اجتماعات الغرف المغلقة تحدد مصير حكومة العبادي

اجتماعات الغرف المغلقة تحدد مصير حكومة العبادي

03 ابريل 2016
الخلافات تعصف بالتحالف (فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل اجتماعات الكتل السياسية العراقية في بغداد وأربيل، بالتزامن مع بدء لجنة برلمانية مؤلفة من ثمانية أعضاء دراسة ملف الوزراء الجدد المرشحين من قبل رئيس الحكومة، حيدر العبادي، للبرلمان ومراجعة ذممهم المالية وموقفهم القضائي والقانوني.


ووفقا لتسريبات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن الاجتماعات تعقدها كتلة اتحاد القوى وكتلة الكردستاني مجتمعة، فيما يعقد التحالف الوطني اجتماعاته ولأول مرة بشكل متفرق بين كتلة وأخرى، إذ عقدت كتلة عمار الحكيم (المجلس الأعلى) مع كتلة نوري المالكي اجتماعين، و"الفضيلة" مع "بدر" اجتماعا، و"التيار الصدري" مع المجلس الأعلى اجتماعاً أيضاً، ما يشير إلى حدة الانقسام بين كتل التحالف حول التشكيلة الحكومة الجديدة والمقدمة من رئيس الوزراء.

ويطرح مراقبون عدة فرضيات حول الأزمة الحالية ومستقبل حكومة العبادي تبدأ من تسوية سياسية تقر التشكيلة على حالها الذي قدمت فيه للبرلمان، وتمر باحتمال رفض بعض المرشحين والتصويت على آخرين، وتنتهي بسحب الثقة من الحكومة.


وقالت مصادر سياسية عراقية في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن "الخلافات تعصف بالتحالف أكثر من مرحلة ما قبل تقديم العبادي وزراءه الجدد". وأضافت أن "الكتل لم تتوصل إلى أي نقاط تفاهم حتى الآن في ما بينها، وهناك خلافات داخل أعضاء الكتلة الواحدة، مثل دولة القانون والمجلس الأعلى"، مستبعدة أن ترى الحكومة بصيغتها الجديدة النور الأسبوع المقبل بسبب "إصرار إبراهيم الجعفري على التمسك بمنصبه وزيراً للخارجية ورفض حزب الدعوة، بزعامة نوري المالكي، ما وصفه فرض وزراء عليهم تحت التهديد والوعيد"، في إشارة إلى مقتدى الصدر.

من جهته، أكد عضو التيار الصدري، حسين البصري، أن دعمه لقائمة وزراء العبادي لا يعني أن التيار يرفض استبدال أو تغيير أحد المرشحين.

وأضاف البصري لـ"العربي الجديد"، أن "الأهم لدينا هو البدء بالإصلاح وتغيير المعادلة الحالية، ومن حق الكتل أن تطالب باستبدال أي مرشح، لكن نحذر من يحاول نسف عملية إصلاح المؤسسة الحكومية أنه سيكون في مواجهة الشارع وأنه سيسقط من أعينهم". وتابع "وإن عدتم عدنا"، في إشارة إلى إمكانية عودة الحراك السياسي والشعبي من قبل الصدر وأتباعه في حال حصل أي انقلاب على ما تحقق الخميس الماضي.

ويعوّل العبادي على موقف المرجعية في إعلان تأييدها لتشكيلته الحكومية أو الضغط على كتل التحالف بشكل مباشر لتمريرها بعد حصوله على دعم أميركي، وفقا للبيان الذي أصدره مكتب العبادي إثر تلقيه مكالمة هاتفية من نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء السبت الماضي.

وبهذا الخصوص، أكد عضو التحالف الوطني، رزاق الحيدري، أن التشكيلة الوزارية الجديدة لا يمكن أن تمرر بسهولة خلال العشرة أيام المقبلة.

وأضاف الحيدري "نحن طالبنا بأن يكون المرشحون من التكنوقراط، لكننا وجدنا أن الأسماء المرشحة ما كانت تحمل صفة التكنوقراط، وعلى سبيل المثال المرشح الشريف علي بن الحسين، ليس من التكنوقراط".

ومن المقرر أن تسلّم هيئتا النزاهة والمساءلة والعدالة تقريرهما حول الوزراء المرشحين صباح الثلاثاء كأقصى حد، بعدما أصدر رئيس البرلمان سليم الجبوري قرارا يلزم الهيئتين دراسة ملفات الوزراء خلال 48 ساعة وتقديمها بهدف التأكد من سلامة وضعهم القانوني.

بدوره، أوضح عضو كتلة كفاءات، إحدى الكتل الصغيرة داخل التحالف الوطني، هيثم الجبوري، أن العبادي هو "متحزّب، فكيف لمتحزب أن يأتي بـ16 شخصية غير متحزبة؟"، داعياً العبادي إلى "تجميد وجوده في حزب الدعوة أو الاستقالة منه والتحول إلى شخصية مستقلة لكي تثق الكتل السياسية بأن العبادي لديه نية صادقة بتحويل الحكومة من حزبية إلى تكنوقراط".


في السياق، علم "العربي الجديد" بخبر وصول المبعوث الأميركي الخاص إلى العراق، بريت ماكغورك، إلى أربيل، مساء اليوم الأحد، وبدء لقاءاته مع القادة الأكراد قبل التوجه إلى بغداد للقاء الفرقاء السياسيين هناك.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن المبعوث الرئاسي الأميركي وصل في مهمة واحدة، وهي إنقاذ الوضع ومنع انهيار حكومة العبادي، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخر ملف وخطط الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مؤكدة أن موقف الإيرانيين مقلق للغاية وهم يمارسون دورا سلبيا في هذا الإطار.

المساهمون