الحريري يرد على ولايتي... وباسيل يجول أوروبياً لبحث الأزمة

الحريري يرد على ولايتي... وباسيل يجول أوروبياً لبحث الأزمة

14 نوفمبر 2017
الحريري يقول إنه عائد إلى بيروت(ستانيسلاف كراسيلنيكوف/Getty)
+ الخط -

نفى رئيس الحكومة اللبنانية المُستقيل سعد الحريري، ما أدلى به مستشار المرشد الإيراني للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، بشأن لقائهما الأخير في بيروت، مؤكداً أنه "لم يعرض التوسط بين أي بلد وآخر، بل عرض على ولايتي وجهة نظره بضرورة وقف تدخلات إيران في اليمن، كمدخل وشرط مسبق لأي تحسين للعلاقات بينها وبين المملكة العربية السعودية".

كما أوضح الحريري في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، مجريات الحديث بينه وبين ولايتي، بشأن ترتيب الأولويات بين الحوار بين السعودية وإيران، وبين حل الأزمة اليمينة.

وبحسب البيان، فإن "ولايتي رأى أن الحوار حول الأزمة اليمنية يُشكّل مدخلا جيدا لبدء الحوار بين إيران والمملكة، فأجابه الرئيس الحريري بأن اليمن قبل الحوار بين إيران والمملكة".

وكان ولايتي قد نفى ما جاء على لسان الحريري في مقابلةٍ تلفزيونية الأحد، قال فيها إنه أبلغ ولايتي بضرورة أن توقف إيران تدخلها في الشأن اللبناني.

وقال في تصريحٍ له، اليوم، إنّ اللقاء الثنائي الذي عقد بينهما، "لم يكن على شاكلة محادثات متوترة، سادتها لغة التهديد والوعيد".

كما اعتبر ولايتي أن "ما قاله الحريري أملته عليه السعودية، وهو ما يؤكد أن الرياض لا تريد للبنانيين العيش بسلام ولا تفضل وجود علاقات جيدة بين إيران ولبنان".

وأضاف أن "إيران لم تهدد الحريري"، بل أكّد أنه بحث وإياه تطورات المسائل الإقليمية وحسب"، لافتاً إلى أن الحريري أبدى رغبته بأن يتوسط بين طهران والرياض.

كما أشار ولايتي إلى أنه أبلغ الحريري بأنه "لا توجد لدى إيران أي مشكلة مع السعودية، لكن أن تستمر بقصفها لليمنيين لأكثر من عامين، وتحاصر اليمن وتتسبب بوقوع كوارث، أمر لا يرتبط بالسياسة، وغير مقبول".

الحريري يغرّد: أنا بخير... وباسيل يجول أوروبياً
إلى ذلك، وفي محاولة لطمأنة اللبنانيين غرّد الحريري شخصيا عبر حسابه للمرة الأولى، اليوم، قائلاً "‏يا جماعة أنا بألف خير وإن شاء الله أنا عائد هاليومين. فلنهدأ. أنا وعائلتي في بلدها المملكة العربية السعودية، مملكة الخير".


وعلى الصعيد الدولي، باشر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل جولة أوروبية لمواكبة ملف الحريري، بعد أن أبدت السلطات الفرنسية اهتماما استثنائيا بالملف.

وقال باسيل فور وصوله إلى العاصمة البلجيكية، بروكسل، كأول محطة في جولة أوروبية "إن لبنان لا يزال يعالج المشكلة مع السعودية من ضمن العلاقات الثنائية الأخوية، والجولة هي لحث المملكة على أن ما يحصل غير مقبول".

ولفت إلى أن "استقالة الحريري غير مستوفية الشروط لا من قبل صاحبها ولا من رئيس الجمهورية، ولا كلام في أي ملف آخر إلى حين عودة الحريري".

وأكد أن "كل ما يهدد به لبنان من فراغ حكومي وسياسي أو عقوبات من أي شكل لن تصيب اللبنانيين وحدهم بل إن مليوني لاجئ ونازح سيتحولون مشكلة لمحيط لبنان وصولا لأوروبا".

ولفت أيضاً إلى أنه "قبل اجتماع جامعة الدول العربية الأحد المقبل، سيكون لبنان الرسمي قد حدد موقفا وفقا لما ستؤول إليه التطورات".

بدورها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، خلال لقائها باسيل في مطار بروكسيل "ضرورة تأمين عودة الحريري وعائلته إلى لبنان في الأيام المقبلة، ما يساهم في تدعيم الاستقرار الداخلي وتقوية الوحدة الوطنية في لبنان".

وفي قصر بعبدا، تلقى رئيس الجمهورية ميشال عون، اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكدت خلاله تضامنها مع لبنان ووقوفها إلى جانبه، ودعمها كل الجهود المبذولة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. وأبلغته بأنها تبذل جهودا مع الدول الأوروبية لمعالجة الأزمة الراهنة.

كما استقبل عون سفير دولة الكويت في لبنان عبد العال القناعي، الذي نقل إليه "دعم أمير البلاد للجهود التي يبذلها كي يتجاوز لبنان الظرف الدقيق الذي يمر به"، مؤكدا "وقوف الكويت إلى جانب سيادة لبنان واستقلاله وسيادته".

وفي ردود الفعل على حراك الوزير باسيل، اعتبر وزير العدل السابق أشرف ريفي، في بيان اليوم، أن "الجولة الأوروبية للوزير في الحكومة المستقيلة جبران باسيل، تهدف إلى تزوير الحقائق بخصوص استقالة الرئيس سعد الحريري، فباسيل يلعب دور وزير خارجية حزب الله"، وهو "يستكمل الصاروخ الذي أطلقه الحزب على الرياض، بصواريخ دبلوماسية إيرانية تستهدف السعودية، وبدلا من أن يكون وزيرا لخارجية لبنان، تراه يعمل لإضفاء الغطاء على النفوذ الإيراني الذي يتخذ من لبنان قاعدة لاستهداف العالم العربي".

كما رأى ريفي أن "الوصاية الإيرانية على لبنان هي سبب الأزمة، أما قلب الحقائق والتضليل فلم يعد يجدي، ومسرحية التضامن المصطنع لا تحجب الأنظار عن دور حزب الله وحلفائه، غير المكترثين بما يسببه الحزب للبنان من أضرار على الصعيد اللبناني وفي علاقاته العربية والدولية".