حزب جزائري: الخلافات مع المغرب مرتبطة بسُلطته لا بالأحزاب

سياسي جزائري لـ"العربي الجديد": الأحزاب لن تحل محل الدولة بالأزمة مع المغرب

22 نوفمبر 2018
يقود بن قرينة "حركة البناء الوطني" في الجزائر(تويتر)
+ الخط -

رحّب حزب سياسي جزائري، بتحفظ، بمبادرة أحزاب مغربية إجراء اتصالات سياسية، وإرسال وفود، لمقابلة قيادات أحزاب جزائرية، على طريق حلحلة الخلافات القائمة بين الجزائر والمغرب، لكنه لفت إلى أن هذه الأحزاب لا يمكن أن تحلّ محل الدولة المغربية.  

ورأى رئيس "حركة البناء الوطني" (إسلامي)، عبد القادر بن قرينة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "أي مبادرة خيّرة من أي طرف، مطلوبٌ التجاوب معها، بشرط بناء ثقة تؤسس لعمل جاد، وليس لخطاب مناسباتي يغذيه الخوف والتوجس".

لكن بن قرينة أشار في الوقت ذاته، الى أن الخلافات السياسية القائمة "مرتبطة بالدولة، أكثر من الأحزاب السياسية"، وأكد أن "حلّ الإشكالات الموضوعية والملفات العالقة والمعروفة لدى جميع الأطراف، هي من صلاحيات السلطة القائمة، ولا يمكن أن يحل الحزب، مثل حركة البناء الوطني، محل الدولة".

ولفت بن قرينة، الذي يقود الحركة التي تأسست بعد انشقاق كتلة من الكوادر البارزة عن حزب "إخوان" الجزائر، "حركة مجتمع السلم"، عام 2008، إلى أن مبادرة اللقاءات المقترحة مع الأحزاب الجزائرية من قبل القوى السياسية المغربية "لا يجب أن تنطلق من أجندة خطاب الملك المغربي محمد السادس الأخير"، وإنما "من نقاط ملموسة ومعروفة ومتفق عليها مسبقاً بين كل الأطراف، بينها الكفّ عن التحريض على الجزائر، والزجّ باسمها المتكرر وبجيشها في محاور وهمية وغير حقيقية، ولا علاقة لها بها".

ولاحظ بن قرينة أن هناك مشكلة "تتعلق بتماهي مواقف الأحزاب السياسية في المغرب مع السياسات والمواقف الحكومية تجاه الجزائر". وقال "نحن نلاحظ أن ذلك يمثل سياسة متناغمة بين الرسميين وكذا الأحزاب السياسية في المغرب الشقيق".

ودعا المسؤول السياسي الجزائري القوى السياسية في كل من الجزائر والمغرب الى "إيقاف الحرب الممنهجة، التي تستهدف تخريب العقول وإتلافها، مقابل أرباح مالية خيالية وباهظة".

يذكر أن كلام بن قرينة جاء تعليقاً على إعلان مجموعة من الأحزاب المغربية بدء اتصالات مع نظيرتها الجزائرية، إذ أعلن "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة المغربية عن قرب إرسال وفد إلى الجزائر للتشاور والتواصل مع أحزاب سياسية، فيما دعا حزب "الاستقلال" المغربي إلى إحياء مشترك لذكرى مؤتمر طنجة المغاربي التاريخي الذي عقد في إبريل عام 1958، كما أعلن حزب "التقدم والاشتراكية" الذي يشارك في الحكومة، عن مبادرة للقيام باتصالات مع الأحزاب الجزائرية.

من جهته، رأى الباحث الجزائري المقيم في مدينة وجدة المغربية على الحدود بين البلدين، سعيد هادف، أن "هناك عوائق سيكولوجية يجب تجاوزها في فتح حوار على أكثر من صعيد بين المغرب والجزائر".

وقال هادف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الدعوة المغربية إلى فتح حوار ثنائي دون ما وساطة، مبادرة من الواجب تثمينها وتأييدها والاشتغال عليها، لكن ثمة خوف غامض من الذهاب إلى التطبيع. إنه مأزق يتجاوز الجميع، ولا يمكن تجاوز هذا المأزق إلا بالحوار، ولا يمكن لهذا الحوار أن يكون خلاقاً، إلا إذا أطرته نخبة من شخصيات مؤهلة ولا تعاني من عوائق سيكولوجية".

 

المساهمون