واشنطن تنفي نيّتها شنّ عملية عسكرية ضد كوريا الشمالية

واشنطن تنفي نيّتها شنّ عملية عسكرية ضد كوريا الشمالية

04 يناير 2018
ساندرز: كيم جونغ أون هو الذي هدّد (تشيب سوموديفيلا/Getty)
+ الخط -
نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأربعاء، صحة ما أوردته وسائل إعلام، حول اعتزام الولايات المتحدة شنّ عملية عسكرية ضدّ كوريا الشمالية، في وقت أكدت فيه اليابان أنّها ستعمل مع المجتمع الدولي، للتصدّي لـ"استفزازات" بيونغ يانغ.

وتحدّثت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، عن احتمال شنّ واشنطن عملية عسكرية ضد بيونغ يانغ، خلال الأشهر القليلة المقبلة، حال عدم تراجعها عن برنامجها النووي، ورفضها تنفيذ شروط الولايات المتحدة في هذا الصدد.

ولفتت القناة أيضاً، في تقرير، إلى أنّ البنتاغون زاد من وتيرة استعداداته بخصوص العملية.

لكن المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل روب ماننغ، أكد، في تصريحات لـ"الأناضول"، عدم صحة هذه المزاعم، مشدداً على ضرورة حل الأمر عبر الطرق الدبلوماسية.

وأضاف ماننغ "بالتأكيد لا يوجد شيء كهذا، لا أعرف من قال ذلك الكلام، فهي مزاعم لا أساس لها من الصحة. وكما قال وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فإنّ هدفنا هناك ليس الحرب، وإنّما تطهير شبه الجزيرة الكورية تماماً من الأسلحة النووية".

بدورها، أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، اليوم الخميس، أنها لم ترصد أي مؤشرات على تحضير بيونغ يانغ لاختبار صاروخي وشيك، ذلك رداً على تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين أميركيين رجحت احتمال إجراء الشطر الشمالي استفزازاً نووياً جديداً.

ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن المتحدث باسم الهيئة رو جي تشونغ: "لم نرصد أي نشاط يدل على أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء استفزاز صاروخي في وقت وشيك". لكنه  لم يستبعد احتمال إقدام بيونغ يانغ على "استفزازات صاروخية في أي وقت".

وأضاف المتحدث الكوري في مؤتمر صحافي، أن "كوريا الجنوبية بالتعاون مع الولايات المتحدة مستمرة في متابعة الوضع".


"الزر النووي" لترامب وكيم جونغ أون

وكانت متحدّثة البيت الأبيض، سارة ساندرز، تطرقت مساء الأربعاء، إلى التلاسن الذي حصل بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس دونالد ترامب، بشأن "الزر النووي"، خلال اليومين الماضيين.

وقالت ساندرز "أرى أنّه يتعيّن على الرئيس (ترامب) وشعب هذا البلد أن يقلقوا بخصوص الصحة العقلية لزعيم كوريا الشمالية".

كما أكدت، في الموجز الصحافي اليومي، أنّ كيم جونغ أون هو الذي هدد وأجرى، على مدار سنوات، العديد من التجارب الصاروخية". وتابعت "وترامب ليس بالرئيس الضعيف الذي سيذعن ويقف صامتاً حيال ذلك، بل هو معني بتنفيذ الأشياء التي وعد بتحقيقها".

ومساء الثلاثاء، سخر ترامب، في تغريدة على "تويتر"، من إعلان كيم جونغ أون، أنّ الزر النووي موجود دائماً على مكتبه، مؤكداً أنّ لديه زرّاً "أكبر وأقوى".

والإثنين الماضي، قال رئيس كوريا الشمالية، إنّ بلاده لن تتخلّى عن برامجها النووية والصاروخية، وإنّ الزر النووي موجود دائماً على مكتبه، محذراً من أنّ الولايات المتحدة باتت بأسرها تقع في مرمى أسلحته النووية.

وفتحت الحرب الكلامية باب الجدل في الولايات المتحدة، بشأن صلاحيات ترامب في العديد من المسائل ذات الخطورة، كالأسلحة النووية.

وأجرت كوريا الشمالية 16 تجربة صاروخية، خلال العام الماضي، منها 11 تجربة منذ مايو/أيار الماضي.


موقف ياباني

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، اليوم الخميس، إنّ كوريا الشمالية تواصل استفزازات "غير مقبولة على الإطلاق"، وأكد أنّه سيعمل مع المجتمع الدولي على التصدّي لتطوير بيونغ يانغ البرامج النووية والصاروخية.

وأشار آبي، خلال مؤتمر صحافي بمناسبة العام الجديد، إلى أنّه "ليس من قبيل المبالغة القول إنّ الأجواء الأمنية المحيطة باليابان هي الأشدّ حدّة منذ الحرب العالمية الثانية".

وقال "بزيادة الضغط على كوريا الشمالية مع المجتمع الدولي، أعتزمُ بذل أقصى ما في وسعي لحل قضايا كوريا الشمالية المتعلّقة بالبرامج النووية والصاروخية والخطف".

وأضاف أنّ طوكيو تراقب بحذر لمعرفة تأثير العقوبات على كوريا الشمالية، لا سيما في هذا الوقت الأكثر برودة من السنة، حيث تكون الظروف أشد قسوة.

وقال إنّ "الشعب الكوري الشمالي المجتهد وموارده الوفيرة يمكن أن يجعلا البلاد أكثر ثراء، إذا تبنّى قادة البلاد سياسات صحيحة".

ولم يشر آبي مباشرة إلى التصريحات الأخيرة لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، تجاه كوريا الجنوبية، التي اشتملت على إعادة فتح قناة اتصال بين الدولتين المتنافستين.

وأعلنت كوريا الشمالية، أمس الأربعاء، أنّها ستعيد فتح الخط الساخن مع جارتها الجنوبية، والذي أغلقته في 2016، الأمر الذي رحّبت به سيول، واعتبرته "خطوة مهمة جداً" لاستئناف الحوار المتوقف مع بيونغ يانغ.

وبعد عام من التصريحات النارية وتصاعد التوتر، بسبب برنامج الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، استغلّ كيم كلمته بمناسبة العام الجديد، الإثنين، للدعوة إلى الحدّ من التوترات العسكرية على شبه الجزيرة الكورية، وتحسين العلاقات مع الجنوب.

والثلاثاء، عرضت كوريا الجنوبية، إجراء محادثات رفيعة المستوى مع منافستها كوريا الشمالية، في 9 يناير/كانون الثاني، في قرية بانمونغوم الحدودية، بهدف التوصل إلى مشاركة بيونغ يانغ في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، والتي ستنطلق في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، الشهر المقبل.

(الأناضول، رويترز)