العراق: تفاصيل طرد دبلوماسي سعودي بطلب شخصي من العبادي

العراق: تفاصيل طرد دبلوماسي سعودي بطلب شخصي من العبادي

07 يونيو 2018
العبادي طلب مغادرة شراحيلي (راينر زينسن/Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر سياسية وحكومية عراقية مطلعة، اليوم الخميس لـ"العربي الجديد"، عن ملابسات طرد الدبلوماسي السعودي يحيى شراحيلي من بغداد بعد أقل من ثلاثة أسابيع من وصوله إلى العراق، ولقائه بعدد من قادة الكتل السياسية العربية السنية على هامش الحراك الحالي لتشكيل الحكومة الجديدة.

وعلى الرغم من إصدار وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، بياناً نفت فيه المعلومات المتداولة حول الموضوع، مؤكدة أنه "لا صحة لقيامها بطرد أي دبلوماسي سعودي من العراق"، إلا أن مسؤولاً بارزاً في مكتب العبادي، فضلاً عن مصادر سياسية سنية أخرى في بغداد، أكدت لـ"العربي الجديد"، صحة ذلك، مؤكدة أن الطلب جاء من رئيس الوزراء حيدر العبادي شخصياً بمغادرة شراحيلي العراق وعدم العودة مجدداً، بسبب تحركاته في بغداد.

ووفقاً لمصادر سياسية في "تحالف الوطنية" و"النصر"، فإن "يحيى شراحيلي، الذي يعمل في السفارة السعودية في الأردن بدرجة قنصل، دخل العراق في الرابع عشر من الشهر الماضي بتأشيرة رسمية، واستقر في مقر ضيافة السفارة السعودية ببغداد، وتحرك بشكل مكثف خلال تلك الفترة، إذ عقد لقاءات بين كتل سياسية مختلفة، غالبيتها عربية سنية، بمعزل عن السفارة السعودية وكادرها، في ما بدا وكأنه موفد بمهمة رسمية إلى بغداد".


وبحسب المصادر ذاتها، فإن شراحيلي عمل على جمع كل من حزب "الحل" برئاسة جمال الكربولي، مع كتلة "الجماهير السنية" في محافظة صلاح الدين بزعامة أحمد الجبوري (أبو مازن)، ومن ثم بدء الضغط على "تحالف الوطنية" من خلال إياد علاوي وسليم الجبوري لقبول التحالف الجديد، وهو ما رفضه الجبوري وعلاوي، إذ اعتبرا أن "الرهان على تحالف طرفاه الكربولي وأبو مازن غير موثوق لقربهما من الأساس من نوري المالكي، ولتجارب سابقة معهما بعدم احترامهما أي تحالفات أو مواثيق داخلية".

إلى ذلك، أوضحت المصادر ذاتها أن العبادي هو الذي طلب مغادرة الدبلوماسي السعودي وليس وزارة الخارجية العراقية.

من جهته، أكد ذلك موظف رفيع بمكتب رئيس الوزراء، تحدث بالهاتف مع "العربي الجديد"، طالبا عدم الكشف عن اسمه، مبينا أن "رئيس الوزراء هو الذي طلب مغادرة شراحيلي وبشكل شخصي ومؤدب من السفير السعودي ببغداد عبد العزيز الشمري"، وفقا لقوله.

وبين الموظف الرفيع أن تحركات شراحيلي "كانت محرجة"، وقد "تجنب رئيس الوزراء أن تتطور وتحدث بسببها مشكلة تستغلها أطراف محسوبة على إيران، فطلب مغادرته بشكل فوري".

وتابع: "استخدم شراحيلي المال بشكل فاضح وعبر حوالات مالية وهدايا سمعت بها أغلب الأوساط السياسية بالعراق"، مؤكدا أن السفير الشمري ارتاح لطلب مغادرة الدبلوماسي السعودي، كون الأخير "أحدث فوضى داخل السفارة وفي أوساط سياسية عراقية، وكان يتصرف على أنه موفد من الوزير السعودي ثامر السبهان، وأن له سلطة أعلى من سلطة السفير".

وسبق لشراحيلي العمل في العراق عامي 2015 و2016، إلا أنه تم نقله ضمن سلسلة تغييرات أجرتها الرياض في كادر سفارتها ببغداد.

دلالات