض عليه حيًا، لكنها فوجئت بارتدائه حزامًا ناسفًا وحيازته قنبلة، مما اضطرها إلى التعامل معه وإمطاره بوابل من الأعيرة النارية، حتى سقط قتيلاً.
وأشار مدير الأمن إلى أنه تم العثور على الحزام الناسف والقنبلة، وأنه جارٍ التعرف على هوية "الإرهابي" خلال ساعات.
وتتناقض، رواية مدير أمن جنوب سيناء اليوم، تمامًا وكليّةً مع روايته هو نفسه مساء أمس، عندما أكد في تصريحات صحافية كانت هي التصريحات الرسمية الأولى التي تصدر مباشرة بعد الحادث، أن إطلاق النار على الكمين تم عن طريق جندي بطريق الخطأ.
وهذه الرواية كذبها بيان رسمي لوزارة الداخلية، أكد قيام عدد من الأشخاص المسلحين بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات بالكمين، فبادلتهم القوات إطلاق النيران.
وأضاف البيان، أنه تم السيطرة على الموقف وإصابة بعض المهاجمين وإجبارهم على الفرار، وترك أحدهم السلاح الناري الذي كان بحوزته "بندقية آلية"، والعديد من الطلقات حتى يتمكن من تهريب العناصر المصابة، وذلك قبل أن يصدر تنظيم "داعش" بيانًا مقتضبًا يعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم.
خبير أمني، قال لـ"العربي الجديد" إن تصريحات مدير أمن جنوب سيناء، اللواء أحمد طايل اليوم، ترجّح أن يكون منفذ الهجوم هو فعلًا جندي من قوات الشرطة، حيث قام أمس بإطلاق النار على القوة الأمنية المتواجدة عند الدير، وهو ما دفع اللواء طايل إلى التسرع وإعطاء معلومات بأن الجندي أطلق النار عن طريق الخطأ، وهو ما حاولت الداخلية تلافيه في بيانها والتأكيد على أنها عملية إرهابية.
وأضاف المسؤول الأمني السابق، أنه من المحتمل أيضًا أن منفذ العملية كان تحت يد قوات الشرطة، وأنها قامت بتصفيته والتخلص منه، بدعوى أنه قاومها وأطلق النار عليها، وهي الطريقة التي تتبعها دائماً الشرطة للتخلص من المتهمين، وخصوصًا لو كان المتهم أحد رجالها، وذلك حتى لا تبدو أنها مخترقة من التنظيمات الإرهابية، وحتى لا يتأكد نجاح تنظيم داعش في تجنيد أحد رجالها.
يذكر أنه نادرًا ما يشن "داعش" هجمات في جنوب سيناء، حيث سبق هجوم أمس الذي وقع بالقرب من مزار سياحي عالمي، استهداف الطائرة الروسية التي أقلعت من مطار شرم الشيخ، وسقطت في صحراء جنوب سيناء بعد انفجارها، وثارت وقتها شبهات حول نجاح التنظيم في تجنيد ضباط أمن من الجيش والشرطة المصرية في مطار شرم الشيخ ساعدوا في تنفيذ العملية.
وتجدر الإشارة إلى أنه في أواخر مارس/ آذار حثّت إسرائيل مواطنيها على مغادرة شبه جزيرة سيناء على الفور، قائلة إن هناك تهديداً كبيراً يتعلق بشن هجمات بإيعاز من تنظيم داعش، أو جماعات متشددة أخرى.
ودير سانت كاترين أحد أقدم الأديرة في العالم، ومدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي.