حفتر يتحسب من انقلاب محمود جبريل

حفتر يتحسب من انقلاب محمود جبريل

05 فبراير 2015
جبريل يعود إلى السياسة في ليبيا (Getty)
+ الخط -

يضع مراقبون تعرض عشرات المسلحين التابعين للواء المتقاعد، خليفة حفتر، لموكب رئيس الحكومة، عبدالله، الثني في أثناء زيارته مدينة بنغازي، مطلع هذا الأسبوع، في إطار "انقلاب" استباقي لانقلاب يقوده رئيس حزب تحالف القوى الوطنية محمود جبريل.

وبحسب مراقبين، فإن حفتر "نفد صبره"، وهو في طريقه إلى الاستيلاء على كامل السلطة في الشرق الليبي الخاضع له، عدا مدينة درنة التي تسيطر عليها تنظيمات إسلامية متشددة.

ويرى مراقبون، أن حفتر يعمل جاهداً على تنحية كل مزاحميه، حاليّاً، في المشهد السياسي، أبرزهم عبدالرحمن شلقم، السفير المنشق عن العقيد معمر القذافي في بداية ثورة 17 فبراير، ورئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي السابق، محمود جبريل، الذي استفاد من إسقاط مجلس طبرق لقانون العزل السياسي، الذي طاله باعتباره مسؤولاً سابقاً في نظام القذافي.

وبحسب المتابعين، يرمي تيار حزب تحالف القوى الوطنية داخل مجلس النواب "المحل" من وراء إسقاط قانون العزل السياسي إلى الدفع بممثل ليبيا السابق في الأمم المتحدة، عبد الرحمن شلقم، للترشح لرئاسة حكومة التوافق الوطني، التي يجري بشأنها الحوار برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

وهو مؤشر "سلبي" لدى حفتر الذي يخشى أن يخرجه الحوار الجاري من دوائر صناعة القرار والتنفذ، وهو الهدف الذي يحاول جبريل (رئيس حزب تحالف القوى الوطنية حاليّاً) الوصول إليه، لأن جبريل يرى أن وجود حفتر كرأس حربة في المشهد السياسي والعسكري سيحرمه من فرصة اعتلاء السلطة في ليبيا.

في المقابل، يذهب مراقبون إلى أن "تغريدة" حفتر على "تويتر" التي نفى فيها تعرض مسلحيه لموكب الثني تعني "خطوة للوراء"، خصوصاً بعد ظهور بوادر انقسام قبلي وجهوي حول جدوى عملية الكرامة من جهة، وظهور منافسين له من داخل قواته المسلحة من جهة أخرى.

وتناولت أنباء اجتماعاً لقبيلة البراعصة المهيمنة على مدينة البيضاء، ثاني أهم معقل لمؤيدي حفتر في مدن شرق ليبيا بعد مدينة المرج، ظهر فيه انقسام حول حفتر، ليذهب بعضهم إلى المناداة بالعقيد، فرج البرعصي، الضابط الذي أقاله حفتر من قيادة المنطقة الدفاعية الجبل الأخضر، بعد أن اتهمه حفتر بسرقة قرابة مليون دينار ليبي، وقيامه بهدم وحرق منازل معارضين لحفتر وقتلهم، دون حصوله على أوامر منه بذلك.

ويرى جزء من شيوخ قبيلة البراعصة أن إخراج حفتر، والتحريض على حكومة الثني في البيضاء مز تابعيه، قد يمهد لنقل مقر القرار من مدينة البيضاء شرق بنغازي 200 كم، إلى مدينة المرج، حيث مقر حفتر.

ثمة حسابات كثيرة تربك التحالف داخل عملية الكرامة، منها القبلي والجهوي، إلا أن نسق سير العمليات العسكرية بحسب محللين عسكريين يسير على وتيرة لم تتأثر، حتى الآن، بالخلافات بين معسكر العملية أو "الانقلاب" كما يسميه أنصار المؤتمر الوطني العام في طرابلس.

دلالات