الآلاف أدوا صلاة الجمعة بالأقصى وسط قيود الاحتلال واعتداءاته

الآلاف أدوا صلاة الجمعة بالأقصى وسط القيود والاعتداءات الإسرائيلية.. وجلسة طارئة للمرجعيات

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل
28 يوليو 2017
+ الخط -
تمكّن قرابة 10 آلاف فلسطيني من تأدية صلاة الجمعة، اليوم، في المسجد الأقصى، بعد خضوعهم للتفتيش الدقيق والاستفزازي عبر أربع بوابات، هي السلسلة والأسباط والمجلس والقطانين، فتحها الاحتلال الإسرائيلي منذ الصباح، وتواجد بها جنوده بشكل مكثف وسط تدابير أمنية مشددة، وذلك بعدما أغلق عدداً من البوابات الأخرى للمسجد، هي حطة والمطهرة وباب الحديد، ومنع من هم دون الخمسين من دخول المسجد.

وإزاء هذه الاعتداءات من الاحتلال، قرّرت المرجعيات الدينية في القدس المحتلة عقد جلسة طارئة، ورجحت مصادر مطلعة أن تقرر المرجعيات الإسلامية العودة للصلاة خارج المسجد الأقصى والرباط على بواباته إذا لم يرفع الاحتلال قيوده.

وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، لـ"العربي الجديد"، إن "باحات المسجد كانت شبه فارغة، بسبب تواصل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءاته على المسجد الأقصى، والحواجز العسكرية المنتشرة بشكل غير مسبوق في محيط الأقصى والبلدة القديمة". وأضاف الكسواني أن جنود الاحتلال منعوا الآلاف من الدخول والصلاة في المسجد، ما اضطر من هم دون الخمسين عاما إلى الصلاة عند أقرب نقطة لبوابات المسجد الأقصى.

وتحدى الفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا صلاتهم أمام باب المغاربة، وهو الباب الذي ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسيطر على مفتاحه، ليكون مدخلا آمنا للمستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى.

من جهته، حيا خطيب الجمعة في المسجد الأقصى، المفتي الشيخ محمد حسين، الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للأقصى، والجرحى والأسرى، وتطرق لما تعرض له المسجد من اعتداءات خلال الأيام الماضية التي أغلق فيها بشكل نهائي.

ودعا محمد حسين، خلال خطبته، العالمين العربي والإسلامي إلى "ضرورة التحرك الفوري والعاجل، وتحمل مسؤولياته إزاء ما يتعرض له أولى القبلتين وثالث الحرمين من اعتداءات إسرائيلية واضحة ومتعمدة، ووقف تلك الاعتداءات، سواء كانت على المسجد أو على المصلين".

قيود الاحتلال

وبدا أن الاحتلال، الذي فوجئ أمس بمشاعر الفرح لدى الفلسطينيين بعد اضطراره إلى التراجع عن كل إجراءته في الأسبوعين الماضيين، منذ عملية الأقصى في الرابع عشر من الشهر الجاري، قد لجأ إلى تقسيم المدينة إلى مربعات أمنية، ومنع تكوين تجمهرات كبيرة خارج أسوار البلدة القديمة وعند بواباتها بموازاة نشر أعداد كبيرة من عناصره في المواقع التي أدى فيها فلسطينيون الصلاة خارج البلدة القديمة، مثل منطقة المصرارة المطلة على باب العامود، وعند باب الساهرة، وعند وادي الجوز وفي رأس العامود.

وأوضحت المصادر المحلية لـ"العربي الجديد"، أن "الاحتلال حوّل مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية كبيرة، خصوصا في البلدة القديمة ومحيطها، حيث تواجد في كل متر جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح، بينما نصبت العديد من الحواجز العسكرية التي منعت الشباب من الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه".

وأكدت مصادر في الداخل الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال وشرطته منعت المئات من الداخل الفلسطيني من الوصول إلى مدينة القدس. 

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أغلق، قبيل رفع أذان الظهر وصلاة الجمعة، عدداً من بوابات المسجد الأقصى، إلى جانب سلسلة الإجراءات التي قام بفرضها، من إغلاق لبوابات البلدة القديمة في القدس، ومنع من هم دون الخمسين عاماً من الوصول إلى المسجد.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر مطلعة، أنّ الاحتلال أغلق بوابات حطة والمطهرة وباب الحديد، إلى جانب نشر قوات كبيرة في محيط البلدة القديمة، وعلى أبواب ومشارف مدينة القدس.

ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المئات من الجنود وعناصر الوحدات الخاصة وقوات الشرطة باللباس المدني، على مداخل المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة، وعشرات الجنود على سور البلدة القديمة، لا سيما باب الأسباط وباب الساهرة وباب العامود.

كما أغلقت محيط البلدة القديمة أمام حركة السير، بدءاً بمدرسة الحسين بن علي المقابلة لمستشفى العيون وطريق واد الجوز رأس العمود والباب الجديد وطلعة جبل الزيتون قرب كنيسة الجثمانية، فضلاً عن نصب حواجز على مداخل كل هذه الشوارع.

كما نشر الاحتلال الإسرائيلي دوريات راجلة ومحمولة على أبواب القدس القديمة، ووضع مسارات حديدية لتفتيش العابرين، بينما عزّز من إجراءاته على الحواجز العسكرية على مداخل القدس وخاصة قلنديا وبيت لحم.

وكان الاحتلال نشر، منذ أمس الخميس، قوات معززة في القدس المحتلة، كما قام بنصب حواجز عسكرية عند مشارف المدينة، ومنع وصول حافلات نقلت فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى.

جلسة طارئة للمرجعيات

ومن المقرر أن تعقد المرجعيات الدينية في القدس المحتلة، اليوم، جلسة طارئة للبت في مسألة قيام الاحتلال بإغلاق عدد من أبواب المسجد الأقصى. وقالت مصادر مطلعة إنه من المحتمل أن تقرر المرجعيات الإسلامية في القدس العودة للصلاة خارج المسجد الأقصى والرباط على بواباته إذا لم يقم الاحتلال بفتح كافة أبواب المسجد أمام جموع المصلين، ويلغي القيود على أعمار من يسمح لهم بالدخول للمسجد الأقصى.

مواجهات

في هذه الأثناء، اندلعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة من القدس المحتلة، بعد انتهاء صلاة الجمعة، التي أداها الفلسطينيون داخل المسجد الأقصى وعند بواباته الخارجية. وهاجمت قوات الاحتلال المصلين عند باب الأسباط وفي وادي الجوز بالقنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع، كما أبعدت أكثر من 20 مصليا من القدس. 







ذات صلة

الصورة
عيد الفصح في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة 1 - الأحد 5 مايو 2024 (رمزي أبو القمصان)

مجتمع

يُحيي المسيحيون من الطوائف التي تتّبع التقويم الشرقي عيد الفصح في غزة اليوم، في حين أنّ درب جلجلتهم مستمرّ وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ212.
الصورة
فلسطينيون وسط دمار خانيونس - 7 إبريل 2024 (إسماعيل أبو ديه/ أسوشييتد برس)

مجتمع

توجّه فلسطينيون كثر إلى مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة لانتشال ما يمكن انتشاله من بين الأنقاض، وسط الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
زكريا السرسك طفل فلسطيني متطوع في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، في 27 مارس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يتنقّل الطفل الفلسطيني زكريا السرسك، البالغ من العمر 12 عاماً، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ليس بهدف تلقّي العلاج إنّما كمتطوّع في ظلّ الحرب.
الصورة
مشهد لموقع مجمع الشفاء الطبي في غزة في 1 إبريل 2024 (محمد الحجار)

مجتمع

كشف فلسطينيون كانوا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في شمال قطاع غزة عن فظائع ارتكبتها القوات الإسرائيلية في خلال اقتحامها المستشفى قبل انسحابها منه كلياً.