مشاورات دولية متواصلة بشأن سورية... وروسيا تغمز من بريطانيا

مشاورات دولية متواصلة بشأن سورية... وروسيا تغمز من بريطانيا

13 ابريل 2018
لافروف: هجوم دوما الكيميائي "مجرد مسرحية" (أنطون نوفوديريشكين/Getty)
+ الخط -
من واشنطن إلى باريس ولندن وبرلين، تتواصل المشاروات الدولية، اليوم الجمعة، بشأن توجيه ضربة للنظام في سورية رداً على الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية، مع دخول أنقرة على الخط، بينما لجأت موسكو للتلويح بورقة اللاجئين، للتحذير من خطوة كهذه، قبل أن تتحدث عن سيناريو مزعوم، غمزت فيه من قناة بريطانيا دون أن تسمّيها.

ماكرون وبوتين

وتحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هاتفياً، اليوم الجمعة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن سورية، وفق ما ذكر مكتب الرئيس الفرنسي.

وبحسب بيانٍ للكرملين، فقد حذر بوتين نظيره الفرنسي من أي "عمل متهور وخطير" في سورية قد يترك "تداعيات لا يمكن توقعها".

وقال الكرملين "من الضروري تجنب أي عمل متهور وخطير يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، قد تكون له تداعيات لا يمكن توقعها"، مضيفاً أن "بوتين ركز على ضرورة إجراء تحقيق متقدم وموضوعي، حتى التوصل إلى خلاصة يكون بعدها من الحكمة الامتناع عن توجيه أي اتهام بحق أي كان".

وأمس، قال ماكرون إنّ بلاده تمتلك "أدلة على أنّ الأسلحة الكيميائية، أو على الأقل الكلور، تم استخدامها، الأسبوع الماضي، من قبل نظام بشار الأسد في سورية"، من دون أن يذكر تفاصيل عن هذه الأدلة، متوعدًا بالرد في الوقت المناسب.

ماكرون وميركل

وسيلتقي ماكرون بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في برلين، الخميس المقبل، لبحث مجموعة من الموضوعات، وفق ما ذكر متحدث باسم الحكومة الألمانية.

وكانت ميركل تحدثت إلى ماكرون، أمس الخميس، بشأن الهجوم الكيميائي في دوما، وأبلغت الصحافيين بعد المحادثة، بأنّ ألمانيا لن تشارك في أي ضربات عسكرية في سورية.

وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، إنّ برلين ستفعل ما بوسعها لمواصلة الضغط السياسي على روسيا في ما يتعلق بالهجوم الكيميائي المشتبه به في سورية.

وأضاف أنّه توجد "أدلة قوية" تشير إلى استخدام أسلحة كيميائية في انتهاك للقانون الدولي، وقال إنّ ألمانيا على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين بشأن كيفية الرد.

من جهتها، قالت ماريا أديبار، المتحدثة باسم الخارجية الألمانية، إنّ برلين تتفق مع حلفائها على أن استخدام الأسلحة الكيميائية يجب ألا يمر دون عقاب. وأضافت أنّه "من الواضح أنّ الأسلحة الكيميائية في سورية لم تُدمَّر كلها" في عملية بدأت في 2013.

ماكرون وترامب

وتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ماكرون، وفق ما ذكر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية. وقال كريستوف كاستانير إنّ "ضرباتنا العسكرية في سورية لن يتم الإعلان عنها مسبقًا حال تم اتخاذ قرار تنفيذها".

وأضاف لشبكة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول"، اليوم الجمعة: "إذا تم إقرار الضربات، فلن أخبركم، ورئيس الجمهورية لن يخبركم، لأنّ هذا الأمر ليس مفترضاً أن يكون علنياً".

ولفت إلى أنّه "سيتم إبلاغ الجمعية الوطنية (البرلمان) ومجلس الشيوخ في الوقت المناسب، لضرورة الحفاظ على السرية، لأنّ الوضع متعلّق أيضاً بالمصالح الفرنسية التي على المحك".

وتابع أنّ "هذه الضربات سيتم تنفيذها حال تم استيفاء الشروط"، دون تحديد ماهيتها، مشيراً إلى استمرار "النقاشات الدولية في هذا الشأن".

ولفت إلى أنّه جرى اتصال، مساء الخميس، بين ماكرون ونظيره الأميركي "كونه من المفترض أنّ هناك ضربات منسقة بين الطرفين، إذا استدعت الحاجة لهذه الضربات"، بحسب كاستانير.

ترامب وماي

وذكر البيت الأبيض، الخميس، أنّ ترامب تحدّث إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الخميس، وأن الزعيمين تحدثا عن "الحاجة إلى رد مشترك على استخدام سورية للأسلحة الكيميائية". وقال مكتب ماي إنّهما "اتفقا على ضرورة ردع حكومة الأسد عن شن المزيد من الهجمات من هذا النوع".

وحصلت ماي على دعم كبار وزرائها للعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا لردع النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية. واستدعت ماي الوزراء من عطلاتهم بمناسبة عيد الفصح، لبحث كيفية الرد على ما وصفته بـ"هجوم وحشي لا يمكن أن يمر دون رد".

ومساء الخميس، اجتمع ترامب مع فريقه للأمن القومي بشأن الوضع في سورية، لكن "لم يتم اتخاذ قرار نهائي"، بحسب بيان، مضيفاً "نواصل تقييم المعلومات ونتحدث مع الشركاء والحلفاء".
وكانت تصريحات ترامب على "تويتر" قد أثارت إرباكاً في اليومين الماضيين، فبعد تغريدة، الأربعاء، توعد فيها بإرسال صواريخ "ذكية" ودعا خلالها روسيا للجهوزية، عاد ونشر أمس الخميس، تغريدة كتب فيها "لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سورية. قد يكون قريباً جداً وقد لا يكون كذلك".

أردوغان: الأجواء تلين قليلاً

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه دعا نظيريه الأميركي والروسي إلى تأسيس السلام وإنهاء المأساة في المنطقة، مؤكداً أن زيادة التوتر ستكون أمراً غير صائب.

وأوضح أردوغان أنه بحث مع نظيريه ترامب وبوتين هاتفياً التطورات الأخيرة في سورية، وسبل تأسيس السلام فيها بأقرب وقت، مطالباً "الولايات المتحدة وروسيا وجميع قوات التحالف، بإبداء حساسية أكبر حيال الوضع في سورية"، ومؤكداً أن بلاده ستواصل مشاوراتها بهذا الصدد.

وفي هذا الشأن، قال أردوغان: "يبدو أن الأجواء أصبحت لينة قليلاً. اتصالاتنا مستمرة"، مضيفاً "صحيح أن الأسلحة الكيميائية تتمتع بأرضية مختلفة جداً في القوانين الدولية، إلا أنه يجب علينا ألا نتجاهل أيضاً الأسلحة التقليدية". 

هولندا لن تشارك

إلى ذلك، قال رئيس وزراء هولندا مارك روته، اليوم الجمعة، إنّ بلاده لا تبحث المشاركة في عمل عسكري محتمل في سورية، رغم احتمال استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية محظورة.

وذكر روته، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، "نتفهم مسألة رد الفعل المحتمل، لكن في الوقت الحالي مشاركة هولندا ليست مطروحة على الطاولة".


روسيا تحذر

وفي مقابل الاتصالات والتحرّكات الدولية، لوّحت روسيا بورقة اللاجئين، للتحذير من توجيه ضربة عسكرية محتملة ضد النظام في سورية، رداً على الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهولندي ستيف بلوك، في موسكو، إنّ "أقل خطأ في الحسابات في سورية قد يؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة إلى أوروبا".

وأضاف، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، أنّ "الأجواء المحيطة بسورية مثيرة للقلق البالغ. والإنذارات والتهديدات لا تساعد الحوار".

وتوعّد وزير الخارجية الروسي قائلاً إنّ "فريق منظمة الأسلحة الكيميائية لن يجد أي مؤشر على وقوع هجوم كيميائي في دوما".

وقال إنّ "موسكو تملك أدلة دامغة على أنّ الكيميائي المزعوم في دوما، كان مجرد مسرحية تقف وراءها مخابرات إحدى الدول المنخرطة في الحملة المضادة لروسيا"، من دون أن يذكر ماهية الأدلة، أو من هي هذه الدولة؛ لكنه قصد على الأرجح بريطانيا، التي تتهم روسيا بمحاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته بمادة سامة.

ووصل خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مطار رفيق الحريري في بيروت، متجهين برّاً نحو الأراضي السورية. وقالت تقارير إعلامية إن مجموعة ثانية من الخبراء ستصل، اليوم الجمعة، وذلك بغية التحقيق في استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية.

وفي السياق، قالت السفارة الروسية في بريطانيا، اليوم الجمعة، إنّ موسكو قلقة من قرار وزراء بريطانيين، أمس الخميس، اتخاذ إجراء في سورية، قائلة إن التقارير عن خطط شن هجوم عسكري هي بمثابة تحرك "متهور" من جانب لندن.

وقالت السفارة، في بيان، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "المسؤولين الروس الذين زاروا مدينة دوما السورية، لم يعثروا على آثار لأي مواد كيميائية".


يُذكر أنّ روسيا دعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة، اليوم الجمعة، لمناقشة الوضع الحالي في سورية، غير مستبعدة احتمالات اندلاع الحرب.

وبينما أكد مستشارون في بعثات دول غربية بالأمم المتحدة، فضّلوا عدم نشر أسمائهم، انعقاد الجلسة لـ"الأناضول"، لم تؤكد بعثة بيرو الدائمة لدى الأمم المتحدة والتي تتولى الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لهذا الشهر، انعقاد الجلسة بعد.