تصاعدت وتيرة التعزيزات العسكرية والاتهامات المتبادلة بين الأطراف اليمنية بالاستعداد لاستئناف الحرب على نطاق واسع، بعد أيام من الكشف عن أبرز مضامين الخطة الأممية المقرر تقديمها خلال الأيام المقبلة لوفدي المشاورات في الكويت، وسط تحذيرات من تصعيد الحرب في حال فشل المتحاورون بالتوصل إلى حل.
وأكدت مصادر في "المقاومة الشعبية" بمحافظة الجوف، شمالي البلاد، أمس الجمعة، لـ"العربي الجديد"، عودة المعارك في مديرية المتون، حيث حققت قوات الشرعية تقدماً. وسيطرت قوات الشرعية على منطقة صفر الحنية بعد معارك لساعات سقط فيها عشرات من القتلى والجرحى والأسرى من مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وفقاً لمصادر "المقاومة".
وتزامن التصعيد في الجوف مع ورود معلومات عن تعزيزات لطرفي الحرب في أكثر من جبهة، في أطراف محافظة مأرب ومديرية نِهم، شرق صنعاء، فيما كثفت مقاتلات التحالف تحليقها في المحافظات ونفذت غارات عدة في محافظات متفرقة، بحسب ما أكدت مصادر متطابقة.
وكان رئيس المكتب السياسي للجماعة، صالح الصماد، اتهم في تصريحات أدلى بها يوم الأربعاء الماضي، السعودية بالإعداد لحرب كبيرة. وقال إنه "يلحظ من حجم الحشود والتعزيزات العسكرية التي تتقاطر على مدار الساعة إلى جبهات القتال آتية من منافذ السعودية" بما يبرهن عن استعداد ما وصفه بـ"العدوان" لعمل عسكري كبير "غير آبه بكل ما يجري على طاولة المفاوضات".
ووفقاً لمصادر محلية وأخرى قريبة من "المقاومة الشعبية"، فقد وصلت بالفعل تعزيزات وُصفت بـ"الكبيرة" إلى محافظة مأرب، آتية من منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، وتوجهت إلى معسكرات قوات الجيش الموالية للشرعية، بعدما بدأ التصعيد من الانقلابيين جنوباً الأسبوع الماضي بالتقدم باتجاه قاعدة العند في محافظة لحج والتي تبعد عشرات الكيلومترات عن عدن.
وساهمت التطورات والتصريحات الأخيرة بزيادة المخاوف من عودة الحرب على نطاق واسع، بعد عرض المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أبرز مضامين خطته على مجلس الأمن الدولي، وتضمنت مقترحات بإجراءات أمنية وعسكرية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، غير أن الاقتراح الأخير لاقى رفضاً ضمنياً من الجانب الحكومي، فيما طالب الانقلابيون بأن تشمل أي خطة مطروحة التوافق على الرئاسة إلى جانب الحكومة.
ومن المقرر أن يصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، غداً الأحد، إلى العاصمة الكويتية، حيث سيعقد اجتماعاً مع المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد. ومن المتوقع أن يقدم بان كي مون الخطة الأممية مكتوبة إلى الأطراف.