وزارة الدفاع الجزائرية تُعلن إحباط محاولة تفجير لاستهداف الحراك

وزارة الدفاع الجزائرية تُعلن إحباط محاولة تفجير لاستهداف الحراك

30 يناير 2020
يختلف التقييم إزاء إعلان السلطات عن هذه المعلومات(فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية اليوم الخميس، إحباط محاولة تفجير انتحاري كان مقرراً أن يستهدف مسيرات الحراك الشعبي في العاصمة.

وأكد بيان لوزارة الدفاع أنه "قُبض على إرهابي في منطقة بئر توتة" (25 كيلومتراً عن العاصمة الجزائرية)، وذكرت أنه كان يُعدّ لتنفيذ عملية انتحارية بالعاصمة.

 ورجحت وزارة الدفاع، بحسب المعلومات التي نشرتها، أن العملية كانت تتعلق بتفجير باستعمال حزام ناسف يستهدف المسيرات السلمية للحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائرية، التي تجري كل ثلاثاء وجمعة.

وكشف نفس المصدر عن اسم الموقوف (ر-بشير)، والذي ورد اسمه ضمن لائحة محدثة لدى الأجهزة الأمنية، "لإرهابيين يبحث عنهم مرشحين للقيام بتفجيرات انتحارية منذ عام 2017".

 ويأتي الكشف عن إحباط التفجير الانتحاري قبل يوم واحد من مسيرات الجمعة الـ50 للحراك الشعبي غدا، ويعزز هذا الإنجاز الأمني التزام الجيش والمؤسسة الأمنية بحماية الحراك والمظاهرات من أية محاولات للاختراق الأمني أو إحداث مشكلات أمنية.

ويختلف التقييم في الجزائر إزاء إعلان السلطات عن هذه المعلومات، ففيما تأخذها بعض مكونات الحراك الشعبي على محمل الجد، وتعتبر أن هذه المخاطر تظل قائمة في ظل ظروف سياسية مشحونة ومتوترة في الجزائر، تحاول خلالها أطراف من الداخل او الخارج إحداث قلاقل أمنية، تتحفظ مكونات أخرى في الحراك وتتخوف من أن يكون هدف السلطات من نشر هذه المعلومات تخويف الجزائريين ودفعهم إلى إنهاء المظاهرات المستمرة منذ 22 فبراير/ شباط الماضي وإخلاء الشارع، خاصة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية وبدء خطوات إصلاح دستوري وإقامة حوار سياسي.

وهذه هي المرة الثالثة التي تعلن فيها السلطات الجزائرية عن إحباط مخطط إرهابي يستهدف المظاهرات الشعبية، وفي 12 إبريل/ نيسان الماضي كشفت السلطات النقاب عن مخطط "إرهابي" لتنفيذ عمليات أثناء الحراك الشعبي في العاصمة الجزائرية، وأعلنت توقيف مجموعة "إرهابية" مدججة بالأسلحة، وزعمت أن المجموعة "التي كانت تحوز على أسلحة بعضها تم استعمالها في جرائم اغتيال في حق أمنيين خلال العشرية السوداء، خططت للقيام بأعمال إجرامية ضد المواطنين، مستغلة الكثافة البشرية في المظاهرات".

وفي 14 يوليو/ تموز الماضي أعلنت السلطات الجزائرية "إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف تنفيذ تفجيرات خلال المظاهرات الشعبية التي كانت اندلعت في البلاد منذ 22 فبراير/ شباط الماضي"، وأكدت اعتقال خمسة "إرهابيين" في الفترة بين الثالث والسابع من يوليو/ تموز الماضي، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات تستهدف المتظاهرين السلميين باستعمال عبوات متفجرة، وكشفت السلطات حينها أن "الإرهابيين" الخمسة الذين لم يكونوا على قوائم المبحوث عنهم، كانوا ينشطون في البداية ضمن شبكة لدعم وإسناد المجموعات "الإرهابية"، قبل أن يتم تكليفهم من قبل تنظيم "إرهابي" بوضع عبوات ناسفة خلال المظاهرات.

وتتعقب الأجهزة الأمنية في الجزائر قائمة من الانتحاريين المفترضين، يعتقد أنهم مرشحون لتنفيذ عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة، منذ انكشاف خطة "الذئاب المنفردة" التي كانت قد بدأتها خلية صغيرة تسمي نفسها "الغرباء"، انشقت عن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، وأعلنت مبايعتها تنظيم "داعش".

وفي يوليو 2018 قتل الجيش الجزائري ساحلي علي، والذي كان اسمه على لائحة الانتحاريين المرشحين لتنفيذ هجمات انتحارية في منطقة سكيكدة شرقي الجزائر والذي يعرف اسمه الحركي في صفوف المجموعات المسلحة بأبي البراء، والذي تمت الإطاحة به في كمين نصب له في منطقة كركرة ببلدة القل بولاية سكيكدة شرقي الجزائر.

وقبل ذلك شهدت الجزائر خلال عام 2017، أربع محاولات فاشلة لتنفيذ تفجيرات انتحارية، استهدفت في أغسطس/ آب 2017 مقر المديرية العامة للأمن الوطني وسط مدينة تيارت غربي العاصمة الجزائرية.

وفي بداية شهر يونيو/ حزيران من نفس السنة فشل انتحاري في اقتحام مركز للأمن وسط مدينة قسنطينة شرقي الجزائر ونجح عناصر الشرطة في قتله قبل وصوله إلى المركز، كما لاحقت في نفس الفترة وحدة من الأمن انتحاريا آخر في منطقة قسنطينة كان على متن دراجة نارية، رفقة أحد مرافقيه قبل وصوله إلى هدفه، ونجحت أجهزة الأمن الجزائرية في نفس السنة 2017 في الاطاحة بأمير خلية "الغرباء" بوعمرة نور الدين المكنى بأبي الهمام، الذي كان وراء هذه السلسلة من التفجيرات الانتحارية.