جدل سياسي حول صورة للغنوشي وقيادي يساري

جدل سياسي حول صورة للغنوشي وقيادي يساري

06 أكتوبر 2016
كان اللقاء محض صدفة (فيسبوك)
+ الخط -
تسببت صورة جمعت زعيم حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي، بالقيادي في الجبهة الشعبية اليسارية، محمد جمور، في مصافحة عادية لم تدم إلا ثواني، جدلاً سياسياً، تمثل بمواقف وبيانات وتعليقات مختلفة. وتوضح الصورة أن الرجلين تصافحا بشكل عادي بمناسبة إحياء سفارة ألمانيا في تونس عيد بلادها القومي.

لكن نشر الصورة في الصفحة الرسمية لحركة النهضة، أثار حفيظة حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي ينتمي إليه جمور، مما دفع بالحزب لإصدار بيان توضيحي اعتبر فيه أن "الأمر لا يعدو أن يكون محض صدفة في أثناء مراسم إحياء العيد الوطني للجمهورية الألمانية. وهو سلوك أملته رفعة أخلاق الرفيق، محمد جمور، في التعامل مع أوضاع كهذه بعفوية".

وقال البيان إن "النشر السريع وغير البريء لهذه الصورة، يعكس منهج هذه الحركة القائم على التوظيف الرخيص لمختلف جوانب الحياة الإنسانية في جانبها الاجتماعي والديني خدمة لأغراض سياسية ضيقة".

ولفت إلى أن الهدف من نشر الصورة هو "إيهام الرأي العام الوطني والدولي بمصالحة كاذبة تسعى حركة النهضة إلى الحصول عليها من دون المرور بالمحاسبة القانونية والسياسية على ما ارتكبته من جرائم بحق الوطن والشعب"، بحسب نص البيان.

وأكد أن هذه الصورة "لا تعكس بأي شكل من الأشكال تغير موقف حزبنا في تحميل المسؤولية السياسية والأخلاقية لحركة النهضة في اغتيال الشهيد، شكري بلعيد، وفي موقفنا من قيادتها لحكومة الترويكا (النهضة، والمؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل الديمقراطي) ومن وجودها الحالي في حكومة الائتلاف".

وتأسس الحزب على يد القيادي، شكري بلعيد، الذي تم اغتياله أمام منزله وسط العاصمة تونس، في فبراير/شباط  2013، أي في عهد الترويكا التي قادتها النهضة، ومنذ ذلك الحين تحمِّلها القيادات اليسارية التونسية المسؤولية السياسية في اغتيال زعيمها ومؤسسها، وترفض مشاركتها في أية حكومة.

وامتنعت قيادات النهضة عن الرد على البيان، واكتفت بنشر مادة عادية لأنشطة زعيمها، راشد الغنوشي، بما فيها صور مشاركته في احتفالات السفارة الألمانية وجملة الشخصيات التي التقاها بهذه المناسبة.

في غضون ذلك، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات التعليقات من جمهور الحزبين، بين مؤيد للبيان ومستنكر له، واعتبر البعض أن هناك أولويات أخرى على جدول أعمال التونسيين، أهم من الصورة ومن اللقاء في حد ذاته.

وتعكس هذه الحادثة نوعية العلاقة المتوترة بين المعسكرين السياسيين، وتحيل في ذات الوقت إلى حوارات تجري هذه الأيام داخل عائلتيهما السياسيتين، في ما يخص الوضع العام في تونس، وكيفية التعامل مع المتغيرات السياسية الجديدة.

المساهمون