الحكومة الأفغانية ترد على "طالبان": القوات المسلحة مستعدة للدفاع

الحكومة الأفغانية ترد على "طالبان": القوات المسلحة مستعدة للدفاع

24 ابريل 2020
استتباب الأمن يغيب في أفغانستان (وكيل كوحسار/ فرانس برس)
+ الخط -
بعدما أعلنت حركة "طالبان" الأفغانية، أمس الخميس، رفضها طلب الحكومة وقف إطلاق النار بسبب ما تقول إنها عراقيل في وجه اتفاقها الموقع بالدوحة مع الولايات المتحدة الأميركية، ردّت الحكومة الأفغانية بالقول إنها مستعدة للدفاع عن سيادة البلاد وعن حياة المواطنين.

وقال الناطق باسم الداخلية الأفغانية طارق آرين، اليوم الجمعة، إنّ "طالبان رفضت طلب الحكومة وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، ما يعني أنها ستواصل في قتل المواطنين"، قبل أن يضيف "لكننا نؤكد أن القوات المسلحة مستعدة للدفاع عن سيادة البلاد وحماية المواطنين".

وزعم آرين، في سلسلة تغريدات له على موقع "تويتر"، أنّ رفض "طالبان" لطلب الحكومة "يشير إلى الضعف الموجود في زعامتها"، وأنها "تلجأ إلى الحل العسكري، بدلاً من العمل من أجل إيجاد حل سلمي للمعضلة".
كما ادعى آرين أنّ "حرب طالبان ليس لها مبرر، وهي مبنية على عدم المعرفة وقلة الفهم بالدين".

في المقابل، اتهمت "طالبان" الحكومة الأفغانية بوضع عقبات في وجه تطبيق الاتفاق الذي وقعته الحركة مع واشنطن، في 29 فبراير/ شباط الماضي، والذي كان من المفترض أن يفتح الطريق أمام الحوار الأفغاني- الأفغاني، ووقف إطلاق نار دائم، متهمة كلاً من القوات الأميركية والأفغانية بخرق التوافق بشكل مستمر، من خلال الاستمرار في العمليات الليلية والقصف على المواطنين.

وقالت الحركة في مقال نشرته على موقعها الرسمي بعنوان "لنصل إلى وقف إطلاق النار عبر التوافق"، إنّ "الحكومة الأفغانية جعلت الأسرى في حالة خطر ومعرضين لجائحة كورونا، بعد أن وقفت في وجه عملية إطلاق سراحهم كما هو متوافق عليه في الاتفاق مع واشنطن"، معتبرة أن "حكومة كابول تسعى، من خلال الطلب المتكرر لوقف إطلاق النار، إلى أن تشغل الناس عن المواضيع الأساسية".
كما أكد المقال أن الحركة متعهدة بكل ما جاء في الاتفاق بينها وبين واشنطن، وتدعو إلى تطبيقه مرحلة بمرحلة، حتى الوصول إلى حل نهائي ووقف إطلاق نار دائم، واصفاً الرئيس الأفغاني أشرف غني بـ"العقبة" في وجه ذلك التوافق.
وكانت "طالبان" قد رفضت، أمس الخميس، طلب الحكومة الأفغانية وقف إطلاق النار، معتبرة ذلك "طلباً غير معقول في ظل خلق عراقيل في وجه عملية السلام الأفغانية"، على حد وصفها.
وقال الناطق باسم المكتب السياسي للحركة سهيل شاهين، في تغريدة له على موقع "تويتر"، مساء أمس الخميس، إنّ "حركة طالبان وافقت، من خلال التوافق مع الولايات المتحدة الأميركية، على آلية عمل شاملة للوصول إلى حل دائم للمعضلة، وتلك الآلية اعتمد عليها مجلس الأمن الدولي أيضاً".

وأضاف شاهين أنه "بتطبيق ذلك التوافق كان متوقعاً أن نصل إلى مصالحة ووقف لإطلاق النار، لكن ما حصل أنه بسبب كورونا فإن أعداداً كبيرة من الأسرى أصبحوا في خطر، مع خلق عقبات في وجه تطبيق التوافق بين طالبان وأميركا، وعرقلة عملية السلام بشكل عام، وفي هذا الخضم، طلب وقف إطلاق النار أمر غير معقول".
وسبق أن اتهم الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تصريح صحافي، الولايات المتحدة الأميركية بالفشل في العمل على الاتفاق مع الحركة، مذكّراً بأن الاتفاق كان ينص على إطلاق سراح 5 آلاف سجين لـ"طالبان"، ولكن ذلك لم يحدث.
وأضاف مجاهد أنه "لا يوجد في التوافق بين الحركة وواشنطن ما يؤكد وقف إطلاق النار وتوقف العمليات المسلحة ضد القوات الأفغانية"، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار أمر يمكن التباحث بشأنه في الحوار الأفغاني الأفغاني.


جدير بالذكر أنّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، ومستشار أمنه القومي حمد الله محب، قد طلبا في بيانيهما، بمناسبة حلول رمضان، من "طالبان" وقف إطلاق النار خلال الشهر الفضيل.

وقال محب، في بيان، إنّ "الحكومة الأفغانية تطلب من طالبان وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان كي يقوم أبناء الشعب بأداء الفرائض الدينية في جو من الطمأنينة، وهي فرصة جيدة لإعلان ذلك"، مشدداً على أنّ "القوات المسلحة الأفغانية ستقوم بالرد على كل عملية مسلحة".

المساهمون