دوفيلبان:"أنا شارلي" لا يمكن أن تكون خطاب فرنسا الوحيد

دوفيلبان:"أنا شارلي" لا يمكن أن تكون خطاب فرنسا الوحيد

20 يناير 2015
معركة فرنسا ليست فقط معركة أمن (فرانس برس)
+ الخط -

اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دوفيلبان، أنّ فرنسا لا يمكن أن تُختَصَر في شعار "أنا شارلي"، مشيراً إلى أنّ "معركة فرنسا ليست فقط معركة أمن، ولكن أيضاً معركة وحدة وطنية".

دوفيلبان وفي حوارٍ مع صحيفة "لوفيغارو"، ردّ على تصريح رئيس الوزراء، مانويل فالس، بأنّ "فرنسا في حرب"، قائلاً "التعبئة الوطنية والشعبية كانت قفزة مؤثرة، الشعب اختار غريزة الوفاء لفرنسا، وهذا الخيار، يبدو لي هو الأصحّ، والأكثر توفيراً للحماية".

ورأى أنّ "الإرهاب يَنْصِبُ لنا فخاً، ويريد أن يدفعنا إلى ارتكاب الخطأ. والخطأ هو الحربُ، إنه يريد خلق خلط وتجميع الحساسيات المختلفة، من خلال الاعتماد على أشكال من التعاطف، وعلى شعور الإهانة والرفض".
 
كما شدّد أنّ على الإسلام في فرنسا أن يقوم بإصلاحات، وأن ينظّم نفسَه بشكلٍ أفضل، ويعدّد رهانات تكوين الأئمة، والاعتماد على أموال داخلية تُجنّب التبعية للخارج.

وأضاف "أجوبتنا والدبلوماسية الوحيدة لا يمكن حصرها في إرسال الجيش، الحل العسكري يجب أن يكون مقروناً برؤية سياسية واستراتيجية، فالجهادية ترتكز على ماضينا "الكولونيالي"، وتعثرُ هنا على وسيلة كي تؤكّد للسكان المسلمين أننا نريد، مرة أخرى، ممارسة الهيمنَةَ عليهم".

أما بشأن "أنا شارلي"، فخرج دوفيلبان برأي مخالفٍ لما يُشبه الإجماع حوله، فأشار إلى سوء فهمٍ حصل حول شعار "أنا شارلي" في المظاهرات، "إذ تُلخِّصُ هذه المعادَلة تكريمَ الكثير من الفرنسيين للضحايا الذين قُتِلوا بوحشية، ولكن شعار "أنا شارلي" لا يمكن أن يكون خطاب فرنسا الوحيد".

 ولفت إلى أنّه "يجب على الدولة الفرنسية، أن تدافع عن حرية التعبير، ولكن الأمر لا يعني تحمّل مسؤولية الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد، أو عن أي دينٍ آخر".

 من جهةٍ أخرى، توقّف دوفيلبان عند مسؤولية فرنسا والدول الغربية في الفوضى الحالية في العالَم العربي، بعد بزوغ "الربيع العربي"، فطالب باستخلاص الدروس، وقال "لقد دفَعْنا حركات ديمقراطية إلى كَنْس أنظمة استبدادية، وبما أن هذه الأنظمة الجديدة حذَّرَتنا من انحراف ديني، قُمنا، من جديد، بدعم الأنظمة الاستبدادية، فكيف يمكن لسكان هذه المنطقة أن يروا بوضوح؟".

وفي هذا السياق، شدّد أيضاً على "ضرورة أن تكون دول الشرق الأوسط والمغرب العربي، في الخط الأول لمكافحة الإرهاب الإسلامي، حتى لا نكرّر نفس الخطأ الذي وقع في أفغانستان، حيث لم يكن التحالف مُكوَّناً سوى من بلدان غربية".

أمّا عن الدروس المستفادة من مأساة 11 يناير/كانون الثاني، قال دوفيلبان "يجب أن تُتَرْجَم إلى أفعال سياسية وفردية وجمعوية، وهو ما يميّز الأنظمة الاستبدادية والمتعصبة عن الديمقراطية، أما عن الحرب، فكل بلد يستطيع القيام بها. أما أسلحتُنا الحقيقية فهي مبادئُنا، بشرط تطبيقها، وابتكار طريق آخر مختلف عن طريق المواجهة".

دلالات

المساهمون